يسعى الإنسان الطبيعي لمحاربة الملل والتطلع إلى التجديد هربًا من الروتين الخانق الذي يستنزف القوى، إلا أن ما فعله البريطاني جيمس وارد هو عكس ذلك تمامًا، حيث دفعه حبه للأشياء المملة إلى تنظيم مؤتمرًا سنويًا لمناقشة الأمور الأكثر مللًا في الحياة، ربما يكون ذلك ليس غريب بالقدر الكافي لكن ما يدفع للدهشة هو أن هذه المؤتمرات حققت نجاحًا كبيرًا. بدأ تنظيم ما يعرف ب"مؤتمرات الملل" عام 2010، وولدت الفكرة كنوع من المزاح، بدأت القصة عندما قرر منظمو مؤتمر يدعى "مؤتمر الإثارة" إلغاء الحدث نظرًا لانشغالهم بأمور أخرى، فتلقى جيمس وارد، الخبير في التسويق، هذا القرار بقوله إنه لا يحب الأشياء المملة وليست المثيرة، وأن تلك الأشياء المملة تستحق أن يحتفى بها. لقي تصريحه ردود أفعال إيجابية ومشجعة، حتى أن البعض تساءل عن المكان الذي يباع فيه تذاكر للأحداث التي تحتفي بالأمور المملة، حتى دفعوا ونفذ مزاحه ونظم مؤتمرًا للملل، الأمر الذي استمر منذ ذلك الحين وحتى العام الجاري المقرر عقد النسخة السادسة من هذا المؤتمر فيه. وشارك بالمؤتمر 425 مشاركًا، حيث نفذت جميع التذاكر في أيام قليلة بعد طرحها، ويكمن سر نجاح هذا المؤتمر في عنصر المفاجأة الذي يحققه المنظمون للجمهور، ويقول القائمون على المؤتمر إنه غير مخصص للأشياء المملة بالمعنى المعروف ولكن الهدف منه هو تسليط الضوء على أمور حياتية نظنها تافهة لكن بالاقتراب منها نكتشف جانب من الروعة.