تبدأ القوات المسلحة البولندية، غدًا الثلاثاء، أكبر وأضخم مناورات عسكرية في تاريخها الحديث، وهي في الوقت نفسه تهيئ الأوضاع لنشر عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية على الأراضي البولندية. وقالت وزارة الدفاع البولندية: إن "هذه المناورات Anakonda-16، لقوات حلف شمال الأطلسي في بولندا تعد أكبر تدريبات في تاريخ البلاد، وستشهد رقمًا قياسيًا من حيث عدد الدول والعسكريين المشاركين فيها، وإن الجزء العملي منها سيبدأ الثلاثاء 7، يونيو الحالي». وأوضحت الوزارة أن نحو 31 ألف عسكري من 24 دولة، بمن فيهم 12 ألفا من بولندا، و10 آلاف من الولاياتالمتحدة، إضافة إلى ألف جندي بريطاني، سيشاركون في هذه المناورات التي ستجرى في جميع حقول الرماية البولندية، بالإضافة إلى ذلك، ستشارك في مناورات "Anakonda-16" نحو 3 آلاف آلية عسكرية، بما في ذلك دبابات وناقلات جنود مدرعة، وأكثر من 100 طائرة ومروحية، إضافة إلى 12 سفينة حربية. وبحسب وزارة الدفاع البولندية، فإن الهدف من هذه التدريبات هو تعزيز تعاون الوحدات والقيادات التحالفية والوطنية في إطار عملية دفاعية موحدة في ظروف ظهور تهديدات مختلطة. وستشهد هذه المناورات "Anakonda-16" الكبرى، إجراء مناورة بعنوان "Swift Response"، يتم خلالها نقل عسكريين أمريكيين من الولاياتالمتحدة إلى أوروبا، ومن المفترض أن يتم إنزال العسكريين الأمريكيين، من ولاية ساوث كارولينا، في حقول رماية بولندية، وسينفذون مهامهم في بولندا والدول المجاورة. وتزامنا مع تدريبات "Anakonda-16"، ستجرى مناورتان تحت اسم "Saber Strike" و"Baltops"، وتهدف الأولى منهما إلى إتقان عمل خاص بنقل المعدات العسكرية والأفراد عبر ألمانيا وبولندا إلى دول بحر البلطيق ورومانيا وبلغاريا، أما "Baltops" فتهدف إلى تحسين عمل إنزال مشاة البحرية على الشواطئ البولندية. والمعروف أن الولاياتالمتحدة قامت في مايو الماضي بنشر عناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا على الأراضي الرومانية وسط احتجاجات روسية وتحذيرات من جانب موسكو بالرد على هذه الخطوة، غير أن واشنطن أكدت أن الدرع ليست موجهة إلى روسيا. ويجري حالًيا الإعداد لنشر عناصر من الدرع الصاروخية على الأراضي البولندية بحلول عام 2018، وحذر الكرملين من أن أراضي هاتين الدولتين ستكون هدفًا للصواريخ الروسية.