- الأهالى: نعيش وسط الفئران والظلام والصرف.. وبيوتنا تنتهك مقابل التنقيب عن الآثار - مسؤول بالمحافظة: الحي لديه خطة لنقل الأهالي من المنطقة.. لكنها مؤجلة بسبب عدم توافر البديل بيوتٌ آيلة للسقوط عبارة عن غرف مجاورة لبعضها.. سكان يشربون من حنفيات بالشوارع، لعدم وصول المياه لمنازلهم.. أطفال يلعبون وسط الفئران والثعابين التى لدغت بعضهم أكثر من مرة وسببت لهم إصابات.. صرف الصحى يغزو البيوت والشوارع... مشاهد ليست من فيلم يحكى معاناة أناس، إنما هى من أرض الواقع، حيث محافظة الإسكندرية، تحديدا منطقة جبل مهران بطابية صالح غرب المحافظة. أزمات المنطقة التى لا تنتهى عند المشكلات السابق ذكرها، تمتد إلى نقطة مهمة ألا وهى أنها منطقة أثرية، وبدلا من أن يكون ذلك نعمة لأهل المنطقة صارت قمة، إذ يتعرض أهلها لمشاكل، حيث يأتى أشخاص من خارج المنطقة، ومن محافظات أخرى غير الإسكندرية، ويعرضون على الأهالى مبالغ مالية مقابل الدخول إلى منازلهم والحفر أسفلها من أجل التنقيب عن الآثار. يقول محمد عبد السلام، 31 سنة، أحد الأهالى: «هذه المنطقة مقامة فوق الجبل، ونحن نعانى من انهيار البيوت، والإهمال الشديد، كما أننا لا نستطيع أن نواجه من يأتون إلى هنا ويدخلون بيوتنا من أجل التنقيب عن الآثار، وأحيانًا يدفعون ألف جنيه مقابل التنقيب، ويقولون إنهم تابعون لضباط من القاهرة.. الناس دى بتعرض بيوتنا للهدم». ويذكر عبد السلام أن 4 أفراد من سكان المنطقة عثروا على 460 قطعة آثار العام الماضى فى مقبرة، وتم القبض عليهم والحكم بحبسهم سنة، «ولا نعرف هل ذهبت هذه الآثار للدولة أم سيطر عليها كبار المسؤولين». وقالت نوال سعد، 55 سنة، ربة منزل، إن النواب لم يسألوا فى المنطقة بعد فوزهم فى الانتخابات، «ماحدش حاسس بينا، إحنا هنا فيه ناس بتاجر فى المخدرات كتير.. والناس بتقلب عيشها عشان تعيش، وبيموتوا بعض على نص جنيه». وأشارت إلى أنها تسكن هى وأبناؤها التسعة فى المنطقة، دون وجود من يسأل عنهم، «إحنا بننداس بالرجلين، وعايشين وسط الفئران، نفسنا فى مكان نستقر فيه، وقدمت طلبت علشان شقة فى المحافظة خدوا الطلب ومحدش سأل فينا». أما فوزية حسين، 70 سنة، فقالت إنها تسكن فى المنطقة منذ 35 عامًا، شهدت خلالها انهيار منازل، ووفاة أشخاص، وتعرضت مؤخرًا للدلغات من الفئران أصيبت على إثرها، وتلقت 3 حقن ثمن الواحدة 100 جنيه، رغم أنها لا تقدر على هذا المبلغ، «إحنا مش عايزين غير الستر.. المنظر هنا صعب جدا». من جانبه، كشف مصدر مسئول بمديرية آثار الإسكندرية، عن أن المنطقة تقع فوق ما يسمى الجبانة الغربية أو الجبانة الكبرى، وهى أكبر جبانة أثرية بالعالم، حيث تعود إلى العصر اليونانى والرومانى، ويمتد تاريخها ل2600 عام، كما أنها تزخر بالعديد من المقابر الهامة وتمتد على مسافة كيلو ونصف الكيلو متر. وأضاف المصدر: «نواجه صعوبات كثيرة فى السيطرة على عمليات السرقات، التى تتم داخل المنطقة للقطع الآثرية، حيث احترف الأهالى منذ زمن عمليات التنقيب عن الآثار بتلك المنطقة، وذلك لأسباب عديدة ومنها ضعف الأمن بها وكذلك امتدادها لمسافات شاسعة». وبدوره، قال محمد فهيم، رئيس حى غرب، إن الحى لديه خطة لنقل الأهالى بتلك المنطقة، لكنها مؤجلة بسبب عدم توافر البديل فى الوقت الحالى، مضيفًا: «أعرف أن تلك المناطق غير آدمية، وتفتقر للعديد من الخدمات، لكن لكى أقدم الوعود للأهالى بنقلهم لا بد من توفير البديل لهم». وأضاف فهيم، «تم بالفعل خلال الفترة الأخيرة تخصيص أراض وتسليمها لمديرية الإسكان بالمحافظة لبناء مبان سكنية عليها، سيتم نقل أهالى المناطق العشوائية والآيلة للسقوط إليها على مراحل»، لافتًا إلى أن تلك العقارات سيتم طرح بنائها لعدد من الشركات فى مناقصات عامة.