بعنوان "نظام إقليمي جديد"، كتب البروفيسور إيال زيسار -الخبير في الشؤون المصرية – مقالًا له بصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، قال فيه إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعمل خلال الأسابيع الأخيرة، بدعم من السعودية؛ للتوصل إلى ترتيب سياسي هدفه مد قناة اتصال بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينينة؛ لضمان التهدئة في مناطق السلطة الفلسطينية، واستمرار التنسيق الأمني بين الجانبين". وأضاف أن "هدف هذه الخطوة المصرية السعودية ليس الشأن الفلسطيني فقط؛ وإنما وضع أسس للتعاون الإقليمي مع إسرائيل إزاء التحديات التي تواجه دول المنطقة". تغيير استراتيجي وأكمل: "هذا النشاط المصري والسعودي شهادة أخرى على التغير الاستراتيجي الذي جرى في منطقتنا خلال السنوات الأخيرة؛ بعد أن كان في الماضي، وفي أعقاب كل أزمة داخلية، يقوم القادة العرب بتحويل ولفت الانتباه ناحية تل أبيب، أو توتير الحدود مع إسرائيل من أجل لفت انتباه الرأي العام المحلي عن المشاكل الداخلية". وأضاف "هذه الأيام، وإزاء التحديات الداخلية، ترفع دول عربية أعينها وتصوبها تجاه إسرائيل، لكن لا للفت الانتباه، وإنما على العكس تنظر هذه الدول لتل أبيب كحليفة يمكن التعاون معها؛ لمواجهة هذه التحديات التي تقف منتصبة أمام العرب". أمريكا تتعامل ببرود مع القاهرة واستطرد: "مصر تواجه تهديدا متزايدا من الإرهاب الإسلامي الراديكالي، يتمثل في تنظيم داعش بسيناء، هذا التهديد يتسرب تدريجيا داخل مصر، كما تشهد سلسلة طويلة من العمليات الإرهابية داخل البلاد، في الوقت الذي تدعم فيه جماعة الإخوان حركة (حماس) الفلسطينية، وتعرقل جهود السيسي في ضمان استقرار سياسي وازدهار اقتصادي داخلي، وأمام كل هذا هناك تعامل بارد يبديه الأمريكيون للنظام بالقاهرة في هذا الوقت الصعب". وأردف: "السعودية من جانبها تقف على خط المواجهة والاشتباك مع إيران، وليس كما كانت تفعل في الماضي معتمدة على وكلاء في حربها مع طهران، والعلاقات بين الدولتين انقطعت كما أنهما غارقتان في الحرب اليمنية، وفي ميادين القتال بالعراق وسوريا، في الوقت نفسه لا يترك تنظيم داعش للرياض فرصة راحة ويعمل بكل جهده لزعزعة الاستقرار بالمملكة". مستقبل المنطقة يهدده إيران وداعش وأشار إلى أن "مستقبل المنطقة كلها يهدده مطامح إيران التوسعية وخطر داعش، وإزاء هذا الواقع تتجلى وتتزايد أهمية تل أبيب، ولهذا فإن جهود كلا من القاهرة والرياض لم تعد كما كان في الماضي، في منع حرب محتملة مع إسرائيل". وأضاف"لقد فهم الأردنيون هذا الأمر، وعمان تعتمد الآن على تل أبيب من أجل مدها بماء الشرب والغاز الذي يأتي من حقول تم اكتشافها على سواحل إسرائيل، وحتى رئيس تركيا أردوغان يعمل هذه الأيام جاهدا من أجل تدفئة العلاقات مع تل أبيب في ظل الإرهاب المتصاعد من قبل داعش ضد أنقرة، وخطر أن تقلب إيران وروسيا الموازين في الحلبة السورية التي يلعب فيها أردوغان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة". وختم "لا يوجد لمصر أو السعودية حل سحري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس؛ لكن لأن الحديث يدور عن قضية ما زالت ذات أهمية بسبب القاسم المشتركة لدى الرأي العام العربي والتي يمكن أن توحده، فإن هناك أهمية في تحقيق تهدئة في هذه الحلبة، حلبة القضية الفلسطينية"، وأضاف "لكن بالنسبة لمصر والسعودية والأردن ومستقبلا تركيا، فإن الهدف أبعد من ذلك بل وأكثر من طموحات إسرائيل نفسها".