أعاد قرار البنك المركزي طباعة الجنيه الورقي قبلة الحياة للجنيه، وذلك منذ إختفائه قرابة تسع سنوات واستبداله بالعملات النقدية. وسمح البنك المركزي بعودة ظهور الجنيه الورقي في الأسواق يوم الثلاثاء الماضي، وحملت الفئات توقيع كل من إسماعيل حسن والدكتور فاروق العقدة محافظي البنك المركزي السابقين، وهو ماعزاه مصرفيون إلى رغبة البنك في الاستفادة من فئات النقد المخزنة لديه. كان "المركزي" قد أوقف طباعة الجنيه ورقيًّا عام 2007 واستبدله بالعملات المعدنية المساعدة فئة 25 و50 و100 قرش، ونقل إصدارها إلى مصلحة سك العملة التابعة لوزارة المالية . وقال محافظ البنك المركزي طارق عامر: إن "البنك سيطبع 500 مليون جنيه من فئة الجنيه، في أول أيام رمضان، ويدرس طباعة فئة ال50 قرشًا مجددًا"، موضحًا أن البنك لم يوقف التداول على الجنيه الورقي، لكنه أوقف طباعته مرة أخرى، بخاصة مع وجود الجنيه المعدني كبديل في الأسواق.
ونفى محمد السبكي رئيس مصلحة سك العملة التابع لوزراة المالية في تصريح ل"التحرير" أن يتم التوجه نحو إيقاف إنتاج العملات المعدنية واستبدالها بالعملات الورقية. وأكد "السبكي" أنه لايوجد شح في العملات المعدنية المتداولة في السوق، حيث تم إنتاج 15 مليون جنيه معدني منذ أغسطس الماضي، بالإضافة إلى العملات الجديدة لقناه السويس لفئتي 50 و1 جنيه لعام 2015. وأوضح أن تكلفة طباعة العملة الورقية تتراوح بين 10 و25 قرشًا للورقة الواحدة بعكس العملة المعدنية التي قد تزيد تكلفة القرص المعدني فيها على 80% من قيمة العملة نفسها. ويرى محمد دشناوى الخبير الاقتصادي، أن قرار البنك المركزي بعودة تداول الجنيه الورقي مرة أخرى يرجع إلى انخفاض تكلفة طباعته، حيث تمثل 50% من تكلفة إصدار الجنيه المعدني رغم كون الأخير أطول عمرًا. وأضاف ل"التحرير" أن الفترة الأخيرة شهدت انخفاض المعروض من العملات النقدية، مما أدى إلى حدوث أزمة فكة في السوق. وأوضح "دشناوي" أن اتجاه البعض إلى صهر العملات المعدنية وتحويلها إلى سبيكة ساهم في تفاقم أزمة نقص العملات المعدنية بالسوق. كانت صفحات منسوبة إلى مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أطلقت حملة لجمع العملات المعدنية من السوق لإحداث أزمة اقتصادية. وأكد الخبير الاقتصادي أن طبع عملات ورقية جديدة لن يساهم في ارتفاع معدلات التضخم، حيث تزيد معدلات التضخم في حال طبع عملات بقيم أعلى. يذكر أن صحيفة التليجراف البريطانية، اختارت الجنيه الورقي المصري كأفضل تصميم للعملة على مستوى العالم، من ناحية الشكل، حيث ذكرت الصحيفة أن جميع الأوراق النقدية المصرية هي ثنائية اللغة، مع النص العربي والأرقام العربية الشرقية على جانب واحد.