حفر الكثير من عمالقة زمن الفن الجميل، حروف أسماءهم في ذاكرة السينما المصرية؛ ليس لموهبتهم التمثيلية فقط بل لاتقانهم الأدوار الصعبة مما جعلها حكرًا لهم لعل أبرزها أدوار الشر التي برع بها الكثير من النجوم التي لم ينساها الجمهور رغم رحيلهم منذ سنوات. اقتنع الجمهور بشخصية هؤلاء النجوم واعتبرهم أشرار في الواقع متناسيًا أن كل هذا مجرد تمثيل أمام الكاميرات، وأن لهؤلاء النجوم حياة وأوجه أخرى اختلفت كثيرا عن حياتهم المهنية التي جعلت الكثير يكرههم بسبب ما يقدمونه، ومن هؤلاء النجوم: محمود المليجي شهد حي المغربلين بوسط القاهرة في 22 ديسمبر 1910، على ميلاد أحد عمالقة الشر بالسينما المصرية ألا وهو الفنان القدير محمود المليجي، وتعلم في المدرسة الخديوية، وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار حيث إن الخديوية مدرسة كانت تشجع التمثيل، ومع اشتغاله في عالم الفن تعددت علاقاته النسائية لكنه أحب الفنانة الراحلة "علوية جميل" التي أتقنت أدوار الشر مثله في السينما وتشابهت طباعهما كثيرا واستمر زواجهما على مدار 44 عامًا من الحب والإخلاص. كانت واقعة وفاة المليجي هي الأغرب على الإطلاق حيث صدمت الجميع كما ذكرها المخرج هاني لاشين، قائلًا: "كان يستعد الراحل للماكياج، وطلب كوب قهوة، وفجأة وبدون مقدمات بدأ يتكلم مع الفنان عمر الشريف وقال: الحياة دي غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويشخر، ونام وبدأ يشخر، وكلنا بدأنا نضحك على دقة المليجي في التمثيل، واتضح لنا في النهاية أنه مات وكأنه على خشبة مسرح". وأضاف السيناريست الراحل عمرو الليثي عن وفاة المليجي قائلًا: "حملته وصعدت به إلى شقته في الدور الخامس، وكان وقتها الأسانسير معطل، فحمله على كتفه وعندما قابلته زوجته الفنانة علوية جميل، قال لها: "المليجي مريض فقط، ووضعه على سريره وهي لا تعلم أنه فارق الحياة". صلاح منصور لقب القدير صلاح منصور ب"عمدة السينما المصرية"، وبدء حياته الفنية مبكرًا بدراسته في معهد الفنون المسرحية الذي تخرج منه بعام 1947، وبالرغم من ذلك كانت الصحافة أول مجالته المهنية حيث عمل مع مجلة روز اليوسف، وعمره لم يتجاوز ال17 عامًا وتمكن وقتها من إجراء أول حوارته مع الفنانة السورية أسمهان، ولكنه سرعان ما قرر ترك ذلك المجال والاتجاه للتمثيل مع القدير زكي طليمات على خشبة المسرح. توفيق الدقن بقرية هورين بمركز بركة السبع محافظة المنوفية وُلد توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن، ودرس المعهد العالي للفنون المسرحية وحصل على درجة البكالوريوس عام 1950، كانت بدايتها مبتعدة تمامًا عن أدوار الشر فقد التحق بفرقة إسماعيل يس، وقدم أول عمل له بدور فلاح صغير، ثم اشترك بعدها في فيلم (ظهور الإسلام) عام 1951، وبالرغم من موهبته المميزة إلا اختلفت حياته المهنية على أرض الواقع حيث عمل موظفا بالسكة الحديد، وأيضًا كاتب مخالفات بالنيابة الجزائية بالمنيا وعشق لعب كرة القدم في نادي الزمالك. كانت قصة رحيل والدة الدقن من أهم متغيرات حياته، حيث وفاته المنية قهرا على ابنها التي اعتقدت أنه شرير ولص حقيقي كما عرفه الجمهور بأدواره وكما ناداه أحد المعجبين المهووسين بشخصيات الأفلام أثناء سيرهم بسيارته. زكي رستم لم يتخلى رستم باشا عن تقديم الأدوار الراقية الأرستقراطية، حيث عشق شخصية الباشا الشرير ولكنها في الحقيقة أقرب لحياته الواقعية خاصة من ناحية الثراء لأنه تربى في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية، مع والده محرم بك رستم أحد أبرز أعضاء الحزب الوطني البارزين. رفض رستم استكمال تعليمه الجامعي، بعد أن حصل على شهادة البكالوريا في عام 1920 وقرر الانطلاق في التمثيل وحمل الأثقال وبالفعل تقدم بهم وذلك بالرغم من رفض أسرته التام وانضم إلى فرقة جورج أبيض، فطردته أمه من القصر بعدما خيرته بين التحاقه بالفن أو بكلية الحقوق لتحقيق رغبة والده فاختار المسرح فأصيبت بالشلل حتى وفاتها، ولكنه لم يهتم بما حدث واستكمل حياته الفنية بتاريخ حافل بالأعمال الفنية. حسن حامد اشتهر الممثل المصري حسن حامد، بإتقانه للكثير من أدوار الشر وخاصة دور الفتوة وأحد أفراد العصابات، على الرغم من إجادته لتلك الشخصيات إلا أن الكثيرين لا يعلمون أنه بدأ حياته العملية كرياضي وعمل مدرسًا للتربية الرياضية بعد تخرجه في المعهد العالي للرياضة، وترك كل هذا وراء ظهره واتجه للتمثيل قام بالبطولة الثانية كما قدم الكثير من الأفلام منهم شياطين الليل، وابن حميدو.