قرار إحالة 26 شخصا من أبناء قبيلتي الهلايل والدابودية بأسوان إلى فضيلة مفتي الجمهورية يتصدر الآن المشهد الأسواني، فى الوقت الذي طالبت فيه أسر المحاليين للمفتى بتدخل الرئيس وإصدار عفو الرئاسي للمحكوم عليهم. التحرير عاشت مأساة أسر المحاليين للمفتي من أبناء الهلايل والدابودية فى الأحداث الشهيرة التى وقعت بينهم فى شهر أبريل من عام 2014 والتى راح ضحيتها 28 شخصا
وأكدت هدى محمد توفيق شقيقة أحد المحاليين للمفتى من قبيلة الهلايل أن العديد من المتواجدين الآن فى السجن وخاصة المحال أوراقهم الى المفتى مظلوميين ، حيث تم الزج بهم فى تلك الأحداث من أجل إغلاق ملف هذه القضية من الناحية الأمنية. وأضافت فاطمة الزهراء محمود سالم شقيقة كلٍ من صبور وكرم ومحمود ومحمد المحاليين إلى المفتي في القضية أنه من غير المعقول أن يتم الزج بأشقاءها الأربعة فى توقيت واحد فى تلك القضية مؤكدة أن أشقاءها لم يكونوا متواجدين أساسا أثناء اندلاع الأحداث فى المنطقة، وقالت إنها تملك شهود من كافة العلائلات والقبائل المتواجدين معهم فى منطقة السيل الريفي وخور عواضة والذين يدللون على صحة كلامها وتابعت أننا كنا نتتظر إخلاء سبيل أشقائي وصيام شهر رمضان معنا ولكن إرادة الله فوق كل شيء لافتة إلى أن البيت أغلق عليهم تماما بعد الزج بأشقائها فى السجن وأن والدها رجل كبير لا يستطيع قضاء مصالحهم والوفاء بمتطلباتهم وأضافت والدة المتهم أحمد محمد رمضان أن نجلها لم يكن فعليا متواجد أثناء اندلاع الأحداث وأن التحريات الأمنية قذفت به فى تلك القضية بدون وجة حق من باب سد تخازل الأمن فى تلك الأحداث. وقال أحمد عبد الحميد عضو لجنة المتابعة للملف النوبى إن هناك اتصالات أجريت على أعلى مستوى مع عدد من المحاميين ذو خبرة كبيرة فى مثل تلك القضايا ، والذين أكدوا تضامنهم الكامل مع أهالى المحكوم عليهم فى تلك القضية مشيرا إلى أن هناك تطمينات حول تغير مسار القضية والأحكام الصادرة خاصة أنها أحكام أول درجة وجار النقض والطعن عليها بالإجراءات القانونية اللازمة. عبد الحميد أوضح أن الرسالة الأهم التى تعيشها أسوان الآن هى التوحد بين أفراد قبيلتى الهلايل والدابودية بعد أن اغلقوا صفحة الدم نهائيا، أملين فى هذا الصدر تدخل الرئيس لإصدار عفو رئاسيعن المحكوم عليهم رافة بهم ومراعاة للبعد الاجتماعى لأسرهم وخاصة عقب إتمام المصالحة بينهم. والدة أحد المحاليين للمفتى بعد أن رفضت ذكر اسمها، أكدت سوء الأوضاع الإنسانية التى يعيش فيها المحاليين للمفتى من أبناء الهلايل والدابودية داخل السجون الآن، وخاصة أن جميعهم محبوس فى زنازين انفرادية لا يتعدى طولها اكثر من متر واحد، فضلا عن الإجراءات التعسفية التى تلاحقهم وسوء أوضاع حقوق الإنسان، مطالبة بتدخل منظمات حقوق الإنسان لإنقاذهم من تلك الأوضاع. وكان الاتحاد النسائى النوبى بأسوان برئاسة حنان عبد النبى وسهير محمد على قيادات الاتحاد نظم الليلة الماضية مؤتمرا حاشدا لمناقشة تداعيات الأحكام الصادرة تجاه 26 شخصا بإحالة أوراقهم إلى فضيلة المفتي. حيث طالبت سيدات قبيلتى الهلايل والدابودية خلال المؤتمر بتدخل رئيس الجمهورية لاصدار عفوا سياسيا على المحال اوراقهم الى فضيلة المفتى ، خاصة بعد انهاء الشقاق والخلاف بينهم عقب مؤتمر المصالحة وقبول أهالى المجنى عليهم ممن يطلق عليهم ( أهل الدم ) الديات المقررة وفقا للشريعة الاسلامية.