مصدر بالرئاسة ل«واشنطن بوست»: هناك مجموعة من مستشارى الرئيس يدفعونه إلى التمسك بموقفه الموجة الثورية الثالثة فى مصر ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، ظلت الموضوع المهيمن على تغطيات الصحف الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، إذ سرقت الأضواء من الأحداث فى سوريا بشكل ملحوظ، خصوصًا بعد إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الأخير الذى منحت فيه الرئيس الإخوانى محمد مرسى 48 ساعة للاستجابة إلى مطالب الشعب. صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية قالت فى تقرير لمراسلها فى القاهرة جيفرى فلايشمان إن إعلان الجيش يمكن أن يطيح بمرسى، لكن الجيش أكد عدم رغبته فى العودة إلى الحكم، لكنه وجه رسالة قوية لمرسى وجماعته بأنه لم يعد مستعدًا لقبول مزيد من الاضطرابات فى البلد. وقالت الصحيفة إن الإطاحة بمرسى ستكون خسارة استراتيجية للأحزاب الإسلامية التى صعدت إلى السلطة فى المنطقة فى أعقاب الربيع العربى. وتابعت أن إعلان الجيش أعقب دعوات له بالتدخل بسبب فشل مرسى فى علاج مشكلات مصر العديدة، بما فى ذلك ارتفاع مستوى الجريمة أو انقطاع الكهرباء. ونبهت «لوس أنجلوس تايمز» إلى أن الجيش أصدر تحذيرًا مشابهًا قبل أيام على إجباره مبارك على التنحى، وشأن مبارك، فإن مرسى أصبح لديه خيارات محدودة، فالمعارضة ترفضه والملايين يجوبون الشوارع لإسقاطه. والفريق عبد الفتاح السيسى أكد -حسب التايمز- أن الجيش لا يسعى للعودة للحياة السياسية، لكنه يسعى لنظام حكم أكثر تمثيلًا للمصريين، غير أن أعضاء حكومة مرسى ابتعدوا عنه، فقد استقال وزراء السياحة والبيئة والشؤون البرلمانية والاتصالات، ووزارة الداخلية أعلنت تأييدها لبيان الجيش. وقالت الصحيفة إن هزيمة الإخوان المحتملة سوف تثير الشكوك حول مهاراتها السياسية، وستثير الشك كذلك فى قدرة تيار الإسلام السياسى على أن يكون جزءًا من الواقع السياسى فى وقت تشهد المنطقة ضغوطًا اقتصادية واجتماعية. وقالت الصحيفة إن الإخوان يتحملون المسؤولية عن الاستبداد والسعى لفرض أجندة إسلامية بينما لم يعملوا على التصدى لمشكلات الفقر وانقطاع الكهرباء ونزيف الاحتياطات الأجنبية وارتفاع مستوى الجريمة وظهور الطائفية. ورغم وجود الملايين فى الشوارع يطالبون برحيل مرسى، فإن نظام مرسى ما زال فى مرحلة إنكار الحقيقة، وهنا مسؤول من داخل الرئاسة، طلب عدم ذكر اسمه، لصحيفة «الواشنطن بوست» قال إن مرسى ومستشاريه «يقرؤون (بيان الجيش) على أنه إعلان انقلاب». وقال المسؤول إن مرسى من غير المرجح أن يستقيل طواعية، محذرا من أن ذلك يمكن أن يؤدى إلى حرب أهلية على غرار ما شهدته الجزائر فى التسعينيات. وقال المسؤول الذى إن «كل شىء ممكن،» لافتا إلى أن «فصائل معينة» بين أنصار الرئيس من جماعة الإخوان يقولون له «تمسك بموقفك، وتحدث من هذا المنطلق، وذلك فى وجه ما يرون أنه استفزازات عديدة». ومضت «البوست» إلى القول إن المتظاهرين المطالبين بسقوط مرسى الذين امتلأ بهم ميدان التحرير لليوم الرابع على التوالى قابلوا إعلان السيسى بعاصفة من التهليل، وبعد الإعلان طافت طائرات هليكوبتر تحمل العلم المصرى فوق ميدان التحرير، ما أثار أجواء احتفالية. وقالت «البوست» إن المصريين نشؤوا على الإعجاب بجيشهم، الذى يعد أكثر مؤسسة وطنية تحظى بالشعبية، على الرغم من أداء المجلس العسكرى الذى تولى السلطة مؤقتًا بعد الإطاحة بمبارك فى 2011. وفى نفس الوقت فإن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدا وأنه ينأى بنفسه عن نظام مرسى، عندما قال إن التزام الولاياتالمتحدة هو التزام بعملية ديمقراطية، وليس التزاما تجاه أطراف أو أشخاص. وفى اتصال يوم الإثنين، قال أوباما لمرسى إن «الديمقراطية أكبر من مجرد انتخابات، بل هى ضمان أن تكون أصوات جميع المصريين مسموعة وممثلة فى حكومتهم، بما فى ذلك المتظاهرون فى أنحاء البلد».