عمر ال11 كان الانطلاقة الأولى لها حين قررت تلك الطفلة التي لا يتعدى طولها بضع سنتيمرات أن تمسك كأمها بكرات الخيوط وتشكل بها ما تشاء من ألعاب وأزياء، فتصبح تلك الخيوط شغلها الشاغل ودميتها المحببة التي ترافقها في كل مكان ما إن وجدت ثوان معدودة من الوقت حتى استكملت عملًا جديدًا لها. ثلاث سنوات مرت وكبرت ماهيتاب ولم تعد طفلة ذات 11 عامًا، وأصبحت بالصف الثاني الإعدادي تدرس وتلهو بخيوطها لكن تحول الخيط لهواية وليس مجرد لعبة فحسب، خيوط تأخذها لعالم خاص يستمر لساعات طويلة قد تتخطى ال12 ساعة من الاندماج في العمل. لا تستهدف التقليدية في قطعها وتبحث عن التجديد فقد بدأت طريقها على يد والدتها، إلا أنها تفوقت عليها في الكروشيه، فأبدعت أغلفة الزجاجات وعرائس الديكور وسنادات الأطعمة وغيرها من الأفكار التي تبحث بها عن التميز، لكنها في ذات الوقت لا تنكر أهمية تخطى صعوبة الأفكار التقليدية. تروى الطالبة بالصف الثاني الإعدادي قصتها مع الخيوط، قائلة: "ماما علمتني الكورشيه أو التريكو وتعلمت بمشغل خاتم مرسلين شهر تقريبًا، وبعد كده مبقتش أروحه وبقيت أجيب فيديوهات من الyoutube وبدأت اعمل الحاجات دي لوحدي، الأشكال الجديدة بتستهويني لأنها حاجات مختلفة، وتعجب الناس أكتر لكن في نفس الوقت التقليدي لا غني عنه".
لم تقف ابنه الأربعة عشر ربيعًا عند حد تعلم الكروشيه والمنافسة على تنفيذ كافة الأفكار التي تعجبها على الإنترنت ومحاولة تطوير نفسها شيئًا فشيئًا، بل تطور عشقها للخيوط بخطى ثابتة للحلم بالوصول لعالم التصاميم، فهي تحلم أن تصبح مصممة أزياء، ومثل الكروشيه خطوتها الأولى ليأتى تعلم التفصيل حاليًا كخطوة ثانية فنفذت لابنة شقيقتها بالفعل ملابس وتحاول تنمية ذلك جنبًا إلى جنب دراستها بالصف الثاني الإعدادي.
وأوضحت ماهيتاب سبب عشقها للكروشيه قائلة: "عجبني الإنتاج بتاعه ومختلف، مجاله واسع يعني كل شويه بتعلم حاجة جديدة، وعمري ما حسيت بالملل وأنا بعمله أبدًا بقالي 3 سنين، بالعكس نفسي أتعلم أكتر وأبقى أحسن وأحسن ومش هاقف أبدًا عن تحقيق حلمي".