تستعد الحكومة الأمريكية بقيادة الرئيس باراك أوباما، إلى الإفراج عن 28 صفحة سرية على أقل تقدير، من تقرير خاص بأحداث 11 سبتمبر. التقرير عبارة عن تحقيق، أجرته لجنة تابعة للكونجرس الأمريكي بخصوص الأحداث التي خلفت وراؤها أكثر من 3000 قتيل في عام 2001، وهو محفوظ الآن في غرفة آمنة تقع في الطابق السفلي من مبنى كابيتول، الذي يعد المقر الرئيسي لحكومة الولاياتالمتحدة. ووفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن التقرير يحتوي على معلومات تشير إلى تقديم دول معينة دعمًا خارجيًا لبعض الخاطفين الذين تسببوا في أحداث 11 سبتمبر، بينما كانوا في الولاياتالمتحدة. وذكر سناتور ديمقراطي سابق، ويدعى "جراهام"، تأكيد مسؤول حكومي له بأن مسؤولي المخابرات الأمريكية سيقررون خلال الأسابيع القليلة القادمة، عما إذا كانوا سيطلقون بعض الصفحات من التقرير السري، وهو الكشف الذي قد يشهد اتهام المملكة العربية السعودية بالضلوع في أحداث 11 سبتمبر. وقال السيد جراهام في تصريحات لقناة إن بي سي الأمريكية " آمل أن يكون القرار هو جعل التقرير متاحًا، لتكريم الشعب الأمريكي، فالسؤال الذي ظل بلا إجابة حتى الآن عن أحداث 11 سبتمبر، يتعلق بالكيفية التي إاستطاع بها 19 شخص التنفيذ المتطور للمؤامرة، فهل استطاعوا أن يفعلوا ذلك بمفردهم، أم كانوا مدعومين؟". وحين تم سؤال السيد جراهام عن درجة يعطيها من 1 إلى عشرة، بخصوص احتمالية تأثر العلاقات الأمريكية السعودية بسبب الإفراج عن 28 صفحة من تقرير 11 سبتمبر السري، قال " 7.838"، وبعد سؤاله مرة أخرى عن إمكانية تأثر العلاقات بين الدولتين سلبًا على مستوى عال، أجاب "نعم". ومن جانبه، وصف "تيم رومر"، والذي كان عضوًا في لجنة تحقيق الكونجرس الخاصة بأحداث 11 سبتمبر، وكذلك لجنة 11/9، التقرير السري بأنه "تقرير مبدأي للشرطة". وشرح رومور محتويات التقرير قائلًا "هناك أدلة، وإدعاءات، وشهود، متعلقة بالخاطفين، والناس الذين تقابلوا معهم، كل ذلك خضع للمراجعة والتحقيق". ومن المعروف أن 15 من الخاطفين المتسببين في أحداث 11 سبتمبر، البالغ عددهم 19، هم مواطنون سعوديون، ودائمًا ما تنفي المملكة العربية السعودية أي صلة لها بهم، إلا أنهم أبدوا ترحيبهم بالإفراج عن ال28 صفحة من تقرير الكونجرس السري، لأنه سيسمح لهم بالرد على المزاعم بطريقة واضحة وذات مصداقية. ويأتي توقيت الإفراج عن تقرير 11 سبتمبر السري، في ظل أجواء متوترة بين الولاياتالمتحدة والسعودية، فالمملكة ترى أن هناك تخاذل أمريكي تجاه التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا التي تكافح ضد تنظيم داعش الإرهابي.