سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأربعاء إلى المملكة العربية السعودية وأهم الأمور التي سيدور حولها النقاش مع العاهل السعودي الملك سلمان، حيث جاءت الزيارة بعد يوم من إعلان الدعم لفتح وثائق الكونجرس التي طال تأخيرها والتي اتهمت مسؤولين سعوديين في الولاياتالمتحدة بلعب دور في هجمات 11 سبتمبر. وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق والتي تتكون من 28 صفحة من المخابرات عدها الكونجرس - وأثارت الشكوك لسنوات، على الرغم من نفي الجنة الرسمية ل 11/09 تورط أي من كبار المسؤولين في المملكة في الهجمات. وأوضحت نيويورك تايمز أن الاتهامات والتي ينفيها المسؤولون السعوديون تعتبر واحده من سلسلة من القضايا الدبلوماسية الحساسة التي سيطرحها أوباما خلال لمناقشات مع العاهل السعودي، الملك سلمان. صفقة إدارة أوباما مع إيران للحد من البرنامج النووي في هذا البلد قد سبب توتر في المملكة. واعتبر قرار الرئيس ليس لأجل الضربات الجوية ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد من سوريا في عام 2013 في المملكة كما تردد في مواجهة عدو لدود. وكان السعوديون غاضبون من تصريحات أوباما في مقال نشر مؤخرا في المحيط الأطلسي الذي أشار إلى أن دول الخليج لم تضع ثقلها في ضمان الأمن في المنطقة. الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن صفقة مبارك مع إيران للحد من البرنامج النووي سببت قلق كبير للمملكة العربية السعودية، كما اعتبرت الرياض أن قرار اوباما بعدم توجيه ضربات جوية ضد قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا عام 2013 هو تردد كبير في مواجهة عدو لدود. وكان السعوديون غاضبون من تصريحات أوباما في مقال نشر مؤخرا في مجلة اتلانتك الذي أشار فيه إلى أن دول الخليج لم تضع ثقلها في ضمان الأمن في المنطقة. قبل مغادرته متوجها الى رحلته ستة أيام إلى الشرق الأوسط وأوروبا، قال أوباما لشبكة أخبار سي بي اس نيوز انه يأمل أن الجزء السري من تقرير للكونجرس سيتم الافراج قريبا، على الرغم من أنه حذر من أن المعلومات الواردة فيه قد لا تكون نهائية . وقال في مقابلة مع شبكة سي بي اس ان مدير الاستخبارات الوطنية "جيمس كلابر" يقوم بمراجعة الوثائق لاحتمالية الافراج عنها. وأوضحت نيويورك تايمز أن بعض المسؤولين السعوديين مثل وزير الخارجية السابق سعود الفيصل والذي توفي في يوليو الماضي طالب باصدر تلك الوثائق مؤكدا أن المملكة ليس لديها ما تخفيه وعلى استعداد لمواجهة أي اتهام في التقرير. ولفتت إلى أن هناك تساؤلات اثيرت حول احتمالية تورط السعودية في هجمات سبتمبر يمكن أن يفتح الباب أمام أسر الضحايا الأمركيين لمقاضاة الحكومة السعودية، وهو ما الأمر الذي دفع المسؤولين السعوديين بالتهديد ببيع أصول المملكة والتي تبلغ تريليون دولار، وذلك إذا تم التصديق على مشروع قانون يجيز بتعويض أسر ضحايا الحادث، وإلزام المملكة به، كما أوضح أوباما خلال حواره مع "سي بي أس" أنه يرفض القانون. وعلى أية حال، تعتبر احتمالية إصدار الوثائق والبت في مشروع القانون المؤجل أخطر الأمور التي سيتناقش فيها أوباما مع الملك سلمان خلال زيارته للمملكة، حسب الصحيفة. و قبل الزيارة، اعترف مسؤولو البيت الأبيض مرارًا بوجود توترات بين البلدين، قائلين: إن "هناك صعوبة في مواجهة ما وصفوه الفترة الأكثر اضطرابًا في المنطقة منذ عقود، حيث صرح روب مالي، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط للصحفيين الأسبوع الماضي، أن وجهات نظرنا لا تتوافق بشكل كامل مع بعض حلفاؤنا الإقليميين في المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية. وأعرب مساعدو أوباما عن أملهم في أن الأمور المشتركة التي تتمثل في مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة تكون كافية لضمان حوار مثمر مع الملك سلمان. من جانبهم سوف يحاول المسؤولين السعوديين قياس مدى التغير في تحالفهم منذ عقود مع الولاياتالمتحدة، مع العلم أيضًا أن أيام أوباما في البيت الأبيض في العد التنازلي، وفقًا ل"نيويورك تايمز".