بعد يوم على إعلان المعارضة السورية تعليق مشاركتها بالجولة الجديدة من مباحثات السلام في جنيف، بسبب تصاعد العنف و"مراوغة" الوفد الحكومي، تعرضت مناطق سورية لضربات جوية دامية، الأمر الذي قد يهدد بانهيار الهدنة وبالتالي المفاوضات، بحسب سكاى نيوز. وعقب ارتكاب طائرات القوات السورية، حسب وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان، "مجزرة" في معرة النعمان وأخرى في بلدة كفرنبل بريف إدلب، سارع وفد المعارضة بجنيف إلى التأكيد أن ذلك يعزز قرار تأجيل المشاركة في محادثات السلام. والمعارضة التي كانت قد عزت الاثنين قرار تعليق المشاركة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية و"ما آل إليه وقف الأعمال القتالية"، فوجئت الثلاثاء بالمجزرتين اللتين أسفرتا، حسب المرصد وناشطين، عن مقتل نحو 50 مدنيا، بينهم أطفال ونساء. واستهدفت الغارات الجوية في بلدة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المعارضة، "سوقا للخضراوات" فقتلت نحو 44 شخصا وأصابت العشرات بجروح، في حين لقي 7 أشخاص مصرعهم في الضربات التي نفذتها الطائرات على بلدة كفرنبل. ورغم هذه الضربات وانتهاكات أخرى شملت مناطق سورية عدة، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا "لا يزال صامدا إلى حد بعيد لكنه هش". واتفاق الهدنة كان قد مهد حين دخل حيز التنفيذ في فبراير الماضي، لبدء المفاوضات التي تعقد برعاية الأممالمتحدة، وفق خريطة طريق تنص على انتقال سياسي خلال 6 أشهر، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا. ورفض الوفد الحكومي مناقشة الانتقال السياسي رغم إصرار المعارضة والموفد الدولي، ستيفان دي ميستورا، تسبب في فشل الجولة الأولى في مارس الماضي، لتبدأ الجولة الجدية بعراقيل سياسية قبل أن تصل لحد الانهيار إثر ترنح الهدنة. وقد دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية، رياض حجاب، القوى الكبرى للاجتماع لإعادة تقييم الهدنة، التي قال إنها لم تعد مطبقة، مضيفا أنه لا يمكن إجراء محادثات سلام مع استمرار معاناة الشعب السوري. وفي رد على قرار المعارضة التي أكدت في المقابل على أن بعض الخبراء من الهيئة سيبقون في جنيف لعقد اجتماعات، قال المبعوث الروسي للمباحثات، أليكسي بورودافكين، إن عدم حضور المفاوضات الرسمية يعد "خطأ". وقال بورودافكين، وهو سفير روسيا بمقر الأممالمتحدة في جنيف حيث تعقد المفاوضات، إن الهيئة العليا للمفاوضات تفتقر للرؤية السياسية للمرحلة الانتقالية وتبدو غير قادرة على إبرام اتفاق، دون أن يتطرق إلى ترنح الهدنة والضربات الجوية.