قال وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي، إن روسيا تمثل تهديدا كبيرا لأوروبا أكثر من تنظيم داعش، معتبرا أن داعش يشكل "تهديدا جديا للغاية، ولكن ليس تهديدا وجوديا". جاءت تصريحات فاشيكوفسكي، خلال نقاش حول مستقبل حلف الناتو خلال المؤتمر السنوي حول الأمن الذي بدأ أعماله الجمعة في العاصمة السلوفاكية. وقال المسؤول البولندي إنه "من المؤكد أن النشاط الذي تقوم به روسيا هو نوع من تهديد وجودي لأن هذا النشاط يمكن أن يدمر دولتنا.. ونحن نواجه أيضا تهديدات غير وجودية مثل الإرهاب ومثل موجات الهجرة الكبيرة". وجدد فاشيكوفسكي، التأكيد على أمله في أن تعزز قمة الناتو المقرر عقدها في يوليو المقبل، في وارسو وجود قوات من مختلف دول أعضاء الحلف في الجبهة الشرقية. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التشيكي مارتن ستروبنيكي، إن تعزيز القدرة الدفاعية الجماعية سيكون النقطة الرئيسية في برنامج قمة الناتو المقبلة. وأضاف بأن منطقة البلطيق، حيث تختبر روسيا القدرات الدفاعية لحلف الناتو، أصبحت على ما يبدو بؤرة التوتر وأن دول الناتو تواجه ضغوطا روسية متصاعدة. أما وزير الدفاع البولندي أنتوني ماتسيريفيتش، فقد أعلن أن بلاده سترد بحزم على روسيا على خلفية اقتراب مقاتلتين روسيتين من المدمرة الأمريكية "دونالد كوك" أثناء هبوط مروحية بولندية. وقال إن الحكومة البولندية ستعطي إجابة واضحة" بهذا الخصوص، مضيفا أن موقف الولاياتالمتحدة الحازم مفهوم وإن الحلفاء الآخرين، ربما، سيفعلون ما هو ضروري. وفي نفس السياق دعا نائب وزير الدفاع البولندي توماش شيكوفيسكي، حلف الناتو للعودة لأساليب تفكير الحرب الباردة في علاقته مع روسيا والتحدث مع موسكو من موقع قوة لمواجهتها. وقال إن روسيا تنظر لعلاقاتها بالغرب بمصطلحات الحرب الباردة لذلك لضمان فاعلية الردع ينبغي علينا ربطها بالأسلوب الذي يفكر به الطرف الذي نرغب في ردعه. وأوضح المتحدث باسم الحكومة البولندية رافال بوتشينيك أن مثل هذه الحوادث تساعد على تبرير الخطوات التي أجريت في الأشهر الأخيرة لزيادة تواجد قوات حلف شمال الأطلسي ولنشاط الحلف في بولندا وعند الحدود الشرقية للحلف. وكان البيت الأبيض اعتبر أن حادث تحليق مقاتلتي "سو - ٢٤" الروسيتين فوق المدمرة الأمريكية في بحر البلطيق، جاء كمثال على "التصرف غير المهني" من قبل العسكريين الروس. ونشرت البحرية الأمريكية صورا وأشرطة فيديو للحادث الذي وقع يوم الأربعاء ١٣ أبريل، فوق المياه الدولية ببحر البلطيق، تظهر أن المقاتلتين حلقتا على ارتفاع منخفض للغاية ومرت على مسافة قرابة ٩ أمتار فقط من المدمرة الأمريكية، الأمر الذي دفع بالقادة الأمريكيين إلى تعليق مناورات كانت تشارك فيها المدمرة بجانب مروحية بولندية كانت تتدرب على الهبوط على ظهر السفينة. وكان قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا فرانك جورينتس، قد استبق كل هذه التصريحات والأحداث، وأعلن يوم ٥ أبريل الحالي أن بلاده تعمل على تحديث مطارات في أوروبا الشرقية بسبب التوتر القائم مع روسيا. وأضاف أن الهدف من تحديث هذه المطارات هو تحضيرها لشن عمليات واسعة محتملة. كما أوضح أن هذه الإجراءات تتخذ في إطار تأكيد واشنطن دعمها لأمن حلفائها في حلف "الناتو" بأوروبا، وفي مقدمتهم دول الكتلة الشرقية. وقال الجنرال الأمريكي إن التمويل الذي تصرفه واشنطن في هذا الشأن متعدد الأهداف، ومنها إعداد الجنود وتدريبهم وتحسين المطارات وتحديثها، مشيرا إلى أن برامج إعداد قوية كانت موجودة بالفعل مع حلفاء واشنطن في أوروبا. وأضاف أن مصادر التمويل الجديد تسمح بزيادة عدد مثل هذه البرامج وبممارسة أنشطة أخرى. وأوضح جورينتس أن الحديث يدور عن الاستمرار في تطوير المطارات وخاصة على حدود حلف الناتو الشرقية، أي دول البلطيق وبولندا ورمانيا وبلغاريا، وعن عدد من المشاريع الأخرى في غيرها من المناطق.