التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، ورئيس الاتحاد البرلماني العربي، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب. وقال السفير علاء يوسف الناطق باسم رئاسة الجمهورية، في بيانٍ له، إنَّ اللقاء شهد مناقشة عدة ملفات، أبرزها تنشيط ودعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر ولبنان بما يتناسب مع عمق وتميز العلاقات السياسية التي تجمع بين البلدين، ومشاركة المستثمرين اللبنانيين في فرص الاستثمار المتاحة في مصر والاستفادة منها، لا سيَّما في ضوء انتشار الاستثمارات اللبنانية بالقارة الإفريقية. وشدَّد الاجتماع على أهمية تنشيط علاقات التواصل والتعاون البرلماني بين البرلمانات الإفريقية والاتحاد البرلماني العربي، لا سيَّما في ضوء انتشار الجاليات العربية في العديد من الدول الإفريقية وبخاصة دول غرب إفريقيا، وانخراطهم في النشاط الاقتصادي والاستثماري لتلك الدول بفاعلية. من جهته، رحَّب الرئيس السيسي بتنشيط وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر ولبنان بالنظر إلى فاعلية نشاط الجاليات اللبنانية بالخارج، وبخاصة على الصعيد الاقتصادي، ووجودها المكثف لا سيَّما في منطقة غرب إفريقيا، منوهًا بالنماذج المشرفة والناجحة التي يمثلها أبناء الجاليات اللبنانية في كل دول العالم. وعلى الصعيد اللبناني، استعرض رئيس مجلس النواب آخر المستجدات على صعيد الحوار الوطني الذي يتم بين مختلف الفصائل اللبنانية برعاية مجلس النواب، مؤكِّدًا أهمية التوفيق بين مختلف القوى السياسية اللبنانية من أجل إعلاء المصلحة الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي وإنهاء حالة الفراغ الرئاسي، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعب اللبناني نحو مستقبل أفضل له ولأجياله المقبلة. وأكَّد السيسي حرص مصر على أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة بمراعاة كاملة واحترام تام لمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية، وحرص مصر واهتمامها بالحفاظ على أمن واستقرار لبنان، ووقوفها إلى جانبه ودعمه في مواجهة التحديات الراهنة. وأعرب الرئيس عن أهمية مواصلة الجهود الرامية لتحقيق التوافق الوطني اللازم لاختيار رئيس للجمهورية، بما يصب في صالح الشعب اللبناني ويسهم في مضي البلاد قدمًا على طريق التقدم والاستقرار، مشدِّدًا على أهمية الدور الهام للمؤسسات الدستورية اللبنانية في تحقيق ذلك. ونوَّه إلى أهمية تحقيق التكاتف بين مختلف فصائل الشعب اللبناني، معربًا عن ثقته في وعيه وقدرته على صون لبنان ووحدته. وعلى الصعيد الإقليمي، تطرَّق اللقاء إلى الأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، حيث أكَّد الرئيس اهتمام مصر بالتوصُّل إلى تسوية سياسية في سوريا تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون مقدرات الشعب السوري وتتوافق مع إرادته وخياراته الوطنية، فضلا عن مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا، وأهمية إعادة إعمارها عقب التوصُّل إلى تسوية سياسية بما يساعد اللاجئين السوريين على العودة إلى وطنهم والاستقرار فيه، حيث توافق الجانبان على أهمية الحوار والتكاتف الوطني والعربي في تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية والتي تشهد تحديات جسيمة باتت تهدد مفهوم الدولة الوطنية.