شهدت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى التجمع الخامس، اليوم الإثنين، برئاسة المستشار أسامة الرشيدى، حالة من الهياج والصراخ، عقب النطق بالحكم بقضية رشوة وزارة الزراعة. وصرخت والدة محى قدح، مساعد وزير الزراعة الأسبق، وقالت: «حرام .. ابنى .. دخلونى للقاضى .. ابنى بريء»، وصعدت بالفعل على منصة القضاء، وحاولت الدخول إلى القاضى، لكن عددًا من أقاربها أحاطوها، واحتضنها قريب لها، وأنزلها محاولا إخراجها من القاعة. وتعدى أحد أقارب المتهم على مصور صحفى، وجذب كاميراته، وحاول كسرها، وظل يصرخ وهو ممسكًا بالكاميرا، «أنت بتصور إيه؟"، وتضامن معه عددًا من أقاربه للاعتداء على المصور، لكن آخرين تدخلوا وحاولوا سحب الطرفين بعيدًا وتسليم المصور الكاميرا الخاصة به. وقضت المحكمة برئاسة المستشار أسامة الرشيدى، بمعاقبة صلاح الدين هلال، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، ومحي الدين محمد السعيد قدح مساعد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، بالسجن المشدد 10 سنوات، وتغريم الأول مبلغ مليون جنيه، وتغريم الثانى 500 ألف جنيه، وعزلهما من وظيفتيهما.. وقضت المحكمة بإعفاء رجل الأعمال أيمن محمد رفعت الجميل رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات كايرو ثري ايه، ومحمد محمد فوده المنتحل صفة كاتب صحفي، من العقوبة، فى القضية المعروفة إعلاميًا برشوة وزارة الزراعة. وأهابت المحكمة بالمشرع تغير المادة 107 من قانون العقوبات، التى تعفى الراشي والوسيط من العقاب، وقالت إنها إن كانت تقدر دوافع المشرع، فى إعفاء الراشي من العقاب، ليساعد فى كشف الجريمة، إلا أنه بات جليًا أن الإعفاء أصبح رخصة ووقاية لطبقة جديدة من المجرمين، اقترفوا جريمة الوساطة فى الرشوة، وهم على يقين بدرك النجاة، يرتكبون الجريمة ويفلتون ويعيدون تكرارها. كانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات في ختام التحقيقات التي باشرتها معهم والتي استمرت قرابة شهر ونصف الشهر، حيث جاء بأمر الإحالة أنهم ارتكبوا الجرائم المنسوبة إليهم بقرار الاتهام، خلال الفترة من شهر أبريل وحتى 7 سبتمبر 2015.