تواجه نحو 350 أسرة بمنطقة المكس في الإسكندرية خطر الطرد من بيوتها المقامة في واحدة من أفضل المناظر الجمالية في مصر، لصالح إقامة منتجع سياحي لمصلحة المحافظة. والتقت "التحرير" بعدد من الأسر المتضررة والتي عبرت عن عجزها بسبب أن الملف تحت يد إدارة القوات المسلحة والمخابرات البحرية المسيطرة على المنطقة. وقال عصام مرسى، صياد يقيم في المنطقة، ل"التحرير" إن المحافظة تتحجج بأن المنطقة عشوائية وسيتم تطويرها، متسائلا: لماذا إذا تركوها تصل إلى هذا الوضع ؟ وأضاف مرسي: "الحكومة والمخابرات والجيش هما اللى قالوا لينا إننا هنمشى من هنا في شهر يوليو، وإحنا مش هنقدر نقول حاجة هنضطر ننتقل للمكان اللي قالوا عليه". وتعتزم المحافظة تعويض الأهالي بمنحهم شقق مساحة الواحدة منها 50 مترا في منطقة المكس ولكن في مكان آخر، رغم أن البيوت التي يقيمون فيها لا تقل عن 100 متر، وهو مكان قال الصيادون إنه بعيد عليهم ويعرض بضاعتهم للخطر. "نحن نقيم في هذه المنطقة من 80 سنة، هما عاوزين يمشونا علشان يعملوا سياحة تجيب لهم مليارات، أما إحنا فمحسودين على بيوتنا.. الحكومة بصة لنا فيها".. بهذه الكلمات عبر مصطفى جمعة، أحد صيادي المنطقة عن حزنه على قرار إخلاء منزله. وأشار على تهامي، صياد، إلى أن ما يتردد بين الأهالي هو أن الحكومة تريد المنطقة لبناء ميناء تجاري، وهو الأمر الذي يضر الصيادين الموجودين بكثافة في المنطقة، ويوجد فيها مصدر رزقهم الوحيد. ويرفض محمد حمدى، صياد، أيضا أن يحصل على شقة حوالي 40 مترا فقط مقابل ترك منزل مساحته 100 وفي مكان جميل يسمى ب"فنيسيا الشرق"، وقال: "لن نخرج من منازلنا، هذه بيوتنا مش بيوت الحكومة". من جانبه قال محمد فهيم، رئيس حي غرب الإسكندرية، إن هناك مشروعا كبيرا لدى الحي مازال قيد الدراسة لتحويل منطقة خندق المكس إلى منتجع سياحي يدر الكثير من الدخل نظرا لأهمية المنطقة وموقعها الجذاب. وأشار فهيم، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، إلى أن الحي يدرس كذلك نقل الأهالي والصيادين إلى منطقة سكنية آدمية بدلا من منازلهم المتهدمة الحالية، لكن لم يتم تخصيص الأرض التي سيتم بناء تلك المساكن عليها. وتعد المكس من أشهر مناطق الإسكندرية، ويلقبها البعض بفينيسيا الشرق، للشبه الكبير بالمدينة الإيطالية، التي تتميز بمجاريها المائية، التي تربط بين بيوتها العتيقة. وتمتاز المنطقة ببيوتها الصغيرة، المطلية بألوان عدة، والتي تتناثر على ضفتي مجرى ترعة الخندق، الممتدة من بحيرة مريوط إلى البحر الأبيض المتوسط، وأمامها قوارب خشبية وزوارق، في مشهد ساحر ليس له مثيل بالشرق. * 7 * 6 * 8 * 11 * 2 * 3 * 4 * 5 * منطقة المكس في الإسكندرية