قال دكتور نبيل عبد الفتاح، إن الكتابة عن الأقباط خارج الإطار الديني كانت تابوه لفترة طويلة فيما عدا بعض فصول رسائل الدكتوراه عرضًا، وقد تم اختزال البحث الأكاديمي عن الأقباط في دورهم بمراحل محدودة جدًا مثل دورهم في ثورة 1919 فلم يتم تسجيل دراسة قدمت صورة بانورامية عن الأقباط قبل «أقباط مصر»، للكاتب الراحل أبو سيف يوسف. جاء ذلك خلال مناقشة الكتاب مساء اليوم الأحد، بدار العين للنشر. وأشار «عبد الفتاح»، خلال كلمته إلى أن «أبو سيف» حاول تأصيل بدايات التكوين العروبي لمصر وانعكاساته في الثقافة القبطية وهو موضوع شديد الحساسية حتى للباحثين الأقباط أنفسهم، وإلى أن الكتاب التقط بحثيًا التغيرات التي حدثت بعد 1952 والبعد الاجتماعي للمواطنة وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي على جزء من النخبة القبطية في مناخ ليبرالي قبل يوليو 1952، فبينما استفاد البعض من قوانين الإصلاح الزراعي لكن كان هناك مشكلات في استخدام الدين والإسلام السياسي بعد ثورة يوليو. وصدرت الطبعة الأولى من كتاب «أقباط مصر»، في الثمانينات بعنوان «الأقباط والقومية العربية». وأوضح «عبد الفتاح» أن الكتاب رصد بدايات الخلل في العلاقة بين الأقباط والسلطة، وبذور التمييز علي الأساس الديني وبدء حجب بعض المواقع القيادية عن الأقباط، وأنه كان يتمنى أن تتضمن مقدمة الكتاب محطات جدت على الملف القبطي وأحداث الفتنة الطائفية والرديكالية التي ظهرت لاحقًا. وشارك في المناقشة دكتور سمير مرقص ودكتور راجي شوقي ميخائيل الذي كتب مقدمة الطبعة الجديدة. وقال دكتور سمير مرقص، إن كل الكتابات في الملف القبطي قبل كتاب أقباط مصر للكاتب أبو سيف يوسف تتراوح بين السردية أو الكتابة ذات طابع ديني أو كتابات أكاديمية صارمة في إطار تطور الكنيسة وكجماعة دينية دون حراك اجتماعي. وأضاف:«الكتاب يُعد نقلة نوعية؛ حيث أهتم بالأقباط في السياق الاجتماعي منذ عهد الرومان، وكانت تلك نقلة كبيرة فلم يختزلهم في كونهم جماعة دينية مغلقة أو جماعة سياسية، فكثير من الكتابات تناقش المسألة القبطية وكأن الأقباط يعيشون بمعزل عن النسق الاجتماعي». يُذكر أن أبو سيف يوسف، هو مناضل سياسي وكاتب صحفي وُلد في مدينة قوص بمحافظة قنا في صعيد مصر في عام 1922 وقد عمل محررًا في العديد من الصحف والمجلات المصرية منذ عام 1945.