حققت هيلاري كلينتون، فوزًا كبيرًا على منافسها سيناتور "فيرمونت" السابق، بيرني ساندرز في ولاية "ساوث كارولينا"، أمس السبت، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي حصلت عليه من الناخبين من ذوي الأصول الإفريقية، الذين يشكلون أكثر من 60 % من الناخبين في الولاية. وزيرة الخارجية السابقة، تمكّنت من الفوز بنسبة 73.5% مقابل 26 % لساندرز، ويحمل هذا الفوز أهمية خاصة لها؛ إذ أنها خسرت في نفس الولاية أمام منافسها سيناتور "إيلينوي" في ذلك الوقت باراك أوباما، عام 2008. وبعد إعلان فوزها في الولاية الجنوبية، سرعان ما تعاملت عدد من وسائل الإعلام المحلية مع كلينتون، باعتبارها الفائزة بترشيح الحزب الديموقراطي. الفارق الصغير الذي حققه ساندرز في ولاية "آيوا"، وكذلك الانتصار الضخم في "نيوهامبشير" والآداء الجيد في "نيفادا"، خاصة بتصويت الناخبين من ذوي الأصول الإسبانية، جعل البعض يتوقع أنه يمكنه تقليل الفارق بينه وكلينتون في "ساوث كارولينا"، وهو ما لم يحدث، ومع اقتراب التصويت في الولاية، اعترفت الحملة الانتخابية "لساندرز"، بأنه سيخسر، حتى أنه لم يكن متواجد في الولاية في أثناء الانتخابات. على العكس من ذلك، كانت كلينتون حاضرة بقوة في "ساوث كارولينا"، وظهرت في أكثر من 20 تجمعًا انتخابيًا في الأربعة أيام التي سبقت التصويت. وبهذا يكون فريق كلينتون تعلّم الدرس من خسارتها عام 2008، فكانت هي وحلفائها على تواصل دائم مع الناخبين، وقدّمت نفسها باعتبارها أفضل مرشّحة يمكنها استكمال التقدم الذي أحرزه الرئيس باراك أوباما. في عام 2008، كانت نسبة المصوّتين السود 55 % من الناخبين في الانتخابات التمهيدية في الولاية، ومن بين هؤلاء الناخبين، ما يقرب من 80 % قد صوتوا لأوباما، أمّا هذا العام، فأظهرت النتائج أن الناخبين السود يمثلون 61 %، وفاز كلينتون ب84 % من الأصوات من أصل إفريقي، وهذا يعني أنها تخطت النسبة التي حققها أوباما في عام 2008، كما فازت كلينتون بأصوات 54 % من الناخبين أصحاب البشرة البيضاء، وهو ما يعتبر أمرًا مشجعًا جدًا لحملتها الانتخابية، خاصة بعد الانتصار الذي حققه عليها "ساندرز" بأصوات الناخبين البيض في المنافسات السابقة، لكن سيناتور "فيرمونت" السابق استمر في الفوز بأصوات الشباب؛ إذ تفوق على كلينتون في فئة الأعمار بين 17 و29. كانت كلينتون دائمًا ما تركز على عنصرية نظام العدالة خلال حملتها، كما تدعوا إلى إجراء إصلاحات في نظام حمل الأسلحة، وطالبت وزيرة الخارجية السابقة، بضرورة ارتداء رجال الشرطة لملابس مزودة بكاميرات، خاصة بعد حادثة مقتل الشاب الأسود "والتر سكوت" بيد أحد الضباط البيض في أبريل الماضي. وقالت خلال لقائها بعدد من أمهات ضحايا عنف الشرطة ضد السود، إنه "من الضروري أن نكون أكثر صراحة بشأن عنصرية نظام العدالة"، ونفس الشيئ قامت به حملة ساندرز، فكثفت أيضًا تركيزها على عنصرية العدالة قبل الانتخابات التمهيدية، وكان أنصاره كثيرًا ما يشيرون إلى تأييد كلينتون لمشروع قانون الجريمة، وإصلاح قانون الرعاية الاجتماعية، عام 1994 - كأسباب لدعمهم لساندرز. الآن السباق بين المرشحين يتجه إلى "الثلاثاء الكبير" في الأول من مارس، حيث تجرى الانتخابات في 11 ولاية، وتأمل حملة ساندرز بأن يتمكن من الفوز على كلينتون في ولاية "ماساشوستس" و"فيرمونت" و"مينيسوتا" و"كولورادو"، وأن يقلل الفارق بينهما في ولاية "تكساس". فوز كلينتون في ولاية "ساوث كارولينا" من المؤكد أن يعطيها مزيدًا من الثقة مع اقتراب شهر مارس، خاصة أنها تأمل في بناء فارق لا يمكن التغلب عليه من المندوبين.