أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الناتو ألكسندر جروشكو أنه ليس من مصلحة موسكو المواجهة مع حلف الناتو لكنها ستتخذ إجراءات، بما فيها عسكرية، للرد على تعزيز تواجده في شرق أوروبا. وقال جروشكو أمس السبت، خلال نقاش حول موضوع تكييف سياسة حلف الناتو للظروف الجديدة في مجال الأمن، على هامش مؤتمر ميونخ: "اليوم القضايا الحقيقية مثل الهجرة والإرهاب تتطلب من الناتو التعاون، بما في ذلك مع روسيا.. ولا يمكن أن تكون هناك أية نتائج في تحقيق أهداف الأمن الواقعي، دون المشاركة الروسية". في هذا الصدد، ندد الدبلوماسي بسياسة "ردع روسيا" عسكريا، وقال: "من المستحيل الحديث بجدية عن ردع روسيا، دون أن يدرك المتحدثون أن هذه السياسة وهذا التخطيط العسكري يعدان محاولتين لفرض مشروع المجابهة الماضية علينا". وتابع قائلا: " ليس من مصلحتنا مجابهة حادة مع الناتو، لكنه يجب أن يفهموا (أعضاء الناتو) أننا سنقوم بتقييم التخطيط العسكري وسوف نتخذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية أمننا، بما في ذلك باستعمال وسائل عسكرية وتقنية". وأعاد جروشكو إلى الأذهان أن عدد أفراد القوات التابعة للدول الأعضاء في الناتو يبلغ 3400 ألف من الجنود والضباط، ومن بينهم 2200 ألف عنصر يتواجدون في أوروبا، بينما تبلغ ميزانية دول الحلف حوالي تريليون دولار، وهي 51% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، الأمر الذي يضع كل الأحاديث حول مخاوف الناتو من تعرضها لخطر، على موضع الشك. وجاءت تصريحات جروشكو هذه بعد اقتراح وزير الخارجية البولندي فيتولد فاتشيكوفسكي خلال النقاش إلغاء بند في الوثيقة المؤسسة للعلاقات بين روسيا والناتو في العام 1997، والذي يلتزم فيه الحلف بعدم نشر "عدد كبير من قواته" في الدول التي التحقت بالناتو بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.