كتبت - أسماء أشرف يعانين من شبح الخوف بعد إزالة جزء من الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية أو إزالتها بشكل كامل، هكذا تظل فتيات بني سويف في تأثر نفسي جراء عادة "ختان الإناث"، واللاتي أكدن في السطور التالية تضررهن من هذه العملية. وسردت فتاة ل"التحرير" تبلغ 20 عاما وتدرس بكلية الآداب، رفضت ذكر اسمها، أنها تعرضت لضرر نفسي جراء عملية الختان، قائلة إنها فوجئت فى سن 13 سنة بأبيها وأمها يأخذانها إلى إحدى عيادات الأطباء الخاصة، وقامت طبيبة بإجراء العملية بعد منتصف الليل، واستدركت أن أهلها اعتقدوا أن هذه العملية تحميها وتمنع عنها أى شر، ولكنهم لا يعلمون ما سببوه لها نفسيا، خاصة أنها مازالت تشعر بالقشعريرة فى جسدها حتى الآن. وأضافت الفتاة قائلة "إنها ربما كانت محظوظة لأنها عند إجراء هذه العملية وضعت تحت تأثير المخدر"، لافتة إلى أن ابنت خالها "أكبر منها" لم يتم تخديرها خلال نفس العملية وكانت ترى كل ما يفعله الطبيب، وبالطبع أثر في نفسيتها وسبب رعبا شديدا لها. وقالت فتاة أخرى رفضت ذكر اسمها، إنها من قرية ريفية، وهناك سيدة ليست طبيبة تقوم بإجراء عملية الختان للفتيات ويطلقون عليها اسم "الداية". ورأت أن أهل الفتاة لا يعلمون مدى ضرر هذه العادة بالنسبة للفتيات، وتابعت: "المشكلة عندنا إن الدايات، والحلاقين هم من يعملون عمليات الختان، ويتسبب ذلك في مضاعفات ونزيف للفتيات جراء الأدوات غير الصحية ك"الموس"، وغير المعقمة التي تستخدمها الداية. "العمليات دي بنعملها للبنات عشان تعفهم وتحافظ عليهم.. إحنا اتربينا وطلعنا لقينا أهالينا كدة، الختان بالنسبالنا عفة للبنت".. بهذه الكلمات عبرت الحاجة عبلة 50 سنة عن أسباب الاتجاه إلى هذه العادة. وأشارت الدكتورة ابتسام، الأستاذة بقسم علم الاجتماع في كلية الآداب، إلى أن بعض الرجال بدأوا يدركون خطورة مثل هذه العمليات الجراحية التى ينتج عنها نزيف، وتؤدى إلى الوفاة، موضحة أن بعض الأطباء الذين يلجأ لهم الأسر لإجراء الختان، يتمونها في سرية كاملة، وفى القرى. ولفتت إلى أن أهل الصعيد يتمسكون بهذه العادة تحت حجج "إحنا اتربينا كدة، ومهما تقولى هنعمل اللى اتربينا عليه وطلعنا لقينا أهلنا عليه... إلخ"، مؤكدة أنه لو تم تعميم الوعي بالمجتمع سيتم تقليل هذه العادة. جريمة قانونية وقال حسام محمد، 27 سنة، محامٍ، إنه وفقا لقانون العقوبات المصرى بالمواد "236، و240، و241، و242"، وتفيد بأن كل من جرح أو ضرب أحدا أو أعطاه موادا ضارة ولم يكن قاصدا من ذلك قتلا يعاقب عن جريمة جرح أو ضرب أو إعطاء مواد ضارة وتتحدد الجريمة بالنظر إلى النتيجة الإجرامية المتحققة عن فعله، فإذا ترتب عن فعله هذا (وهو هنا القيام بالختان) أن توفى المجنى عليه (الفتاة) تقوم مسئوليته عن جريمة جرح أفضى إلى الموت، وهى جناية تتراوح عقوبتها ما بين الأشغال الشاقة (السجن المشدد) والسجن من ثلاثة إلى سبع سنوات. وأضاف المحامي أنه إذا ترتب عن فعله هذا أن تم قطع أو فصل العضو أو فقد العضو منفعته، بحيث نشأت عن ذلك عاهة مستديمة يستحيل برؤها، تقوم مسئوليته عن جريمة جرح أفضى إلى عاهة مستديمة، وهى جناية تتراوح عقوبتها ما بين السجن من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات، وإذا ترتب عن فعله هذا مرض أو عجز عن الأعمال الشخصية مدة تزيد عن عشرين يوما، تقوم مسئوليته عن جريمة جرح فى صورته المشددة، وهى جنحة يعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين والحبس هنا وجوبى لأنه لا يتصور أن يتم الختان بغير استعمال أدوات أو آلات حادة وتلك هى العلة فى كون الحبس وجوبا. ولفت حسام إلى أنه وفقا لنص القانون إذا ارتكب الجانى (الطبيب أو الداية أو أى شخص آخر) هذه الجريمة مع سبق الإصرار بأن كانت لديه النية المسبقة للقيام بالختان، تشدد العقوبة فى كل صورة من الصور السابقة للجريمة. وأكد المحامي أنه إذا إذا ترتب عن الفعل مرض أو عجز عن الأعمال الشخصية مدة عشرين يوما أو أقل، تقوم مسئولية الجانى عن جريمة الجرح فى صورته البسيطة، وهى جنحة يعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد على سنة. توعية مستمرة وفي نفس السياق قالت نارمين محمود مدير العلاقات العامة بصحة بنى سويف ومسؤول نوادى المرأة بالوحدات الصحية، إن إدارة تنظيم الأسرة وإدارة رعاية الأمومة والطفولة المعنيين برسائل التوعية الخاصة يتولون مناهضة ختان الإناث، من خلال الرائدات الريفيات ومسئولى الإعلام بالإدارات الصحية ومشرفات نوادي المرأة بالوحدات. وأوضحت نارمين أنه يتم عمل ندوات توعية للسيدات بالقرى داخل الوحدات الصحية والجمعيات الأهلية، بالإضافة إلى رسائل التوعية بمناهضة الختان داخل القوافل العلاجية من خلال خدمة التثقيف الصحى التى تقدم بالقوافل. وأضافت أنه يتم توعية النساء والأمهات للأطباء والتمريض من خلال الدورات الأساسية لتنظيم الأسرة، إلى جانب دورات المرشدات الاجتماعيات بالتعاون مع إدارة رعاية الأمومة والطفولة.