تحل اليوم الخميس الذكرى الرابعة على وفاة الكاتب الساخر الراحل جلال عامر، الذى وافته المنية يوم 11 فبراير عام 2012، ويعد الكاتب الراحل واحدًا من أبرز الكتاب الساخرين خلال السنوات الماضية، حيث كان يطل على قرائه يوميًا من خلال مقال "تخاريف" المخصص له بإحدى الصحف اليومية، وقبل ذلك من خلال صفحة "صباح الخير"، التى خصصها البرلمانى الراحل أبو العز الحريرى فى صحيفة التجمع الحزبية. "التحرير" زارت مسقط رأس الكاتب الساخر جلال عامر بمنطقة بحرى، وتحديدا بشارع سوق السمك القديم، الذى أصبح يحمل اسمه فيما بعد، حيث كان منزله الذى شهد ميلاده عام 1952، والتقينا أحد أصدقاء الكاتب الراحل، وهو محمد السويسى، الذى كان ضابطًا فى القوات البحرية. روى السويسى أن صديق عمره جلال عامر التحق بالكلية الحربية، بينما هو تخرج فى الكلية البحرية، وكانت تجمعهما صداقة لمدة زادت على 40 عامًا، كان عامر مثالًا للأخلاق والقدوة والتواضع، كما كان شجاعا بحكم أنه مقاتل شارك فى 3 حروب مختلفة. وأضاف السويسى أن أطرف موقف جمعنى مع الراحل جلال عامر عندما توجهت إلى السجل المدنى لاستخراج بطاقة شحصية وأفادونى وقتها فى السجل أننى أحمل جنسية "سودانية" ولست مصريا، فجلست أندب حظى بعد ذلك، وأثناء مرور الكاتب الراحل جلال عامر وجدنى حزينًا، وسألنى لماذا كل هذا الحزن، فأخبرته أننى أصبحت "سودانى" بعد خدمة سنوات طويلة فى القوات البحرية فجلس مبتسمًا، وقال لى: "الناس بتوع السجل دول عمى مش بيشوفوا هو فيه واحد سودانى عينه خضرا إنت تركى مش سودانى يا سويسى". وتابع السويسى قائلا توجه بعدها جلال عامر معى إلى السجل المدنى لاستخراج البطاقة، وهناك دخل فى مناقشات مع المسئولين مازحًا معهم حول أننى تركى، ولست من السودان، حتى اقتنعوا بكلامه، واتضح أن هناك تشابهًا فى الأسماء بينى وبين أحد السودانيين، ولم يتركنى حتى استطعت استخراج البطاقة الشخصية، وكان هذا الموقف من أطرف المواقف بيننا وظل بعدها يداعبنى قائلا "اسكت يا سودانى". يكمل حديثه قائلا: رحمة الله على الكاتب الساخر جلال عامر، الذى كان لا يخاف فى الحق لومة لائم، وكان مصريا متواضعًا، لا يهاب غير الله، كما كان محبًا لكل أبناء منطقته من أصغر شخص إلى أكبر شخص، واختتم السويسى حديثه قائلا إن جلال عامر ولد فى الجمرك، وانتقل بعد ذلك إلى منطقة العامرية، ومن هنا إلى منطقة محرم بك التى ظل فيها حتى مماته رحمه الله. الجدير بالذكر أن الكاتب الساخر جلال عامر تخرج فى الكلية الحربية وشارك فى حروب أكتوبر والاستنزاف وحرب الخليج، كما كان مسئولا عن تسليم 33 أسيرًا إسرائيليًا إلى الحكومة الإسرائيلية ورفض وقتها مصافحة شيمون بيريز، وحصل عامر على عدد من الأوسمة والشهادات، كما كان مقررًا له التكريم من قبل الرئيس الأسبق حسنى مبارك عقب عودته من حرب الخليج، لكنه لم يتم تكريمه. * ذكرى وفاة الساخر جلال عامر * ذكرى وفاة الساخر جلال عامر (1) * ذكرى وفاة الساخر جلال عامر (3) * ذكرى وفاة الساخر جلال عامر (2) * ذكرى وفاة الساخر جلال عامر (4)