رئيس المباحث أغلق بابه في وجه الأهالي.. المواطنون يستغثون من البلطجية.. وتجار المخدرات يعملون بأوامر الشرطة لم تعد فقط ظاهرة الانفلات الأمني سبب الضيق بأهالي مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، إلا أنَّ ما يضاف إليها هو ما واجههم حينما حاولوا عرض شكواهم على الأجهزة الأمنية بالمحافظة. الأهالي لم يُسمح لهم بمقابلة الرائد مصطفى لطفي رئيس مباحث قسم ثانٍ شبرا الخيمة، فباتت أبواب مكتبه مغلقة أمام الأهال فيما اقتصرت لقاءاته على أعضاء مجلس النواب ورجال الأعمال بالمدينة. أهالي المنطقة أكَّدوا ل"التحرير" أنَّ رئيس المباحث أصدر تعليماته لمعاونيه بعدم تلقي شكاوى المواطنين وتسريبها على "الأستيفا" بالدور الأول في القسم، بحجة أنَّ أعضاء مجلس النواب هم يمثلون المواطنين. وفاة 6 أشخاص بالهيروين.. وتجار المخدرات يرفعون شعار كله بحسابه
شكاوى الأهالي أظهرت حجم المأساة التي يعيشها سكان مدينة شبرا الخيمة بسبب ما أسموه "الهيروين المغشوش"، فأكَّدوا وصول عدد الوفيات إلى ستة أشخاص بسبب هذا الهيروين بمنطقة عزبة رستم خلال فترة زمنية قصيرة، وأرجعوا سببها إلى التراخي الأمني. غضب الأهالي تفاقم سبب الغياب الأمني عن المشهد رغم معرفة تجار المخدرات بالاسم، وفي مقدمتهم "حمادة. ع"، 35 سنة، والذي يعتبر -حسب الأهالي- مصدر مخدر الهيروين بالمنطقة. وأظهرت الشكاوى أن "حمادة" يدفع مبالغ مالية لبعض أمناء الشرطة في المنطقة لمنع القبض عليه. الإتاوات تفرض على المواطنين في عز الظهر.. والسطو على محل ذهب شكاوى المواطنين أظهرت وقائع كثيرة تعرَّضوا إليها، في مقدمتها فرض من قبل من أسموهم "البلطجية" في وضح النهار وسط استغاثات بالقسم أو محاولة الاتصال بأرقام النجدة لكن دون أي فائدة، وعند الذهاب إلى القسم يُمنعون من دخول وحدة المباحث، بالإضافة إلى عودة ظاهرة سرقة السيارات بالإكراه عند نزلة الدائري بمنطقتى بهتيم ومسطرد. ومؤخرًا، كشف حادث السطو المسلح على محل مصوغات ذهبية وإطلاق الرصاص على صاحبه مدى التراخى الأمني بالمنطقة، واقتصار ظهور رجال الشرطة على الزيارات الرسمية للمحافظ أو مرور مدير الأمن، على حسب ما جاء في الشكاوى. "عزبة رستم".. الباطنية الجديدة تجوَّلت "التحرير" في منطقة "عزبة رستم" بشبرا الخيمة، فأكَّد الأهالي أنَّ عملية شراء المخدرات أسهل من الخبز والطعام، بعد أن ترك قوات مباحث القسم تجار المخدرات يعملون جهرًا في وضح النهار مقابل أموال لبعض أمناء المباحث والمخبرين المسئولين عن المنطقة، حسب الأهالي، الذين قالوا: "في بعض الأحيان.. يعمل بعض تجار المخدرات بتكليفات مباشرة من فرد الشرطة مقابل اقتسام الأرباح وتوفير الحماية من الوقوع في الكلابشات". "التحرير" خاضت المغامرة، فقرر مراسلها شراء بعض الأقراص المخدرة من أحد "الديلرات" المتواجدين بالمنطقة، فتبيَّن أنَّ الأسعار منخفضة أكثر من باقي الأمكان فالشريط المخدر ب50 جنيهًا ونوعه مصري، وهو ما أكَّده الديلر قائلاً: "يا برنس إنت مش بتاخد حاجة مستوردة ولا مضروبة ده مصري ولو إنت بتفهم في الكيمياء هترجعلي تانى وثالث". وبالتواصل مع أحمد إدريس، 25 سنة، طالب بكلية الحقوق، من أبناء المنطقة، قال: "في الآونة الأخيرة حدث تزايد في عمليات السرقة بالإكراه والخطف والشرطة غائبة عن المنطقة في وقت أصبح فيه الحصول على المخدرات أسهل من الطعام، ونسبة تعاطي المخدرات تزايدت بشكل ملحوظ، ومعظم الشباب يسرقون للحصول على الجرعة المخدرة".