القمح مصاب بطفيل «الإرجوت» الذي يسبب الإجهاض ويؤثر على الكبد ويؤدي للسرطان.. خبراء: الطفيل يسبب تشنجات وغرغرينا للإنسان والماشية كتبت - بسمة مصطفى "دعوى قضائية وبلاغ للنائب العام وطلب إحاصة للحكومة"، حصيلة الاعتراض على استيراد شحنات قمح مصابة بطفيل "الإرجوت" بنسبة 0.05%، وذلك في موجة من تضارب تصريحات المسئولين الرافض والمؤيد لتلك الشحنات. وأقامت مؤسسة دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان دعوى أمام مجلس الدولة، حملت رقم حملت رقم ٢٧١٣٣ لسنة ٧٠ ق، وأشارت عريضة الدعوى إلى مدى خطورة فطر "الإرجوت" نظراً لانه يسبب إجهاض المرأة الحامل ويصيب الإنسان بالسرطان على المدى البعيد. وقالت الدعوى: "خبراء التغذية يحذرون من تناول خبزا أو عشبا مصابا بهذا الطفيل، لأنه يسبب مرضا للإنسان والماشية على شكل غرغرينا وتشنجات". وقال المستشار القانوني للمؤسسة، المحامي محمد فاروق، في تصريح ل"التحرير": "وزراتي الزراعة، والتموين قرارا السماح بدخول شحنات من القمح المستورد التي لا تزيد فيها نسبة طفيل الإرجوت على 0.05%، وذلك استجابة لضغوط المستثمرين من المستوردين لهذه السلعة الاستراتيجية على الحكومة، دون النظر لتبعات هذا القرار والذي سيؤدي لسرطنة رغيف العيش الذي تقدمه الدولة للمواطن". وأكد فاروق على أن تلك الدعوى تأتي في إطار مبادرة المؤسسة لمكافحة الفساد، مشددا على أن خطر طفيل الأرجوت يمتد إلى النباتات والمحاصيل الزراعية في مصر وليس الإنسان فقط. وفي السياق ذاته، تقدم فريد واصل، النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين، ببلاغ للنائب العام، طالب فيه بالتحقيق مع المسئولين عن استيراد صفقة القمح من فرنسا، التي تم استيرادها لصالح شركة "روجينا" للصناعات الغذائية فى منتصف يونيو 2015، بمعرفة وزارة التموين بوزن 2300 طن. واتهم واصل في بلاغه المسئولين بالتلاعب في نتائج التحاليل الخاصة بشحنة القمح، موضحاً أنه تم تشكيل لجنة من مهندسي الحجر الزراعي لإتمام إجراءات الفحص، وتم سحب عينة تحت رقم 1158/1، وتم إرسالها إلى معهد أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية. ووردت نتيجتين متضاربتين بتاريخ 16/6/2015، تفيد خلو العينة من الأمراض الفطرية الممنوعة وهو ما ترتب عليه تفريغ الشحنة والإفراج عنها طبقا للقوانين والتشريعات، لافتا إلى أنه صدرت نتيجة أخرى تفيد بأن العينة مصابة بفطر "الإرجورت" وهو من الفطريات الممنوعة حجريا والواردة بجدول الفحص الزراعي جدول بالقرار 2007 لسنة 2001، وهو ما يعرض حياة المواطنين للمخاطر، لافتاً إلى أن ما حدث جريمة في حق الشعب المصري. أيضاً، تقدمت النائبة نادية هنرى، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، بطلب إحاطة للحكومة موجه لوزراء التموين والزراعة والصحة، وكافة المسئولين عن استيراد صفقة القمح من فرنسا لصالح إحدى الشركات الخاصة بمعرفة وزارة التموين منتصف يونيو العام الماضي. تجدر الإشارة إلى أن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتستهلك بين 18 و20 مليون طن قمح، وتستورد نحو 10 ملايين طن سنويا من الأسواق الدولية وتوزع نصف وارداتها على السكان البالغ عددهم حوالي 87 مليون نسمة في صورة خبز مدعم. معركة تصريحات نشبت بين هيئة الحجر الزراعي والهيئة العامة للسلع التموينية، حول فطر "الإرجوت" والنسبة المسموح بها في شحنات القمح الواردة من الخارج. في البداية، رفضت الأولى استيراد أي شحنة قمح مستوردة تحتوي على فطر "الإرجوت" تماشياً مع القوانين المصرية وحرصًا على الثروة الزراعية. وكان الدكتور، سعد موسى، رئيس الحجر الزراعى، قال في تصريح سابق، إن مصر لن تسمح بدخول أي شحنة قمح تحتوي على فطر "الإرجوت" المسبب للإجهاض والسرطان، بينما وافقت هيئة السلع التموينية على استيراد الشحنات التي يصل مستوى الإصابة بها إلى 0.05 % كحد أقصى. ورغم نص الدستور في مطلع المادة (18) على أن "لكل مواطن الحق في الصحة" كما ينص بالفقرتين الأولى والثانية من المادة (29) على أن "الزراعة مقوم أساسي للاقتصاد الوطني"؛ إلا أنه يبدو أن الخلاف بين هاتين الهيئتين انتهى بعد إعلان وزارة الزراعة، في بيان لها الخميس الماضي (4 فبراير)، إنها ستسمح باستيراد القمح الذي يحتوي على نسبة تصل إلى 0.05 % من طفيل الإرجوت، وقال المتحدث باسم الوزارة عيد حواش: "نلتزم بالمعايير والمواصفات الدولية التي حددتها هيئة الكودكس العالمية والتي تسمح بنسبة 0.05% لإصابة القمح بطفيل الإرجوت". جاءت تلك الموافقة بعد لقاء جمع السفير الفرنسي بوزير الزراعة المصري، ربما يكون هناك ضغوط جرت أثناء تلك المقابلة، أدت لقبول وزارة الزراعة شحنات القمح التي تحتوي ذلك طفيل. جدير بالذكر أن لجنة الحجر الزراعي التابعة لوزارة الزراعة لم تسمح قبل ذلك بدخول أيٍ من شحنات القمح التي تحتوي أي نسبة من طفيل الأرجوت، وكل الشحنات التي دخلت البلاد من عام 2007 كانت خالية تماما من الإرجوت بنسبة صفر %. يبقى السؤال الآن، ماهو طفيل "الإرجوت" وماهي خطورته؟ طفيل الإرجوت هو مرض فطري يصيب بعض النباتات ومنها القمح وهو من الآفات الخطيرة التي تصيب القمح، حيث يقوم هذا الفطر بافتراس مبايض القمح ويبقى بها على هيئة تشبه القرون طولها يتراوح ما بين واحد إلى خمسة سنتيمترات. ويحتوي طفيل الإرجوت على مادة الإرجوتامين التي تم استخلاصها منه لأول مرة في بدايات القرن العشرين والتي تستخدم طبياً لعلاج التشنجات العضلية ولزيادة انقباضات الرحم أثناء الولادة ولها الكثير من الاستخدامات الطبية، وتكمن خطورة طفيل الإرجوت في أن الزيادة بمادة الإرجوتامين الموجودة به تعمل على خلل الجهاز العصبي، إضافة أيضاً إلى خطورتها على الحيوانات. وشدد الدكتور خيري عبد المقصود، أستاذ أمراض النباتات بكلية الزراعة، جامعة القاهرة، في تصريح ل"التحرير" على خطورة فطر "الإرجوت"، مؤكداً على أنه يسبب إجهاض للمرأة الحامل ويؤثر على الكبد ويؤدي إلى السرطان على المدى البعيد.