كم من التصريحات أدلى بها مسئولو الحكومة الإثيوبية أمس أعطت تفاصيلا جديدة عن أخر تطورات مسار بناء سد النهضة الذي يثير قلق كل من مصر والسودان فيما يتعلق بتأثيره على نصيبيهما من حصص المياه. «تحويل مجرى النيل سيكون لأمتار» هكذا أعلن ميهريت ديبيبي – الرئيس التنفيذي لمؤسسة الطاقة الكهربائية الإثيوبية- أمس، لافتا في تصريحات إعلامية إلى إن «تحويل مجرى قطاع من النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، سيكون لأمتار قليلة، ثم يترك بعدها النهر ليتدفق في مساره الطبيعي»، مضيفا «يجري بناء السد في منتصف النهر لذلك لا يمكن تنفيذ أعمال الإنشاء بينما يتدفق النهر». وأضاف ديبيبي «هذا يمكننا الآن من تنفيذ أعمال الهندسة المدنية دون صعوبة، الهدف هو تحويل مجرى النهر أمتارا قليلة ثم تركه يتدفق في مساره الطبيعي»، مؤكدا في تصريح للتليفزيون الأثيوبي الرسمي أن «نسبة الإنشاءات فى سد النهضة والذى دشنه رئيس الوزراء الراحل زيناوى منذ نحو عامين بلغت الآن 21%. »؛ موضحا أن «السد الذى سيكون له القدرة على تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه، وتوليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء لدى اكتماله، وفر فرص عمل لأكثر من 5 آلاف شخص». وأشار إن مشروعات الطاقة مثل سد النهضة تعد أمرا حيويا فى تنمية دول مثل أثيوبيا للتعامل مع الطلب المتزايد على الطاقة، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على إنتاج ما يصل إلى 8 آلاف ميجاوات من الطاقة بنهاية فترة خطة النمو والتحول الخمسية التى تبنتها البلاد. من جانبه قال ألمايهو نيجينو - وزير الطاقة الأثيوبي- في بيان له إن «إنشاء السد يفيد البلدان المطلة على النهر ويتيح استغلالا عادلا ومتساويا لتدفقات النهر ولا يسبب ضررا لأي دولة»، مضيفا «عملية إنشاء السد تجرى بطريقة تحقق المصالح المشتركة لدول حوض النيل، وإنها ستعزز من التعاون والتكامل الاقتصادى، ولن تلحق أى أضرار بدول المصب». بينما قال بيريكيت سيمون وزير شئون الاتصالات الحكومية «رعايانا بالخارج دعموا بناء السد ب 214 مليون دولار»، داعيا المواطنين الإثيوبيين في الداخل والخارج إلى تعزيز دعمهم وإسهاماتهم من أجل إنشاء سد النهضة، مشيرا إلى أن عملية تحويل مجرى مياه النيل الأزرق بدأت بالفعل من أجل إكمال هذا السد. وأضاف سيمون في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية، أن الأعمال الخرسانية في هذا السد بدأت بالفعل، وأنه قد حان الوقت لاستغلال مياه النيل من أجل تحقيق هدف التنمية، وحث الجمهور على تعزيز دعمهم باتجاه إنشاء السد، لافتا إلى أن «الإثيوبيين في الخارج أسهموا حتى الآن بأكثر من 4 مليارات بر إثيوبي ، نحو 214 مليون دولار، من أجل السد الذي يبنى بولاية بني شنقول الإثيوبية»، مؤكدا أن «إثيوبيا تغطي بالكامل تكلفة إنشاء هذا السد، والذي سيكون أكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا». ونقل التليفزيون الأثيوبى عن ديكي ميكونين -نائب رئيس الوزراء- قوله «عملية تحويل مسار النهر تمضى بنجاح بهدف استغلال الموارد من أجل المصلحة الوطنية»، مشيرا إلى أن «سد النهضة هو ثمرة الانتصار على نظام الحكم السابق الذى كان يتزعمه منجستو هيلى مريام فى 28 مايو 1991، والذى يعتبر عيدا وطنيا فى أثيوبيا»، موضحا أن «هذا السد لن يفيد أثيوبيا فقط بل سيفيد الدول المجاورة"، ودعا الجمهور إلى "مواصلة الدعم الذى قدموه لإنشاء السد منذ التدشين، وحتى النهاية».