ثبتت الرؤية وأصبحت الأمور الآن واضحة وجلية، ولا تحتاج إلى المزيد من الوقت للتحقيق أو التمحيص! الأحوال العامة فى مصر لم ولن تنصلح فى القريب العاجل، وهذه نتيجة حتمية ولا جدال فيها ولا تحتاج إلى تفاسير أو تحليلات من الخبراء أو المثقفين فى القنوات الفضائية أو المراكز البحثية. والمتحدثون عن الأمل وعن المستقبل، أستطيع أن أقول لهم "ربنا يشفى كل مريض"! كم المشاهد والأ حداث العامة التى حدثت فى الشهور القليلة الماضية جعلت من الصعب التفكير فى شئ اسمه المستقبل، بعد أن سقطت الأ قنعة وتحولت مصر إ لى شئ ما بين الفوضى مثل سوريا وليبيا والعراق، وما بين دولة الفساد مثل دولة مبارك! فاصبح أقصى أحلام الكثير هو فقط الرجوع الى أحوالنا فى ظل دولة الفساد! قال اللواء عادل ترك، رئيس هيئة الطرق والكبارى، فى تصريحات ل"اليوم السابع" بتاريخ 1 فبراير "كلما ازاد سوء حالة الطريق قل عدد الحوادث، لأن الطرق المكسرة بتجبر السائق يخفض سرعته وبالتالى تقل نسبة الحوادث، مشيرا إلى أن 5% فقط من حوادث الطرق سببها حالة الطريق"! لا أعلم هل يجب أن أعلق على مثل هذا "الهراء"، أم الصمت هو خير رد؟ عموما، الرد يجب أن ينقسم إلى جزئين. الجز الأول سيكون مخصص للمهندس عادل ترك بصفته رئيس هيئة الطرق والكبارى، أما الجزء الثانى سيكون مخصص للواء عادل ترك! من مهندس إلى مهندس يا رئيس هيئة الطرق والكبارى، أولا، ليست السرعة العالية هى فقط المسبب الرئيسى فى حالات الحوادث كما يعتقد الكثير والعامة فى مصر. السرعة البطيئة وتغيير واضطراب سرعات المركبات على الطرق تزيد من الحوادث. يعنى مثلا، فى ولاية كاليفورنيا، يتم معاقبة السائق فى حالة زيادة سرعته عن 70 ميلا فى الساعة وأيضا عند تقليل سرعته عن 55 ميلا فى الساعة! وبما أن الطرق المكسرة تساهم فى أضطراب سرعة المركبات فهى وعلى الأغلب تزيد من حالات الحوادث فى مصر. ثانيا، الطرق "المكسرة" تؤدى إلى أضطراب سرعة المركبات كثيرا ومن ثم تزيد من كميات الوقود المحروق والذى هو مدعم من قبل الدولة. إذا الطرق المكسرة تزيد من عجز الموازنة وترهق ميزانية الدولة لأنها لا تساعد على تقليل كميات الوقود المستخدم. ثالثا، الطرق المكسرة تزيد من معدل استهلاك وإهلاك السيارة ومن ثم تزيد النفقات المصروفة على الصيانة وعلى قطع الغيار والتى فى الغالب مستوردة. إذا وباختصار، الطرق المكسرة تزيد من حالات الحوادث وتؤدى إلى زيادة عجز ميزانية الدولة وتهدر المال الخاص للمواطنين. هذا ما أستطيع أن أرد به باختصار شديد وبدون تعقيد على الباشمهندس رئيس هيئة الطرق وهذا بصفتى مهندس مدنى وحاصل على درجة الدكتوراة! من مواطن إلى سيادة اللواء كل ما قلته صحيح تماما ولا تحرك ساكنا للخونة والحاقدين أعداء الوطن، كلام سيادتك يا فندم أوامر ويجب أن تنال عليه شهادة دكتوراة كمان بعد هذا الاكتشاف العلمى الهندسى العظيم، وتحيا مصر كمان وكمان! الغريب ليس فقط فى حديث سيادة اللواء المهندس، ولكن فى ما أدلى به عبد العزيز أحمد، المتحدث باسم الهيئة العامة للطرق والكبارى، من خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "السادة المحترمون"، المذاع عبر فضائية "ontv"، على التصريحات المنسوبة لرئيس هيئة الطرق، قائلًا: "معتقدش إن في حد عاقل في هذا المنصب يدلي بمثل هذا التصريح"! وأضاف المتحدث باسم الهيئة العامة للطرق والكباري: "الطرق التي نرصفها تتفق مع المعايير الدولية ولا تقل عن طرق أبو ظبي وألمانيا"! بصراحة شديدة، بعد أن قرات تصريحات سيادة اللواء عادل ترك، كنت متشككا من التصريح حول الطرق المكسرة ولكن بعد أن سمعت ما قاله المتحدث باسم هيئة الطرق والكبارى، تأكدت من أشياء كثيرة بخصوص مستقبل الوطن أهمها أن موظف المستقبل لن تتعدى مهامه كلمتين وبس "تمام يا فندم" أو "تحيا مصر"! لماذا يصعد دائما الى المراكز المرموقة فى الدولة وموؤسستها من هم فقراء الفكر ومعدومى الفهم والبصر والبصيرة؟ لماذا ينظر إلينا الكثير من المسؤولين بصفتنا بلهاء أو قصر؟ هذه مجرد أسئلة تجول فى خاطرى ولا أبحث لها عن أجوبة! أصلا مصر ليست محتاجه أسئلة وأجوبة، مصر محتاجه "مكنسة"!