فى مشهد يعيد إلى الأذهان قضية الناشط السياسي وعضو التيار الشعبي محمد الجندي، الذى توفى فى 4 فبراير 2013، عثرت الأجهزة الأمنية على جثمان شخص مجهول الهوية أمس الأربعاء، الموافق 3 فبراير 2016، يعتقد البعض أنه يتعلق بجثمان الطالب الإيطالي المختفي منذ 25 يناير الماضي جوليو ريجيني، ملقاه جثته على طريق مصر إسكندرية الصحراوي، وتبين بعد إرسال الجثمان إلى مشرحة زينهم لفحصه وجود آثار تعذيب واعتداء بدني وكدمات على المجنى عليه. الملفت للنظر، هو وجود أ وجه عديدة للتشابه فى هاتين القضيتين، بين كلا من الناشط السياسي محمد الجندي، والطالب الجامعي الإ يطالي بجامعة "كامبريديج" جوليو ريجيني، حيث لاتزال ظروف وفاة كليهما حتى هذه اللحظة غامضة وملابسات القضية ليست واضحة. التشابة الأول وتبرز وجه التشابه الأول بين الطرفين، فى أنه تم العثور على كليهما فى ظروف غامضة، حيث عُثر على الناشط السياسي محمد الجندى فى مستشفى الهلال برمسيس فى 28 يناير 2013، بعد 4 أيام من اختفائه وبحث شاق من أسرته وأقاربه على أقسام الشرطة والمستشفى، وعليه آثار كدمات وخدوش، وهو نفس الأمر فيما يتعلق بالطالب الإيطالي، الذى عُثر على جثته ملقاه فى طريق مصر إسكندرية الصحراوي، وتبين من خلال فحصه وجود آثار تعذيب وضرب وكدمات وخدوش. فبراير الأسود ويبرز وجه التشابه الثاني، فى وفاة الاثنين فى شهر "فبراير"، حيث توفي محمد الجندى فى 4 فبراير 2013 ، بينما عثر أمس الموافق 3 فبراير 2016 على جوليو ريجينيه. ظروف الوفاة غامضة ويبرز وجه التشابه الثالث، فى أنه على الرغم من إسدال النائب العام المستشار هشام بركات، الستار على قضية الجندي،التي شغلت الرأي العام قرابة أكثر من عامين حتى تم تقييدها ضد مجهول، والتى انتهت إلى وفاة المجنى عليه نتيجة حادث تصادم بسيارة مجهولة، إلا انه لايزال الجدل والغموض يشوب القضية، لاسيما بعد أن شكلت مصلحة الطب الشرعي 3 لجان لفحص جثمان المجنى عليه، للتأكد مما إذا كانت الوفاة نتيجة تعذيب واعتداء بدني على المجني عليه أم وفاة نتيجة حادث تصادم سيارة، والتى انتهت لجنتين إلى وفاة الجندى نتيجة تصادم سيارة بينما أكدت اللجنة الثلاثية التى شكلت برئاسة الدكتور محمود محمد على رئيس مصلحة الطب الشرعي السابق، إلى وفاته نتيجة تعذيب واعتداء بدني، وهو ما جزم به تقرير اللجنة الخماسية المشكلة من أساتذة كليات الطب بالجامعات المصرية الذي أثبت أن وفاته لا يمكن أن تحدث نتيجة تعديات بدنية، وأنها على غرار تلك التي تنشأ عن حوادث السيارات. الأمر لايختلف كثيرا عن قضية جوليو ريجيني، الذى اختفى فى ظروف غامضة منذ 25 يناير فى الذكرى الثانوية الخامسة للثورة، حتى عثر على جثمانه مقتولا وملقاه جثته على طريق مصر إسكندرية الصحراوي، وسط تسريبات من مصادر أمنية تؤكد أن وفاة المجنى عليه ناتجة عن وفاته نتيجة التعذيب والاعتداء البدني والارتطام بجسم صلب والاعتداء عليه بألات حادة أودت لوفاته، وحضر السفير الإيطالي إلى مقر مشرحة زينهم للاستعراف على جثمان المجنى عليه وتفقد حالته، والصفة التشريحية. ولاتزال وفاة جولي، لغز غامض حتى الأن، فى الوقت الذى بررت فيه مصادر أمنية، أن الوفاة نتيجة تصادم سيارة. غضب مصري وغليان إيطالي بينما ينحصر وجه التشابه الرابع فى ردود الأفعال الواسعة وتأثير كلا القضيتين، حيث شغلت قضية الجندى، عضو الرأى العام قرابة العامين، بسبب ظروف وملابسات الوفاة الغامضة، وما إذا كانت نتيجة تصادم سيارة أم وفاة، وتسببت فى حدوث تأثير واضح على المستوى الخارجي واعتبرته الكثير من المنظمات الحقوقية العالمية بمثابة صدمة فى حقوق الإنسان فى مصر وبمثابة انتهاك لحقوق المواطنين، حتى انتهت القضية إلى أن الوفاة نتيجة تصادم سيارة ليغلق ملف القضية بالكامل إلا أن ردود الأفعال حول ملابسات الوفاة لاتزال مستمرة حتى الأن. نفس الأمر تكرر ريجيني، فما لبث أن عثر على جثته فى طريق مصر إسكندرية الصحراوي، حتى قامت الدنيا ولم تقعد من قبل السلطات الإيطالية، وطلبت من السلطات المصرية بذل كل الجهود، لمعرفة الحقيقة الكاملة حول وفاة المواطن الإيطالي وكشف ملابسات الحادث فيما أعرب وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، عن تعازيه ومواساته، لعائلة الشاب الذي كان يُتابع دراساته الجامعية للحصول على الدكتوراه في مصر، فيما اضطرت وزيرة ايطالية لقطع زيارتها إلى القاهرة واضطرت إلى العودة إلى روما لظروف طارئة، تقتضي وجودها في العاصمة الإيطالية، موضحة أن الوفد الإيطالي المكون من عدد من الشركات الكبرى والذي رافق الوزيرة، سيضطر بدوره إلى مغادرة مصر، ولن يشارك في اللقاءات المقررة بمناسبة الزيارة الاقتصادية والتجارية. وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان صدر في روما "علمت الحكومة الإيطالية بالنهاية المأساوية المحتملة لهذه المسألة".