تضعف الإرادة فيصبح الشباب والأطفال عرضه لتجربة كافة أنواع التبغ والمخدرات يبدأ الأمر معهم على سبيل التجربة ومن ثم تصبح عادة مسلوبي الإرادة أمامها لا يستطيعون التوقف عنها لإدمان خلاياهم لها وعدم قدرتها الصمود دون النيكوتين، لكن الأمر لم يتوقف عند حد السجائر فقط، فانتشر بالفترة الماضية تداول لنوع جديد من السجائر تحد مسمى "المدواخ". يختلف المدواخ عن السجائر العادية في أنه ضعف قوتها قرابة 20 مرة، ويحتوي على أضعاف السموم، ومنشأه الرئيسي ليس مصر بل دول الخليج التي حذرت منه شعبها بالفعل لصعوبة الإقلاع عنه عكس السجائر، ويتم زراعته بمناطق قريبة من دولة البحرين، وبجانب تداوله على نطاق دولي فقد تداوله بعض الشباب مشيرين إلى أنه تبغ عربي من أبو ظبي. وأورد العديد من الصحف الخليجية تجارب وتحذيرات استخدامه خلال السنوات الماضية، وكان من ضمن الشخصيات التي حذرت منه رئيس شعبة الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية الدكتور بسام محبوب، الذى قال إن "الدوخة" تختلف عن غيرها من أنواع منتجات التبغ، لاحتوائها على نسبة نيكوتين عالية جدًّا، موضحًا أن متعاطي هذه المادة تظهر عليهم آثار الإدمان بشكل سريع، إذ استقبلت مستشفيات حالات لشباب يعانون تلون الشفاه واليدين، ما يدل على ارتفاع نسبة النيكوتين في الجسم لدرجة كبيرة.
واستكمل - في تصريحه لصحيفة "الإمارات اليوم " - أن خطورة الدوخة فى أنها تؤدي إلى دخول نسبة كبيرة جدًّا من النيكوتين في الجسم في وقت قليل، ما يسبب ارتباكًا شديدًا لأعضاء الجسم ويؤدي إلى خلل كبير في وظائفها»، متابعًا أن «دخول هذه الكمية من النيكوتين للجسم يؤدي إلى أضرار في الرئة تصل إلى حد التليف، وسرطان أو انتفاخ في هذا العضو الحساس، وقد أجريت دراسات أخيرة في الدولة أثبتت أن نسبة التدخين بين الأطفال مرتفعة، ما يدعو إلى المطالبة بالتدخل لإنقاذ هؤلاء الصغار».
أجريت صحيفة "الاتحاد" هي الأخرى تحليلًا فوريًّا ل 4عينات من التبغ في أغسطس الماضي، أرسلتها لمركز زايد للأعشاب بالمفرق التابع لهيئة الصحة بأبوظبي، والذى كشف عن أنه يحتوي على مواد كيميائية وسامة يزيد عددها على 90 مادة، علمًا بأنها لا تحمل ما يشير إلى مكوناتها أو الشركات المصنعة، أو معلومات عن مخاطر تدخين المدواخ أسوة بعلب السجائر على سبيل المثال لا الحصر.
ووجد المركز بعد التحليل أن المكونات متشابهة إلى حد كبير، إلا أن التركيز يختلف من عينة إلى أخرى حيث إنها كانت لتبغ مدواخ خفيف التركيز ومتوسط التركيز ومركز وعالي التركيز، وتحتوي على نيكوتين عالي التركيز والنيونيكوتين وهي مادة مخلقة من النيكوتين والكوتينين، وكلها مواد كيماوية تؤدي إلى الإدمان وتتسبب بأمراض خطيرة، وتنتج مواد سامة تدخل إلى جسم الإنسان وتدمره.
أما البحرين فنشرت معايشة مع شاب لم يتخطَّ 17 عامًا وأصبح مدمنًا فعليًّا له بعد انتشار توزيعه في المدرسة، وجاءت تفاصيل قصة الشاب يونس على صفحات جريدة "الوسط" الخليجية «قبل سنتين انتشر المدواخ في المدرسة، ما دفعني إلى تجربته، وكنت قد بدأت في تدخينه وذلك لكون الرائحة اخف من رائحة السيجارة، إلا أنه يعتبر ثقيلاً على صدر الإنسان، ما قد يسبب دوارًا في حالة تم استنشاق كمية كبيرة منه». وأوضحت والدة يونس بعد بحثها عن المادة التي وقع ابنها فريسة لها، أنها اكتشفت أن هناك أنواعًا من المدواخ منها البارد والحار والمتوسط، مشيرة إلى أنه تم تصنيف هذه الأنواع بحسب الدوخة التي يتسبب بها المدواخ لمتعاطيها.
وذكرت أم يونس أن المدواخ يكون موجودًا كعلبة أو أكياس صغيرة دون وجود أي معلومات استهلاكية عليه بشأن مكوناتها، مبينة أن ذلك يؤكد أن هذا المدواخ يتم تسريبه بين الشباب، إذ إنه من الصعب أن يتم استيراد المدواخ بالطرق المشروعة. ومن جانبها علقت وزارة الصناعة والتجارة بالبحرين بأن مكافحة التدخين تقع ضمن اختصاص وزارة الصحة وتحديدًا إدارة الصحة العامة، مشيرة إلى أن هناك قانونًا لمكافحة التدخين؛ يقضى بحظر زراعة التبغ وصناعته وإعادة تصنيعه بجميع أنواعه، مع حظر استيراد وإدخال أجهزة بيع التبغ الآلية إلى مملكة البحرين، كما يحظر استيراد منتجات التبغ التي تستخدم عن طريق المضغ والمص أو أية مادة تحتوي على التبغ وغير مصرح بها، في الوقت الذي تفرض ضريبة جمركية على استيراد التبغ بأنواعه بنسبة لا تقل عن 100% وبما يتناسب مع المصلحة العامة وصحة المجتمع والبيئة، كما تزداد هذه النسبة بناء على تقديرات الجهة المختصة، في الوقت الذي لا يجوز فيه إعفاء أي جهة مخالفة من هذه الضريبة.
وعلى الصعيد المصري، انتشر المدواخ بين الشباب بشكل ملحوظ بعد فكرة "السجائر اللف"، كمحاولة للاقتناع بتقليل التدخين وعدد المرات على مدار اليوم، دون إدراك مدى الخطورة المضاعفة التي يحملها لصدورهم.
وكشف الشاب "م.ج" ل"التحرير"، عن تجربته مع المدواخ، قائلًا: إنه أثقل بكثير من السجائر العادية ومتواجد بالفعل بالعديد من محلات التدخين في مصر بأسعار متفاوتة، ويصيب المرء بدوخة بعد استنشاقه مباشرة. وأكد أنه يسبب حالات إدمان بالفعل لما يحتويه من كمية ضخمة من النيكوتين، وأسعاره ليست ضخمة بشكل كبير إلا أن تبغه أكبر وهو ما يجعله أكثر ضرارًا على مدخنيه ويصعب التوقف عنه بسهولة.