كتب- ربيع السعدنى وكريم ربيع: شادى أبو زيد .. من «25 يناير» إلى الصمود فى «محمد محمود» و«الاتحادية» والوقوع فى الفخ أحمد مالك .. شارك فى الثورة ودفع الثمن حريته وتهديد عرش نجوميته ب«واقى ذكرى»
فيديو مثير للجدل نشره الممثل الشاب أحمد مالك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" برفقة صديقه العشرينى شادى حسين أبو زيد، مراسل برنامج "أبلة فاهيتا" على فضائية "سى بى سى" يوزعان من خلاله "بلالين" منفوخة على هيئة "واقى ذكرى" يهدونها لضباط وأفراد الشرطة، مكتوبًا عليها إهداء خاص من شباب مصر للشرطة المصرية فى يوم 25 يناير. بعد ساعات قليلة من رفع "مالك" الفيديو الذى لم يتعد الدقائق الثلاث انتشر عبر الإنترنت بصورة واسعة، وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى على نطاق أكبر بين مؤيد ومعارض لما فعله الشابان، فى المقابل انتفضت صفحات الشرطة المصرية للرد على ما وصفوه بالبذاءات وقلة الأدب والسخرية من جهاز الشرطة العريق، وبدورها تدخلت نقابة المهن التمثيلية لمعاقبة الممثل أحمد مالك وإحالته للتحقيق بشأن الواقعة المسيئة، بينما تم إلقاء القبض على صديقه شادى بعد بلاغ مقدم ضده يتهمه من خلاله بإهانة الشرطة المصرية، وتهنئتها فى عيدها ب"واقى ذكرى منفوخ". الكل انهال بالسب والقذف وشن الهجوم بالألفاظ النابية والتلميحات الجنسية والإهانات للشابين بعد نشر الفيديو الذى يحتوى على إسقاطات جنسية، يراها البعض أنها مُسيئة لجهاز الشرطة ومُهينة لأفراده، وأهالوا التراب على كل مواقفهما الوطنية والثورية خلال السنوات الخمس الماضية، دون أن يتذكروا لأحدهما موقفًا واحدًا يشفع لهما ما فعلوه، خاصة بعد اعتذار مالك عن الفيديو المثير للجدل، الذى أزاله بعد ساعات من نشره. فلاش باك سريع قبل 5 أعوام من اليوم، وتحديدًا فى ساحة ميدان التحرير، حشود هائلة وأصوات صاخبة من جموع الشعب المصرى يرفعون صورًا، ولافتات عليها اسم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ويطالبون بإسقاطه ووسط تلك الأمواج الشعبية الهادرة كان يتقدم الصفوف شاب صغير، لم يتعد العشرين ربيعًا بعد يهتف بعلو الصوت مع شباب الثورة ويلف جسده بألوان العلم المصرى المدون عليه ثلاث عبارات: "لا للتوريث، الحرية لمصر، لا للعبودية".. شعارات ثلاثة رفعها كل من خرج إلى الميدان فى تلك الأيام المجيدة من عمر الثورة المصرية حتى تم إسقاط نظام مبارك ورحيله فى غضون 18 يومًا. شادى.. التهمة «علم مصر» ذلك الشاب الصغير، حامل العلم المصرى بالميدان كان اسمه شادى حسين، تم إلقاء القبض عليه بعد مرور خمسة أيام على 25 يناير 2011 من قبل القوات المسلحة ضمن مجموعة شباب آخرين أعلنوا حينذاك أنهم "خارجون عن القانون"، وتم تلفيق قضية حيازة أسلحة نارية ومولوتوف ورشاشات آلية و"بازوكا" وصواريخ وتم تصويرهم وعرض صورهم على الشاشات ووسائل الإعلام التى وصفتهم بالبلطجية، الذين خلص الجيش الشعب من إرهابهم، رغم أن كل تهمة شادى آنذاك كانت "علم مصر" بثلاث شعارات وألوان تنبض بالتحرير. "لن ترى ابتسامتى لأن ابتسامتى قد ماتت عندما بدأت ظلال الحرب مشتعلة بنيران حطب الغضب المكمون بداخلى من إحياء مشاعرى المتسلسلة من الحب الضائع تحت تلال الموت".. عبارات عابرة كتبها ذلك الشاب العشرينى حين ظن أن الحلم الثورى فى سبيله للتبخر بعد أن تحول إلى كابوس مزعج فى راس السلطة الحاكمة عقب تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد بعد تنحى مبارك ووقوع موجات أخرى متتالية للثورة فى ماسبيرو ومسرح البالون والعباسية التى لم يشهدها ذلك الشاب العشرينى الحالم، حتى جاءت أحداث محمد محمود وصمت الجميع حينذاك وتراجع الإخوان عن دعم شباب الثورة المعتصمين فى شارع عيون الحرية فى سبيل استكمال العرس الديمقراطى وانتخابات مجلس الشعب، وهؤلاء كانوا يتصارعون على "كعكة الانتخابات البرلمانية". فى الوقت ذاته كانت النخبة الوطنية تعزف سيمفونية أخرى موازية تدعو من خلالها المجلس العسكرى بسرعة تسليم السلطة لمجلس رئاسى مدنى، ويطالبون الثوار بالانسحاب من الميدان، وهؤلاء لا يفرقون كثيرا عمنّ صدقوا خطاب الرئيس المخلوع الثانى العاطفى إبان موقعة الجمل لامتصاص غضب الثوار فى التحرير.. بينما كان فريق ثالث لم يكن يلعب سياسة أو يمسك العصا من المنتصف، لكنهم كانوا يتصارعون على نيل الشهادة، ويرابطون فى الميدان الذى يرجونه بهتاف "الشعب يريد إعدام المشير"، واتخذوا من شارع محمد محمود والشوارع الجانبية منصة جديدة لاستكمال أهداف ومطالب الأيام الثمانية عشر الأولى للثورة المصرية. فى المجلس العسكرى.. 43 بلية خرطوش وكان من بين هؤلاء الشاب شادى حسين، الذى كان دومًا ما يحرص على تقدم الصفوف والوقوف فى صدر أى مسيرة احتجاجية أو تظاهرة سلمية دون خوف أو تراجع وكما كتب حينها "مش فارقة معايا حاجة ولا خايف على نفسى، وكل طوبة كنت بارميها كانت بتزيح عنى نقطة ذل وقهر"، حتى أصابته الطلقات المطاطية والخرطوش بأكثر من 43 بلية صغيرة غالبيتها سكنت فى عصب يده التى لم يتمكن من تحريكها لأيام عديدة، وأصيب بشلل نصفى مؤقت وعجز فيها، بعد أيام محمد محمود الستة. كانت الطلقات المطاطية على بعد 2 سنتيمتر من إصابة عينه بالخرطوش فى ظل حالة من العداء الشديد والعنف غير المبرر الذى كانت تنتهجه قوات الشرطة حينذاك من تصفية عيون الثوار فى شارع محمد محمود بصورة متعمدة لإحداث حالات عجز وإعاقات مستديمة لهم فى مشهد قريب إلى ما حدث فى جمعة الغضب وسط إطلاق قنابل الغاز الكثيفة التى كانت تغطى سماء التحرير بالدخان والرائحة الخانقة. وفى عهد مرسى.. 106 بلية خرطوش شعاره الوحيد مثل غيره أنه لا يريد دولة دينية أو عسكرية أو من يركبون على الثورة، ولم تكن تلك هى آخر بطولات ذلك الشاب الجامعى فى كلية الإعلام فى عهد المجلس العسكرى فحسب، بل كانت له مواقف أخرى وطنية تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسى فى أحداث الاتحادية. حيث توجه إلى القصر الجمهورية فى حى مصر الجديدة برفقة مجموعة من شباب الجامعة للانضمام للمعتصمين هناك، الذين تم فض اعتصامهم بالقوة، فاتخذ قراره بالاعتصام معهم، لمواجهة "غشومية" وعنف "الإخوان" فانهالت عليه الطلقات المطاطية، وفوجئ بعشرات الطلقات الخرطوشية تخترق جسده لأكثر من 106 بليات، فى أنحاء متفرقة من جسده الضعيف، من بينها طلقة استقرت على بعد ملليمتر واحد من العصب البصرى الأيسر. أحمد مالك.. فنان ثورى لم يكن يتوقع الطفل الذى لم يتجاوز عمره خمسة عشر ربيعًا، أن يشارك فى الإطاحة برئيس ظل يحكم دولة بحجم مصر لأكثر من ثلاثين عامًا، ورغم كونه أحد الممثلين المعروفين فى هذا الوقت بخلاف كونه من أسرة ميسورة الحال، إلا أن ذلك لم يثنه عن الإصرار على المشاركة فى ثورة 25 يناير 2011. ولم يوقفه تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أو سعى والده الطيار مالك بيومى، للترشح لمجلس النواب عن حزب المؤتمر بدائرة بولاق أبو العلا وقصر النيل، عن الخروج فى فاعليات وتظاهرات الثورة وموجاتها المتكررة، رغم تعرضه للسجن والإصابة فى أكثر من مناسبة، وظل يعارض حتى ظهوره فى فيديو "الواقى الذكرى" المسيئ للشرطة، الذى سرعان ما اعتذر عنه ومسحه من على صفحته الشخصية، مبررا ذلك بسنه الصغيرة، لكنه لن يفوته أن يؤكد أن هذا الموقف نابع من إحباط عدم القدرة على التعبير عن الرأى، لجيل كامل هو جزء منه، مشيرا إلى أن ذلك لا يعطيه الحق فى التجاوز فى حق الآخر. مالك كتب أن أكثر ما يضايقه بعد نشر هذا الفيديو، وهو استخدام الكثير من منتقدى الثورة "الفيديو"، فى تشويهها والثوار أيضًا، مضيفًا أنه لا يلوم أحدًا فى هذه المسألة سوى نفسه التى عماها الإحباط واليأس من مستقبل. مواقف مالك الثورية كثيرة وعمره السينمائى قصير، فهو لم يتخط العشرة أعوام بعد فى المجال الفنى، بدأها فى العاشرة من عمره، فى مسلسل "أحلامنا الحلوة"، مرورًا بمسلسلات "الجماعة"، "حكاية حياة"، و"مع سبق الإصرار"، وصولا إلى فيلمى «الجزيرة 2»، «ريجاتا»، ويعرض له الآن فيلم «الجيل الرابع»، كما يحضر حاليا لتصوير أحداث فيلم «هيبتا» المأخوذ عن نصوص أدبية من رواية الكاتب والروائى المصرى محمد صادق. خلال مشاركته فى ذكرى الثورة الرابعة ورفضه الحكم القضائى الصادر حينذاك ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من تهمة قتل المتظاهرين تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن وأطلقوا سراحه بعد ساعات قليلة، حينذاك صرخ فى قوات الأمن: "طلعوا إخواتى اللى جوه زى ما خرجتونى". لم يتوقف ذلك الشاب الصغير عن التعبير عن آرائه السياسية بحرية دون خوف عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى، تارة لنقد ما أطلق عليه "قاضى الإعدامات" المستشار ناجى شحاتة وتارة أخرى للمشاركة فى حملات تطالب بالإفراج عن المعتقلين فى أحداث التظاهر والإعلان عن أماكن المختفين قسريًا والمحتجزين خارج إطار القانون، حتى جاءت واقعة فيديو "الواقى الذكرى" التى فتحت النيران عليه من كل الاتجاهات وتسببت له فى قصف جبهة متواصل له وصديقه منذ أمس الإثنين حتى اعتذاره الأخير. * احمد مالك وشادى حسين (17) * احمد مالك وشادى حسين * احمد مالك وشادى حسين (10) * احمد مالك وشادى حسين (40) * احمد مالك وشادى حسين * احمد مالك وشادى حسين (41) * احمد مالك وشادى حسين (39) * احمد مالك * احمد مالك وشادى حسين (35) * احمد مالك وشادى حسين (38) * احمد مالك وشادى حسين (36) * احمد مالك وشادى حسين (34) * احمد مالك وشادى حسين (33) * احمد مالك وشادى حسين (31) * احمد مالك وشادى حسين (32) * احمد مالك وشادى حسين (29) * احمد مالك وشادى حسين (30) * احمد مالك وشادى حسين (28) * احمد مالك وشادى حسين (27) * احمد مالك وشادى حسين (24) * احمد مالك وشادى حسين (23) * احمد مالك وشادى حسين (26) * احمد مالك وشادى حسين (25) * احمد مالك وشادى حسين (22) * احمد مالك وشادى حسين (21) * احمد مالك وشادى حسين (20) * احمد مالك وشادى حسين (19) * احمد مالك وشادى حسين (18) * احمد مالك وشادى حسين (13) * احمد مالك وشادى حسين (16) * احمد مالك وشادى حسين (15) * احمد مالك وشادى حسين (14) * احمد مالك وشادى حسين (12) * احمد مالك وشادى حسين (11) * احمد مالك وشادى حسين (6) * احمد مالك وشادى حسين (8) * احمد مالك وشادى حسين (7) * احمد مالك وشادى حسين (9) * احمد مالك وشادى حسين (5) * احمد مالك وشادى حسين (2) * احمد مالك وشادى حسين (3)