الاسم الكنسي "الظهور الإلهي" وباليونانية "ايبيفانيا".. "القصب" و"القلقاس" أكلات العيد.. والمصريون المسيحيون وضعوا له معاني روحية.. الكنيسة احتفلت بقداس العيد على ضفاف النيل تحتفل مساء اليوم الثلاثاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الظهور الإلهي المعروف شعبيا بعيد "الغطاس"، والذي فيه اعتمد السيد المسيح بنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان الذي يكبره فقط بنحو 6 أشهر. ورغم أن الكنيسة تحتفل بعيد الغطاس كل عام يوم 19 يناير على أن يكون قداس العيد في الليلة التي تسبقه، إلا أنه الكنيسة تحتفل به هذا العام يوم 20 يناير لأن سنة 2016 سنة كبيسة، مما يعني أن موعد العيد يتغير كل 4 سنوات. ويصلي القداس مساء اليوم الثلاثاء، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس العيد في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، كما أعتاد كل عام. ويعتبر عيد الغطاس من الأعياد "السيدية الكبرى" أي من الأعياد الخاصة بالسيد المسيح وعددها 15 عيدًا، 7منها تصنف أنها كبرى وهي بالترتيب "بشارة الملاك للسيدة العذراء بميلاده، الميلاد، الغطاس، أحد الشعانين (دخول المسيح أورشليم)، عيد القيامة، عيد الصعود، عيد حلول الروح القدس". أما الأعياد السيدية الصغرى فهي "الختان، عُرس قانا الجليل، دخول المسيح الهيكل، خميس العهد، عيد أحد توما، دخول المسيح مصر، عيد التجلي، عيد الصليب". تعود تسمية عيد الغطاس بهذا الاسم رغم أن الاسم الكنسي هو "الظهور الإلهي"، وباليوناننية "ابيفانيا"، نظرًا لأن السيد المسيح غطس في مياه نهر الأردن ليعتمد على يد يوحنا المعمدان. ويسمى بالظهور الإلهي لأن بعد معمودية السيد المسيح حل الروح القدس عليه مثل حمامة، وظهر صوت من السماء وفقا لما جاء في الإنجيل يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وقديما كانت الكنيسة تحتفل بقداس العيد على ضفاف نهر النيل. ووفقا لموقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي في الإسكندرية فإنه تحتفل الكنيسة بقداس العيد ليلا، لأن مسيحيي الشرق كانوا يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الأولى، ولأن السيد المسيح ولد ليلا فكان الاحتفال بالعيدين معا ليلا. وتشير القصة التي ينقلها أيضا كتاب طقس الاحتفال بالأعياد الكنسية إلى أنه بعد اكتشاف موعد العماد منفصلا عن موعد الميلاد، من خلال المؤلفات اليهودية للمؤرخين، والتي جمعها الإمبراطور الروماني تيطس أثناء خراب الهجوم على أورشليم عام 70 م، ونقلها إلى روما، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ليلا كعادتهم قبل فصل العيدين. عرف عن المسيحيون القدماء أنهم يعمدون الموعوظين في هذا العيد، ولا يزال بعض المسحيين الآن يعمدون أطفالهم في هذا العيد. صلاة اللقان يشتهر قداس عيد الميلاد بصلاة اللقان وهي صلاة قداس تقام على إناء من الماء لتقديسه وترمز لمعمودية السيد المسيح، ولا تقام هذه الصلاة إلا في 3 مناسبات كنسية تعتبرها الكنيسة مثل المعمودية تدشين وبداية عهد جديد. المناسبات الثلاثة هي قداس عيد الغطاس وهي بالأساس معمودية السيد المسيح، والمرة الثانية في يوم خميس العهد الذي أقام فيه السيد المسيح العشاء الرباني، والمناسبة الثالثة يوم عيد حلول الروح القدس لأن منذ هذا اليوم خرج تلاميذ السيد المسيح ليبشروا باسمه. القصب والقلقاس أكلات العيد يشتهر عيد الغطاس بأكلة القلقاس، وكذلك بالقصب وكل من النباتين رغم أكلهم في هذه المناسبة بطريقة شعبية إلا أن المصريين المسيحيين جعلوا لتناول القلقاس والقصب رموزا روحية تخص هذا العيد ومنها أن نبات القلقاس يزرع عن طريق دفنه كاملا في الأرض ثم يصير نباتا حيا صالحا للطعام، وتعتبر المعمودية هي دفن للإنسان تحت المياه وقيامة مع السيد المسيح كما حدث له عند الاعتماد في نهر الأردن، أما القصب فله عدة رموز منها اللون الأبيض داخله والذي يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية.