اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الهجمات التي شهدتها العاصمة الإندونيسية جاكرتا، اليوم الخميس، وأسفرت عن مقتل وإصابة 16 شخصا، وتبنى تنظيم "داعش"، مسؤوليتها، تعد مؤشرا على عمق تغلغله في آسيا. وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن تورط التنظيم في هذه الهجمات يمثل أعمق امتداد له في آسيا -وعاصمة أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان- بعد أن شن حربا لسفك الدماء في شمال أفريقيا، وأوروبا، وربما التفجير الانتحاري أول من أمس الثلاثاء، الذي أسفر عن مقتل 10 سائحين ألمان في محيط المسجد الأزرق الشهير في أسطنبول. وأشارت إلى أن مهاجمي جاكرتا، بدا أنهم مستعدين للحصار والمطاردة، حيث كانوا مسلحين بمسدسات وقنابل يدوية، وقنابل محلية الصنع، كما أنهم اتبعوا أيضا تكتيكات أصبحت سمة مميزة لإرهاب في المناطق الحضرية، الذي يضرب أهدافا ذات تواجد أمني محدود، بحسب تقارير الشرطة. وقال التنظيم في بيان: "قامت مفرزة من جنود الخلافة في إندونيسيا باستهداف تجمع لرعايا التحالف الصليبي في مدينة جاكرتا وذلك بزرع عدد من العبوات الموقوتة التي تزامن انفجارها مع هجوم لأربعة من جنود الخلافة بالأسلحة الخفيفة والأحزمة الناسفة". كما حمل قائد شرطة جاكرتا تيتو كارنافيان تنظيم "داعش" مسؤولية تنفيذ الهجمات، وحدد هوية المشتبه به الرئيسي في التخطيط للهجمات، وهو الإندونيسي الهارب بحرون نعيم، وقال إنه "كان يخطط لهذا منذ فترة.. إنه المسؤول عن الهجوم". وتابع أن الشرطة تعتقد أن نعيم موجود في في معقل تنظيم داعش بمدينة الرقة السورية، وأشار إلى أن نعيم يحاول أن يثبت أنه نفسه بين شخصيات أخرى ليقود التنظيم في جنوب شرق آسيا. ويعرف نعيم بأنه قائد "كتيبة نوسانتارا"، وهو فصيل مسلح في منطقة جنوب-آسيا يرتبط بتنظيم "داعش". وأول من أمس الثلاثاء، ناشد أبو بكر باعشير الإمام الإندونيسي المتطرف المعتقل، محكمة إندونيسية لإلغاء إدانته بتمويل موقع تدريب إرهابي في إقليم آتشيه شمال غربي البلاد. و"باعشير"، الذي أعلن مبايعته تنظيم "داعش" في أغسطس 2014، هو أميرالجماعة الإسلامية، في إندونيسيا، التي تسعى إلى حكم إسلامي وترتبط بعلاقات مع الفصائل الإسلامية الأخرى في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا.