أزمات متلاحقة شهدتها قناتي "أون تي في" و"ten" مؤخرًا، وبدأت الأولى التي يملكها رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، في إجراء حركة تغييرات واسعة على مستوى البرامج والمذيعين داخل القناة في محاولة لاستقطاب المشاهدين، ووضع القناة على خارطة المنافسة مع القنوات الكبرى. وأجرى "ساويرس" تعديلات بالخريطة البرامجية لعام 2016، وامتصاص حالة الغضب والاحتقان الموجود لدى أغلب العاملين بها، عقب انضمام عدد من البرامج والمذيعين الجدد الوافدين من قناة "ten" إلى "أون تي في" مثل برنامج "ستاد مصر" للإعلامي الرياضي مدحت شلبي، و"البيت بيتك"، ما تسبب في أزمة كبرى ظهرت مؤخرًا بين الإعلامي جابر القرموطي مقدم برنامج "مانشيت" وإدارة القناة، ما دفعه للتوقف عن العمل، والامتناع عن تقديم برنامجه حتى عودة الاستقرار للقناة، وتغيير السياسات الإدارية. ورغم محاولات مسؤولي القناة لمنح قبلة الحياة لها بإضافة ترددات جديدة لعدد من البرامج، حفاظًا على هوية القناة، وإضافة مزيد من الجماليات على مستوى الشكل والهوية البصرية للقناة، وفورمات البرامج وتجهيز لوجو جديد، إلا أن الأزمات تظل الأكثر بروزًا على السطح. الوضع لم يختلف كثيرًا داخل أروقة وكالة "أونا للأنباء" التابعة ل"أون تي في" والتي يتولى الإشراف العام عليها ألبرت شفيق، وتتبع رجل الأعمال نجيب ساويرس، حيث تحيطها الأزمات من كل اتجاه، وهو ما ظهر جليًا في تقديم عدد كبير من العاملين بها لاستقالتهم؛ بسبب الأزمات العديدة التي مرت بها خلال الفترة الماضية. كل هذا وأكثر، يطرح عدة تساؤلات حول موقف رجل الأعمال نجيب ساويرس المالك لتلك الوسائل الإعلامية، من الأزمات التي تشهدها بعض وسائل الإعلام التي يمتلكها، واختفاء دوره نهائيًا عن المشهد، وعدم تدخله لحل الأزمات التي تضرب ممتلكاته الإعلامية في الوقت الراهن. مصير جابر القرموطي على "كف عفريت" أصبح مصير الإعلامي جابر القرموطي مقدم برنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في" مهددًا، عقب الأزمة التي أثيرت مؤخرًا بينه وبين إدارة القناة على خلفية استقطاب عددًا من البرامج من قناة "ten" الفضائية لإذاعتها على قناة "أون تى في" الأم، بدلاً من "أون تي في" لايف، مثل برنامجي "ستاد مصر" و"البيت بيتك" دون إخطار مذيعي القناة، ما أثار حالة من الغضب بين العاملين ومذيعي البرامج بالقناة. ونقل "القرموطي" غضبه إلى عالم الصحافة بكتابة مقال شديد اللهجة ضد إدارة قناة "أون تي في" تم حذفه بعد ساعات قليلة من نشره. وأوضح مصدر مقرب من الإعلامي جابر القرموطي، أن مقدم برنامج "مانشيت"، لم يحسم موقفه حتى الآن سواء بالرحيل أو الاستمرار، موضحًا أن القرموطي اشترط عودته باتخاذ الإجراءات والضمانات والضوابط الكافية التي تضمن عودته، لافتًا إلى أن القرموطي سيحسم قراره النهائي بالرحيل من القناة بعد الاطلاع على الإجراءات التي ستتخذها الإدارة فيما يتعلق بعودة الاستقرار مرة أخرى. وكشف المصدر في تصريح ل"التحرير"، عن تلقي الإعلامي جابر القرموطي عروضًا من أكثر من قناة فضائية كبرى لتقديم برنامجه عبر شاشتها، موضحًا أن القرموطي أرجأ التفكير في العروض المقدمة إليه؛ انتظارًا لمعرفة موقف قناة "أون تي في"، بشأن ما ستقوم به لعودة الاستقرار إلى القناة. ولفت المصدر بأن بعض مسؤولي القناة، أجروا اتصالات عدة بالقرموطي، الثلاثاء الماضي؛ لمطالبته باحتواء الأزمة، وعدم الدخول في أزمات، وانتظار ما ستسفر عنه قرارات مجلس إدارة القناة بشأن الإجراءات التنظيمية بها. ظهور جديد لمحمود سعد عبر "أون تي في" تحاول قناة "أون تي في" في الوقت الراهن، عمل محاولات مستميتة لتهدئة الأوضاع واحتواء الأزمات التي انتابت أغلب العاملين بالقناة، حيث بدأت في الدفع بدماء جديدة لها قدرة على جذب المشاهدين؛ لإحداث التوازن في القناة من جديد، والهروب من مصيدة الأزمات الموجودة حاليًا. وكشف مصدر مطلع بمجلس إدارة قناة "أون تي في" في تصريحات ل"التحرير"، عن التقدم بعرض إلى الإعلامي محمود سعد - الذي أنهى تعاقده مؤخرًا مع قناة النهار وبرنامجه "آخر النهار" - من أجل الانضمام إلى فريق برنامج "البيت بيتك" رفقة الاعلاميين عمرو عبد الحميد ورامي رضوان، موضحًا أن "سعد" أبدى موافقة مبدئية على قبول العرض المقدم، لاسيما بعد أن أنهى كافة تعاقداته مع إدارة النهار. وأوضح المصدر، أن محمد سعد يريد خوض تجربة "البيت بيتك" مجددًا بعد النجاح الذي حصده البرنامج خلال السنوات الماضية، ويعتبر أحد المؤسسين فيه مع خيري رمضان وتامر أمين، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من عرض مقدم إلى الأعلامي محمود سعد، لكنه يفاضل بينهم في الوقت الراهن. وأكد المصدر، أن لقاءً سيجمع الإعلامي محمود سعد قريبًا مع مسؤولي القناة؛ للاتفاق على شكل وآلية البرنامج، منوهًا في الوقت نفسه بأن انضمام برامج "ستاد مصر" و"البيت بيتك" و"هي فوضى"، سيدعم القناة خلال الفترة المقبلة. في المقابل، نفى مصدر مقرب من الإعلامي محمود سعد ل"التحرير"، تلقي الأخير أية عروض رسمية من قناة "أون تي في" حتى الآن، وأن كل ما يُثار مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة، بحسب تعبيره. ممتلكات ساويرس في 10 أكتوبر الماضي، خرج رجل الأعمال نجيب ساويرس خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "هنا العاصمة"، ليعلن عن عرض بيع حصته في جريدة المصري اليوم، بعد خسارته عددًا من رؤساء التحرير، والخلافات التي مرت بها الجريدة، بالإضافة إلى رفضه مهاجمة الجريدة لرجل الأعمال إيهاب طلعت، موضحًا أن حصته ب"المصري" تتجاوز ال 20%. وكشف "ساويرس"، عزمه تأسيس جريدة جديدة برئاسة الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، قائلاً: "أي رئيس تحرير زي مجدي ومحمود مسلم مكانهما موجود، لفهمهما وثقافتهما وإطلاعهما وذكائهما، فهما يمثلان عملة نادرة".
وفي 22 مارس الماضي، كشفت شركة أوراسكوم للإنشاءات المحدودة، أن "آل ساويرس" والكيانات المملوكة لها يمتلكون 52.01% من إجمالي رأسمال الشركة المصدر، بما يعادل 60.2 مليون سهم مقيد بالبورصة المصرية وبورصة ناسداك. وذكرت الشركة وقتها، أن ناصف ساويرس، يستحوذ على الحصة الأكبر بواقع 27.9% بما يعادل 32 مليون سهم، ويمتلك أنسي ساويرس 16.36% من رأسمال الشركة، بما يعادل 19.3 مليون سهم، فيما يمتلك سميح ساويرس الحصة الأقل بواقع 6.75% من رأسمال الشركة، بما يعادل 7.974 ملايين سهم. ليس هذا فحسب، بل جاءت المفاجأة الأكبر، حيث أعلن البنك التجاري الدولي - مصرCIB - تلقيه عرضًا غير مُلزم من شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، والتي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال نجيب ساويرس لشراء 100% من أسهم شركة «سي أي كابيتال» القابضة المملوكة بالكامل للبنك التجاري الدولي «مصر»، والتي تعمل في مجال بنوك الاستثمار، في حدود مليار جنيه مصري. من جانبه، وافق مجلس إدارة البنك التجاري الدولي من حيث المبدأ على عرض الشراء، والسماح ل«أوراسكوم للاتصالات» ببدء الفحص النافي للجهالة ل«سي أي كابيتال» تمهيدًا لبدء المفاوضات على الصفقة. وتعد شركة «سي أي كابيتال» الذراع الاستثمارية للبنك التجاري الدولي مصر - أكبر البنوك المصرية الخاصة من حيث القيمة السوقية - أصبحت عام 2008 شركة فرعية مملوكة بالكامل للبنك التجاري الدولي، وتحولت إلى الذراع المصرفي الاستثماري المتكامل للبنك. ورغم الأزمات التي تشهدها ممتلكات ساويرس، إلا أنه افتتح في 16 أكتوبر الماضي المقر الجديد لشبكة "يورونيوز"، بمدينة ليون الفرنسية، وأطلق إشارة البث بعد التطوير الذي شهدته الشبكة مؤخرًا، والتى انطلقت فيها أعمال بناء المقر الجديد قبل 4 سنوات، على مساحة بلغت 10.000 متر مربع. تصفية قناة "ten" كشفت مصادر مطلعة بقناة "ten" الفضائية، عن اتجاه مسؤولي القناة لتصفيتها؛ بسبب الأزمات التي شهدتها القناة على مدار الأشهر الماضية، وخاصة المستحقات المتأخرة، والتي دفعت العاملين في القناة إلى الإضراب عن العمل. وأضافت المصادر ل"التحرير"، أن إدارة القناة، قامت على مدار اليومين الماضيين، بتسديد كافة المستحقات المتأخرة لأغلب المذيعين والعاملين، بعد التوقيع على أوراق تتعلق بإنهاء كافة المستحقات المتعلقة بالقناة، فضلاً عن إنهاء التعاقد مع بعض البرامج ومقدميها.