تاريخ طويل من سعي أهالي قرية كوم بلال، بمحافظة قنا، نحو استكمال البنية الأساسية للقرية، من مدراس، ووحدات صحية، ومحطة صرف صحي، بالجهود الذاتية. ولكنهم رغم توفير الأراضي والأموال، لم يسلموا من عبارة "فوت علينا بكره"، التي ترفعها العديد من المؤسسات الحكومية شعارًا، خاصةً فيما يتعلق بمشروع الصرف الصحي، والذي أصبح مهددًا بالتوقف بسبب عامود كهرباء موجود بداخل قطعة أرض تبرع بها الأهالي لإقامة محطة رفع الصرف. ويأمل أهالي القرية - الذين تبرعوا بالكثير من أجل استكمال مشروع الصرف الصحي - في أن تساهم الحكومة بتحويل مسار برج الكهرباء، موضحين أن تكلفة نقله - التى أعلنت عنها وزارة الكهرباء - "مبالغ فيها"، مؤكدين أنهم قادرون على تحويل مساره بتكلفة أقل بكثير. ويقول الأهالي إن قطعة الأرض المخصصة لمحطة الرفع كانت عبارة عن "سحارة"، وبها مباني ومخلفات، وبذلوا جهدًا كبيرًا لتسويتها وتهيئتها، لتتناسب مع طبيعة المحطة المطلوب إنشاؤها. من جانبه، قال محمد مسعود عثمان، رئيس "جمعية كوم بلال"، "تبرعنا بقطعة أرض مساحتها 4 قراريط، وقمنا بتسويتها بحوالي 7000 جنيه، لكي تكون صالحة لإنشاء محطة الرفع عليها، وكانت هناك عقبة وحيدة، وهي مرور خط كهرباء جهد متوسط فوق المنطقة، ما دفع الشركة المسئولة عن تنفيذ وإنشاء محطة الرفع إلى وقف العمل، فطلبنا من شركة الكهرباء تحويل مساره لمسافة 15 مترًا، فرفضت الشركة إلا بعد دفع الرسوم المقررة، وهي 73 ألف جنيه. ويؤكد سكان القرية أنهم أنشأوا معظم المؤسسات الخدمية بالجهود الذاتية والتبرعات، سواءً بالأرض أو بالمباني، بمساعدة أبنائهم الذين يعملون بالخارج. ومن أبرز هذه المؤسسات: الوحدة الصحية، و مدرستان "إعدادي وابتدائي"، ومعهد أزهري، ومكتب بريد، بالإضافة إلى التبرع بأرض مبنى مركز الشباب. ويشير الأهالي إلى أنهم ليس لديهم نائبًا أو ممثلًا محليًا ليوصل أصواتهم إلى مسئولي المحافظة، ويطالبون بسرعة إنجاز المشروع لإنقاذ منازلهم من الانهيار، حيث أن عدد كبير منها آيل للسقوط، نتيجة زيادة منسوب المياه الجوفية، والتي تؤثر أيضًا بشكل مباشر على المنازل الحديثة أثناء وضع الأساس.