أثارت فتوى أطلقها الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق عام 2001، بحق المسجونين والمسجونات في ممارسة الخلوة الشرعية داخل جدران السجون - على اعتبار أن القيام بالعملية الجنسية حق لا ينبغي أن نحرم المسجونين وبالتالي المسجونات أيضا منه مهما كانت الجرائم التي اقترفت، من باب عدم معاقبة المدان بحرمانه من إشباع غريزة أساسية ملحة تشبه الأكل والشرب، كما تتضمن عدم تضييع حقوق الطرف البريء القابع خارج السجن سواء أكان الزوج المسجونة زوجته أم الزوجة المسجون زوجه، جدلا واسعا وقتها بين مؤيد ومعارض. أول خلوة شرعية في السجون المصرية من المعروف أن أول خلوة شرعية في السجون المصرية حدثت عام 1952 عندما سجن وزير الحربية في ذلك الوقت اللواء حسين سري عامر بعد فشله على أيدي "الضباط الأحرار" في رئاسة نادي ضباط الجيش وفوز اللواء محمد نجيب، فتم إيداع اللواء سري السجن وطلب رؤية زوجته فسمحوا له بالاختلاء بها لتكون أول خلوة شرعية في مصر بالمخالفة للوائح السجن وهو ما انتقدته الصحف حينئذ واعتبرته تجاوزا وسلوكا مشينا. أشهر خلوة شرعية ليست بعيدة عن الإخوان أما أشهر خلوة شرعية في السجون المصرية فقد كان بطلها، كما يؤكد ضباط السجون، الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لتنظيم "الجماعة الاسلامية"، والسجين حاليا في الولاياتالمتحدة بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي، حيث قال شهود عيان من السجانين الذي عاصروا الفترة التي سجن فيها الشيخ عمر إنه كان يختلي بزوجته داخل خيمة في فناء السجن، وأنها أنجبت له أثناء سجنه صبيا واحتفل بذلك مع أعضاء الجماعة. قصة الإخوان مع الخلوة الشرعية بعد 30 يونيو في مارس 2014، نشرت إحدى الصحف المصرية خبرا جاء مفاده أن "مصادر مقربة من زوجات قياديين بارزين بجماعة الإخوان محبوسين على ذمة قضايا بالسجون المصرية، أكدت أنهن بصدد رفع دعاوى خلع ضد أزواجهن، خصوصا بعد أن تقدمن بطلبات للخلوة الشرعية مع أزواجهن المحبوسين، إلا أن طلبهن قُوبل بالرفض من الأزواج دون إبداء أسباب، وهو ما أرجعته مصادر أمنية إلى سيطرة التوتر واليأس والعصبية عليهم، مما يحول دون الاجتماع بزوجاتهم". وفي أول رد فعل على هذا الموضوع، نفى منتصر الزيات محامى جماعة الإخوان المسلمين، ما تردد عن رفض قيادات الإخوان الخلوة الشرعية فى السجن، مشيرا إلى إن قوات الأمن لم تعرض عليهم الأمر حتى يقبلوه أو يرفضوه. وأضاف الزيات، فى حواره ببرنامج "مصر اليوم" مع محمد ناصر، عبر فضائية "مصر الآن" في فبراير 2015، أن الزيارة تتم من خلال جدار عازل، فضلا عن إن قوات الأمن لا تفتح مجالا للحوار مع قيادات الجماعة. مساعد وزير الداخلية الأسبق: الإخوان ينعمون بالخلوة الشرعية في تصريحات له، أوضح اللواء فاروق حمدان مساعد وزير الداخلية الأسبق خلال شهر يوليو الماضي، أن السجون لها لوائح محددة، يتم تطبيقها على الجميع دون استثناء، ومن ضمن هذه اللوائح، أن هناك مواعيد للزيارات، وهي زيارتين شهريًا لذويهم، كما أن الزيارات الاستثنائية خلال الشهر، يتم الموافقة عليها بعد تصريح من النيابة العامة، مشيرًا إلى أن هناك توجيهات من منظمات حقوق الإنسان، لتزويد عنابر سجون قيادات "الإخوان" ب"مراوح" و"مكيفات"، مراعاة لحرارة الجو، كما أن هناك ثلاجات لتبريد الأطعمة والمشروبات. ولفت مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن سجناء جماعات الإسلام السياسي، بمَن فيهم قيادات "الإخوان" يتم استثناءهم، ويُسمح لهم بالخُلوة الشرعية. وقال اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية الأسبق لمصلحة السجون، خلال حواره ببرنامج "يحدث في مصر" مع الإعلامي شريف عامر، على قناة "mbc مصر": "الجماعات الإسلامية أثناء حكم مبارك كانت ماشية على حل شعرها داخل السجون، فكان كل شيء مباح الخلوة الشرعية والحبوب المنشطة "الفياجرا" والواقي الذكرى والملابس الحريمي، والستات تدخل في أي وقت"، مشيرا إلى أن مبارك أجرى اتفاقا مع الجماعات الإسلامية داخل السجون". زارع: حبيب العادلي سمح للإسلاميين بالخلوة الشرعية كشف الناشط الحقوقي محمد زارع، مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي في حوار أجراه قبل عامين مع إحدى الصحف المصرية، عن أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، كان له الفضل في الاتفاق مع الجماعات الإسلامية على المراجعات بعدما تولى وزارة الداخلية عام 1997، كما أنه أفرج عن أعضاء الجماعات الإسلامية، قائلا "فضل العادلي على الجماعات الإسلامية أكثر من أي وزير داخلية سابق، فوزراء الداخلية السابقين له كانوا يتعاملون بكل عنف مع الإسلاميين". وأضاف: "التعامل مع الجماعات الإسلامية في عهد حبيب العادلي كان جيد، لدرجة أنه سمح لهم بالخروج من المعتقل والعودة له بكل حرية، وهذا حدث مع عبود الزمر أكثر من مرة، كما سمح لهم بالخلوة الشرعية مع زوجاتهم وأنجب أعضائهم أكثر من مولود داخل السجن".