حذرت علي ربيع من تقليد العندليب.. وأشرف عبدالباقي اعتذر لي المرض صنع من حليم أسطورة.. وعلاقته ب"عبدالوهاب" كانت زي الفل
يقف محمد شبانة، ابن شقيق الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، بالمرصاد، لكل من يحاول تقليد عمه، أو حينما يتطوع فنانو هذا الزمان لإرجاع سيرة العندليب الأسمر، بغناء بعض أغانيه التي بقيت لحنًا خالدًا للوجود. رغم أنه لم يعش كثيرًا مع العندليب الأسمر؛ إذ كان في الخامسة من عُمره عندما توفيّ عمه، إلّا أنه يمتلك الكثير من الذكريات المرتبطة بدفتر حياة "حليم"، والتي تعرّف عليها من أقاربه.. "التحرير" حاورت ابن شقيق العندليب عن أشياء تكاد بمثابة الركن الأبرز في حياته. ** ما سر احتفاظك ب"الشقة" التي كان يعيش فيها عبدالحليم حافظ في القاهرة حتى الآن ؟ الحقيقة أن عمتي زينب تحرص باستمرار على متابعة تلك الشقة، لذا تركنا كل شيء يخص عمي فيها، ونورّثها أجيال وراء أجيال، وأحيانًا يأتي لزيارتها البعض في ذكراه السنوية، فهو يستحق أن نعيش لأجل الحفاظ على تاريخه، لذا ننتظر أن تتعافى الدولة لنحصل على حقوقه من مواقع الإنترنت وشركات الإنتاج التي تسرق وتنهب أغانيه دون اعتبار لحقوق الملكية الفكرية. ** وبين أقارب العندليب.. لماذا تحرص دائمًا على التصدّي والدفاع عن تراث العندليب الأسمر ؟ تربطني ذكريات كثيرة بعمي، رغم أن عمري كان 5 سنوات عند وفاته، ولأنني كنت الولد الوحيد؛ فكان يصطحبني معه في حفلاته، وأبقى معه في المنزل، وأذكر أنه في إحدى المرات التي توجّهت معه فيها إلى جناح بمنطقة الزمالك وكان مسموحًا فقط للفنانين بدخوله، ودخلت معه، وقمت باللعب بالعود الخاص به حتى وقع مني على الأرض وانكسر، لكنه لم يغضب، واتصل بالعوّاد وأخبره بتصميم عود آخر صغير كي ألعب به. ** وماذا عن الأزمة الأخيرة مع صنّاع مسرحية "مسرح مصر" ؟ الموضوع بدأ مع سخرية الممثل الشاب علي ربيع من العندليب الأسمر خلال عرض مسرحي بعنوان "أنا إيه اللي جابني هنا"، وهو ما لم أقبله على الإطلاق، خاصة أن هناك فارق واضح بين التقليد والتهكّم، وبعد متابعتي للمسرحية شعرت بأن ما حدث لا يتعدى كونه تهكمًا على مسيرة عمي الفنية، ورغم أنني معجب بأداء علي ربيع التمثيلي، إلّا أنه لا يصح بأي حال من الأحوال أن يبدًا مشواره الفني بالتهكم على شخصية فنية كبيرة مثل عبدالحليم حافظ. ** وكيف تم إنهاء الأزمة ؟ اتصل بي الفنان أشرف عبدالباقي، بطل عروض "مسرح مصر"، واستجاب لملاحظاتي، واعتذر لي، وأوضحت له أن عبدالحليم حافظ رمز من رموز الفن في العالم العربي، وليس في مصر فقط، فأخبرني بأنه لم يقصد ذلك، وأن علي ربيع سيعتذر لي شخصيًا وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك، ثم تم دعواتي لحضور أحد العروض. وكيف ترى اتجاه بعض الفنانين لإعادة تقديم أغاني العندليب الأسمر ؟ بالتأكيد من يغني لهذا الفنان يعشقه، وإلّا ما فعل ذلك من الأساس، وهو في العموم أمر جيد؛ إذا أضاف المطرب للأغنية، وقدّمها بطريقته، لكن إن لم يتمكن فستصبح النتيجة سيئة للغاية، ولكن مهما حدث يظل عبدالحليم الأصل، ولن يتمكن أي مطرب أن يصل لإحساسه وروعة صوته، والأربعين سنة الأخيرة تشهد على ذلك. وهل ترى أن محاولات تقليد عبدالحليم فاشلة ؟ الحقيقة أن عبدالحليم حافظ على وجه التحديد لا يمكن التشبه به، فعلي سبيل المثال المطرب عبده شريف الذي حاول أن يصبح تقديم أغاني العندليب، لكنه اختفى تمامًا، لأنه لم يتمكن من ذلك، خاصة أن صوته يصيبني بحالة عصبية، وعلى جانب آخر قدم مطربون أغاني عبدالحليم بطريقة مميزة، منهم مدحت صالح، ومحمد ثروت، وهاني شاكر، لذا فأن أحبهم جميعًا واحترمهم، وعمومًا يمكن لأي مطرب الغناء، لكن في النهاية الحكم للجمهور. وماذا كان يميّز حليم.. ويجعلك تشعر بأنه لن يأتي مثله ؟ عمي مرّ بظروف كثيرة، فكان مريضًا وفقيرًا من عائلة وقرية غير معروفة، وأهل قريته حاولوا قتله، لأن والدته توفت بعد 7 أيام من ولادته له، بسبب إصابتها بحمى النفاس، لكن ربنا أراد له أن يكون علمًا من أعلام الفن العربي ومن أهم المطربين به على الإطلاق. وهل ترى أن التعاطف معه ووضعه الاجتماعي كان وراء شهرته ؟ كان هذا جزءًا بسيطًا، خاصة أن رحلته الفنية كانت على مدار 25 عامًا من المرض والاجتهاد، والدليل أنه حتى الآن الناس تقدم أغانيه، مثل "جانا الهوا"، و"سواح" في الأفراح الشعبية، ولا يعرفون المجهود الكبير الذي كان يبذله لأجل خروجها لهم بهذه الجودة، ومن يستمع إليها يجد أن فيها "روح حليمية"، لم يكن يمثّل ولا يدّعي الإحساس في جميع أغانيه، إنما طبيعيًا، ما جعل أعماله تخرج بعبقرية منقطعة النظير. ومن النجم الذي تجده عبدالحليم حافظ الآن ؟ لا يوجد.. إنما هناك مجموعة تتقاسم حتى يكونون ظواهر فنية خالدة على الساحة، فإذا تحدثنا عن التاريخ والكلاسيكية لا يمكننا إنكار أن الفنان هاني شاكر أهلًا لذلك، وفي سياق الشقاوة والحركة النجم عمرو دياب، وفي الرومانسية يتميز اللبناني وائل جسار، لكنهم بعيدون كل البعد عن بساطة عبدالحليم حافظ في اللحن والأداء، ولولاه ما ظهر كل هؤلاء. وما حقيقة زواج العندليب من الفنانة سعاد حسني ؟ لم يحدث ذلك على الإطلاق، وإن كان قد تزوجها لكنت أصبحت أول المهنئين، هل سأتمنى زوجة أجمل وأفضل من السندريلا لعمي، فهي فنانة عظيمة تركت تراثًا جميلًا، ومن الفنانين الموهوبين الذين تعبوا كثيرًا في حياتهم؛ بل إنه لم يتم خطبتهما من الأساس. وما سر الشائعات الكثيرة بين العندليب والسندريلا ؟ أصحاب هذه الشائعات، الإعلاميان مفيد فوزي ووجدي الحكيم، فكانا يصرّان في أحاديثهما مع وسائل الإعلام على ذلك، لكن ما إن أجلس معهما ونتحدث يتخليان عن إصرارهما هذا، والعكس صحيح، عمومًا امتلك تسجيلات لعمي حكى فيها كل شيء، وأكد بها أن قصة الحب القوية في حياته كانت مع امرأة توفت، إنما حبه لسعاد حسني كان نقاص؛ حيث تنقصه أشيائًا كثيرة. مكالمة تليفونية نادرة بين حليم وعبدالوهاب حول أغاني قيلم معبودة الجماهير
هل كانت علاقة حليم بعبدالوهاب متوترة كما أشيع ؟ هذه الأحاديث غير صحيحة بالمرّة، فهما كانا مثالًا يحتذى للإخوة والصداقة القوية.. عبدالحليم غيّر من عبدالوهاب، ودفعه ليقدم له عدة ألحان منها "أهواك"، و"توبة"، حتى أن هناك مكالمة تليفونية مسجلة بينهما، اعتقد أنها كانت ضمن برنامج إذاعي، وكشفت هذه العلاقة، عمي كان في الثلاثينات من عمره، وعبدالوهاب في الأربعينات، وهذا ما ساعد على التفاهم بينهما.