أعلن الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الكشف عن بقايا مخلفات بركانية لبركان "سان تورين" الذي ضرب اليونان، ويعد أول كارثة بيئية بالبحر المتوسط بموقع تل دفنة على بعد 11 كيلو مترًا غرب قناة السويس بمنطقة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية. جاء ذلك خلال جولة تفقدية للوزير، اليوم الثلاثاء، بموقع الكشف التي رافقه خلالها اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية، والدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار، والدكتور محمد عبد المقصود المنسق العام لمشروع تطوير المواقع الأثرية، واللواء محمد سامي المشرف على المكتب الفني للوزير، والمهندس وعد الله محمد رئيس قطاع المشروعات. وشدَّد الدماطي على أهمية هذا الكشف الذي يرجح أنَّ تاريخ الموقع يعود إلى ما قبل عصر الأسرة ال 26 حيث أنَّ بركان "سان تورين" يسبقها بسنوات طويلة، لافتًا إلى أنَّ أقدم الشواهد الأثرية التي عثر عليها بالموقع قبل هذا الكشف كانت تعود لعصر هذه الأسرة ، الأمر الذي يجعل من هذا الاكتشاف حدثًا تاريخيًّا هامًا يساعد في الكشف عن مزيد من تاريخ الموقع. وأعرب الدماطي عن كامل تقديره لمجهودات البعثة الأثرية المصرية التابعة لوزارة الآثار العاملة بالموقع برئاسة الدكتور محمد عبد المقصود، التي ساهمت حفائرها منذ بداية عملها بالموقع في الكشف عن عددٍ كبير من الاكتشافات الهامة التي ستساهم في إجراء الدراسات على مجرى الفرع البلوزي لنهر النيل والمواقع الأثرية على ضفاف النيل والتي لم يتم الكشف عنها بعد. من جانبه، أوضَّح الدكتور عبد المقصود أنَّ البعثة نجحت كذلك في الكشف بنفس الموقع عن جزء من جزيرة محصنة محاطة بسواتر من الطين والطوب اللبن كانت تعمل كحواجز للمياه لحماية الجزيرة من أخطار الفيضان في الشمال الغربي من القلعة التي بناها الملك "بسماتيك الأول" في تل دفنة وهي واحدة من ثلاث قلاع ضخمة بناها الملك لحماية مدخل مصر الشرقي من الأخطار التي كانت تواجهه، واحدة بماريا للحماية من غارات الليبيين، والثانية في ألفنتين لحماية مصر من خطر الإثيوبيين، أمَّا الثالثة فتلك الموجودة بموقع تل دفنة وقد بلغ سمك أسوارها حوالي 20 مترًا، وأبعادها 800 متر × 400 متر، وهي تحتوي على عددٍ من المساكن المحصنة ذات الجدران السميكة. وأضاف عبد المقصود أنَّه تمَّ الكشف كذلك عن بقايا مصاطب ومجموعة من الورش الصناعية والأفران التي استخدمت في صهر المعادن وتصنيع الخبز، بالإضافة إلى بقايا هياكل تماسيح وأسماك. وأشار عفيفي إلى أنَّ مشروع حفائر موقع تل دفنة يتم بالتنسيق بين وزارة الآثار ووزارتي الإسكان والدفاع وبالتعاون مع جهاز تعمير سيناء، ضمن مشروع تطوير المواقع الأثرية بموقع محور 30 يونيو، وتعد هذه المرحلة الثالثة للعمل بالمحور، حيث تمَّ الانتهاء من أعمال الحفائر في مساحة 2300 متر مربع بعرض 100 متر، ولم يظهر بها أي شواهد أثرية، لافتًا إلى أنَّ موقع تل دفنة يعد واحدًا من المواقع الأثرية الخمسة التي تمَّ اختيارها في مدخل مصر الشرقي لتطويرها ضمن مشروع بانوراما تاريخ مصر العسكري وتطوير المواقع الأثرية بمحور قناة السويس وهي تل حبوة وتل أبو صيفي وبلوزيوم وتل المسخوطة. وأضاف عفيفي أنَّه تمَّ عمل كافة أعمال الرفع المساحي والتوثيق الأثري للموقع ككل لحمايته والحفاظ عليه.