انتهت الحكومة من إعداد كراسات الشروط لمناطق النصف مليون فدان وهي المرحلة الأولى لمشروع واستصلاح المليون ونصف المليون فدان، تمهيدًا لعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإطلاق العمل رسميًّا بالمشروع خلال أيام، كما يواكب ذلك إشهار "شركة الريف المصري" المسؤولة عن إدارة المشروع برأس مال ثمانية مليارات جنيه، مقسَّمةً على وزارات الإسكان والزراعة والري. وتتولى "شركة الريف المصري" إدارة ملف المليون ونصف المليون فدان للقضاء على الروتين والبيروقراطية التي يواجهها المستثمرون في الأجهزه الحكومية، على أن تتبع القوانين المنظمة لهيئة الاستثمار، باعتبارها شركةً تابعةً للدولة. ويتم طرح كراسات الشروط عن طريق شركة الريف المصري الجديد التي ستتولى أعمال التسويق وتوزيع الأراضي على المستثمرين وتحصيل الأقساط ومتابعة الضوابط التي تمَّ وضعها للاستثمار في المشروع، ويجرى قريبًّا تنظيم حملة دعائية كبرى لإعلان المشروع داخليًّا وخارجيًّا لتسويقه. وذكرت مصادر مطلعة بوزارة الموارد المائية والري أنَّه تمَّ تسليم خرائط الآبار الجوفية إلى وزارة التخطيط لطرحها على المستثمرين، موضحةً أنَّ مشروع المليون ونصف مليون فدان موزعين على مختلف مناطق الاستصلاح، وأنَّ إجمالي التمويل المطلوب لحفر الآبار وتجهيزها بالطاقة الشمسية وغيرها يصل إلى حوالي 20 مليار جنيه. وأضافت أنَّه يتم تنفيذ تلك الخطة على ثلاث مراحل كل منها نصف مليون فدان بالتوالي، على أن يتم ضخ التمويل اللازم لجزء من المرحلة الأولى فقط، وتستغل حصيلة البيع والتخصيص في الإنفاق على مراحل التنفيذ دون إرهاق ميزانية الدولة ومن ثمَّ لن تتحمل الدولة كل تكاليف حفر الآبار أو تجهيزها. وكشفت المصادر عن الانتهاء من تجهيز 250 ألف فدان مقسمين على 14 موقعًا في محافظاتالإسماعيلية والوادي الجديد وقنا والمنيا وشمال سيناء وجنوب سيناء ومطروح أسوان وتوشكى وسيتم طرحها من خلال شركة "الريف المصري الجديد". إلى ذلك، قال الدكتور حسام مغازي وزير الري إنَّه سيتم قريبًا افتتاح أول 40 بئرًا جوفيًّا تمَّ الانتهاء منها في منطقة الفرافرة والمقامة على مساحة عشرة آلاف فدان مخصصة للشباب، حيث تمَّ إعدادها تماماً للزراعة، وتركيب أجهزة الري المحوري "40 بيفوت"، كما تمَّ الانتهاء من تسوية الأرض بالليزر وتسميدها وتجهيزها لغرس البذور ضمن مشروع المليون و500 ألف فدان. ويتم إعطاء شارة البدء في المرحلة الأولى من المشروع بمدينه الفرافرة بالوادي الجديد قبل نهاية شهر ديسمبر الجاري، كما سيتم افتتاح القرى الجديدة التي يتم إنشاؤها والوحدات السكنية التي تمَّ الانتهاء منها وجاري تشطيبها، التي تضم 2500 وحدة سكنية، بالإضافة إلى المباني الحكومية والخدمية كامله المرافق. ويواكب إطلاق مشروع المليون ونصف مليون فدان افتتاح مشروعات محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ومحطة مياه الشرب ومحطة معالجة الصرف الصحي، والقرية الزراعية التي تخدم 2500 فدان، سيتم طرحها للشباب في صورة شركات مساهمة بواقع خمسة أفدنة لكل منتفع. وقال الوزير مغازي إنَّ "شركة الريف المصري" ستتبع القوانين المنظمة لهيئة الاستثمار، باعتبارها شركةً تابعةً للدولة، على أن يتم تشكيل مجلس الإدارة والهيكل الإداري من ذوي الخبرة من الوزارات المعنية لتشكيل مجلس إدارة قوي قادر على تسويق المشروع بنجاح يمنع تكرار أخطاء الماضي، لافتًا إلى أنَّ الشركة ستكون مسؤولةً عن إدارة المشروع وتسويقه وتحصيل رسوم الأراضي، وإعادة استخدامها في تنفيذ مرحلة جديدة من المشروع، دون تحميل الموازنة العامة للدوله أي التزامات مالية. وأشار إلى أنَّه تمَّ حفر 725 بئرًا حتى الآن للمشروع من إجمالي 1300 من آبار المرحلة الأولى للمشروع بنسبة 55% من إجمالي عدد الآبار لزراعة 300 ألف فدان. وأوضَّح أنَّ تكلفة حفر البئر تختلف من منطقة إلى أخرى، فهناك مناطق يكون تكلفة حفر البئر فيها 300 ألف جنيه، وفي مناطق أخرى تصل إلى مليوني جنيه، مشيرًا إلى أنَّه تمَّ بالاشتراك مع وزارة الإسكان عمل تخطيط عمراني يشمل قرى وخدمات مختلفة، في المناطق المتاخمة لمشروع المليون ونصف مليون فدان والتي لا تصلح للزراعة. وأكَّد أنَّه تمَّ الاتفاق على ضوابط عند اختيار مناطق الاستصلاح بالمشروع، بحيث تكون قريبةً من المناطق الحضرية وخطوط الاتصال بين المحافظات وشبكة الطرق القومية والكهربائية، حتى يتسنى لوزارة الإسكان سرعة إقامة المناطق العمرانية وتوفير الخدمات والبنية الأساسية لهذه المناطق.