الارتباك يزداد مع دخول إضراب المعلمين يومه السادس. أمس، شهدت المحافظات تصاعدا فى موجة الإضرابات، وسط محاولات حثيثة من مسؤولى وزارة التربية والتعليم، ومديريات التعليم المنتشرة فى المحروسة، إنهاء الأزمة. لكن يبدو أن الوزارة تأمل فى أن يؤتى الضغط الشعبى الرافض للإضراب، ثماره، والأيام القادمة بلا شك ستشهد الجديد. جبهة المعلمين المستقلين فى الإسكندرية، رفضت مقترحات الوسطاء أو المسؤولين فى الوزارة بتعليق الإضراب، أو تحجيمه. مدارس مدينة الثغر شهدت ارتباكا غير عادى، وارتفعت نسبة الغياب بين الطلاب، مما دفعهم إلى الذهاب إلى الشاطئ.
مدارس فى إدارات المنتزه أول وثان، وغرب، ووسط، والجمرك، وبرج العرب، انضمت إلى الإضراب، مع تصاعد نبرة المطالبة بإقالة وزير التربية والتعليم، وأن يتولى الوزارة تربوى يساعد على إشراك المعلمين فى إعداد المناهج، وتجهيزها والارتقاء بالعملية التعليمية. معلمو الإسكندرية المضربون عقدوا جلسة أمس، لمناقشة كيفية التصعيد، والتجهيز لتظاهرة السبت القادم، أمام مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم فى القاهرة.
جميع المعاهد الأزهرية فى محافظة البحر الأحمر دخلت هى الأخرى فى الإضراب الكامل. أما فى معهد سفاجا الأزهرى، فاعتصم ما يقرب من 40 معلما فى الفناء، إلى حين تلبية طلباتهم.
البيانات الرسمية تقول إن الإضراب فى مدينة السويس تضمن 73 مدرسة. مصدر فى مديرية التربية والتعليم، قال إن 300 موجه تعليمى حلوا محل المعلمين فى تدريس المواد. وعلى الجانب الآخر قال أحد القيادات المشاركة فى الإضراب، إن نسبة الإضراب ما زالت مرتفعة، وإنها تتعدى 90%، مع اقتراح بعمل فصول تقوية فى المساجد، وإن هناك من يوافق على الفكرة وهناك من يرفضها.
المعلمون فى الغربية صعّدوا احتجاجهم، فقد أعلن مجموعة من المدرسين الإضراب عن الطعام. وفى الفيوم، لا تزال المدارس فى حالة شلل تام. شائعات انتشرت صباح أمس، عن اختفاء مجموعة من الأطفال، مما أدى إلى تزاحم شديد أمام مدرستى «دار الرماد» و«الشيخ حسن». البعض أكد أن هذه الشائعات هى حيل حتى يفض المدرسون إضرابهم. مدير أمن الفيوم، اللواء صلاح العزيزى، وصل إليه بلاغ من معلمى مدرسة «بيهمو»، يفيد بأن بعض أولياء الأمور قام بتهديدهم، حاملين أسلحة بيضاء.
طلاب قرية شبراباص فى المنوفية خرجوا ليواجهوا معلميهم المضربين، «من حقنا نتعلم» كان هتاف الطلاب الأبرز. مدير الإدارة التعليمية فى مركز قويسنا، فشل فى إقناع المعلمين، الذين أصروا على موقفهم، وتصاعد الأمر فى قرى أجهور وعرب الرمل، إلى حد إغلاق المدارس فى وجهه.
مدرسة أمين الخولى الثانوية، فى مركز أشمون، تجمع حولها عدد من أولياء الأمور تحت رعاية إخوانية، وقاموا برشق المدرسين المضربين بالحجارة.
الاشتباكات كانت عنيفة جدا بين المعلمين وأولياء الأمور فى دمياط، ووصلت إلى التهديد بالأسلحة البيضاء. أما فى شمال سيناء فرفض المعلمون دخول الفصول، بينما انتظم الطلاب فى فصولهم. وكيل وزارة التربية والتعليم فى المحافظة، يوسف سليمان، قال إن الدراسة منتظمة فى معظم المدارس، والإضراب نسبته 3% فقط.
أعداد المدارس المضربة عن العمل فى القليوبية، وصلت إلى 63 مدرسة. محافظ القليوبية، الدكتور عادل زايد، التقى فى إدارة بنها، بعض المعلمين المضربين عن العمل، لكنه فشل فى ثنيهم وإعادتهم مرة أخرى للعمل. الإضراب دفع أولياء الأمور والطلاب إلى التعدى على المدرسين. مدرسة مسطرد الثانوية الزراعية شهدت حادثة استثنائية عندما دخل ثلاثة طلاب إلى فناء المدرسة، مستقلين دراجة نارية، وتعدوا على مدير المدرسة بعصا كهربائية.
«المعلم يريد إصلاح التعليم»، شعار رفعه معلمو مطروح. مسؤول اللجنة التنسيقية لإضراب المعلمين فى مطروح، حمدى منصور العزومى، قال إن الإضراب فى منطقة الحمام طال 500 معلم، كما وصل عدد المدارس المضربة إلى 52 مدرسة.
عدد المدارس المشاركة فى إضراب المعلمين انخفض فى أسيوط، حيث بلغ عدد المدارس المضربة نحو 60 مدرسة، حسب بيانات غرفة عمليات المحافظة. عدد من الطلاب وأولياء الأمور تجمعوا أمام الإدارة التعليمية فى القوصية والبدارى وأسيوط، احتجاجا على إضراب المدرسين، متهمين المدرسين بالتسبب فى ضياع مستقبل أبنائهم.
56 مدرسة فى الإسماعيلية رفضت استقبال الطلاب، وحث المضربون أولياء الأمور على عدم الحضور حرصا على عدم تعرضهم لأى مخاطر. الشوارع فى المدينة الساحلية، امتلأت بالطلاب، مما أدى إلى حدوث عديد من المشاجرات. فى مدرسة الشيخ زايد، وقعت مشادات كلامية حادة بين إدارة المدرسة والمدرسين لرفضهم «فض الإضراب»، واستئناف العمل، وفى مدرسة طه حسين الإعدادية، استقبل المدرسون مئات التلاميذ وأولياء الأمور فى الطابور الصباحى، لعرض موقفهم حتى يتفهموا تداعيات الإضراب والهدف منه.
محافظ الغربية، المستشار محمد عبد القادر، عقد مع المعلمين أمس لقاء فى ديوان المحافظة استمر لمدة ساعتين كاملتين، أكد خلاله احترامه المعلمين، مقدما اعتذارا لهم، بسبب موقفه السابق تجاههم. وفى سوهاج أكد وكيل وزارة التربية والتعليم، مصطفى أبو ذكرى، أن الوضع مستقر، وأن أعداد المدارس التى ضربها الإضراب وصل إلى ثمانى مدارس فقط، من أصل 2227.
وفى قنا أعلن 700 معلم انضمامهم إلى الإضراب. أما فى بورسعيد، فقام معلمو مدرسة «المشير أحمد إسماعيل» بتقديم طلباتهم إلى مدير المدرسة لينقلها إلى وكيل الوزارة، وضمنها وجود حصانة للمعلم ضد أقسام الشرطة، وجهاز الأمن الوطنى. ووصل إجمالى عدد المدارس المضربة أمس إلى 32.