رسلان: حقوق الشعب الاثيوبي مهدرة وهناك تعتيم غربي على انتهاكات أديس أبابا انتقد الدكتور هاني رسلان، الخبير في الشئون الأفريقية، اليوم الجمعة، قمع إثيوبيا للمعارضة والحركات الاحتجاجية، وأخرها التعامل بوحشية مع مظاهرة لشعب الأورومو، الذي يمثل 40% من سكان إثيوبيا وأغلبهم مسلمون، وأسفر الأمر عن مقتل 50 متظاهرًا. وأ ضاف ر سلان، في تصريحات ل" التحرير"، أ ن شعب الأ وروموا من أ فقر الطوائف العرقية في إ ثيوبيا وحقوقه مهدرة، وهذه الاحتجاجات سببها أ ن السلطة الحاكمة، والتي يسيطر عليها أ قلية التيجراي، تستحوز على الثروة والوظائف العليا والقيادية في الجيش. وأشار إلى أن أراضي العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، تخص الأورومو، ووفق الدستور الإثيوبي، الذي تم إقراره عام 1994، فقد تم تقسيم إثيوبيا إلى 9 أقاليم، وبالتالي من حق كل منها تقرير مصيره، لكن نتيجة القمع الشديد للمعارضة، يتم إسكات صوتها، لافتًا إلى نهب السلطة الحالية موارد الدولة، وبيًن أن شعب الأمهرة، ويمثل 25% من سكان إثيوبيا، حاله أفضل قليلًا عن الأورومو، والهيمنة فقط لقبائل التيجراي، التي تمثل 10% فقط من السكان. وأوضح رسلان أن هناك تعتيمًا غربيًا، وغض النظر عن الانتهاكات الاثيوبية تجاه المعارضين، ولعل ما يحدث هناك من قتل وقمع، يضرب أكذوبة الديمقراطية التي تدعيها إثيوبيا، مبيّنًا أن إثيوبيا ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه، بل مجموعة من الدويلات المتلاصقة؛ لأنها عبارة عن تجمع لأثنيات وشعوب لها أصول عرقية ولغات وديانات مختلفة، كما أن نمط معيشتهم وثقافتهم متباينة. ولفت إلى أن "التيجراي"، ينحدر منها ميليس زيناوي، رئيس الوزراء الأسبق، وصاحب التصريحات المعادية لمصر وحقها التاريخي في مياه نهر النيل، لا تمثل سوى 10% فقط من السكان، بينما الشعوب المسلمة مثل الأورومو والأوجادين، أصلها صومالي، وترى أنها محتلة من الأقليات مثل "التيجراي" و"الأمهرة "، وهو تحالف مسيطر على إثيوبيا، وبالتالي فإنها دولة تفتقد لعناصر القوة التي تمكنها من إلحاق الضرر بمصر. وذكر أن إثيوبيا تحاول شغل المواطنين في إثيوبيا بأن هناك خطر خارجي، وهو مصر، وتحاول من خلال ما تسميه ب"المشروعات الكبرى" مثل سد النهضة، توحيد هذه الشعوب، لكن في الحقيقة الوضع الداخلي في إثيوبيا هش، كما أن المنطقة المقام عليها السد "محتلة من قبل إثيوبيا"، ويسكنها شعب "بني شنقول"، الذي به حركة تحرير تطالب بانفصال الأقليم عن إثيوبيا. وألمح رسلان إلى أن السد يعبر عن أحلام إثيوبية قديمة بالتحكم في مياه النيل المتجهة إلى مصر، لكن حال اتساع الاضطرابات لتصل إلى السلطة الحاكمة، سيؤثر بالطبع ذلك على استكمال بناء السد، لكن الحكومة في إثيوبيا تمارس قمعًا شديدا تجاه المعارضة، كما أن هناك رقابة على صارمة على الإنترنت، وبالتالي فعملية التنظيم هناك محدودة، ما يضعف التحركات الاحتجاجية. ممارسات إثيوبيا تجاه تلك العرقيات، لا تقل وحشية عن تنظيم داعش الإرهابي، الذي سبق وأن ذبح عناصره في ليبيا 30 إثيوبيًا كانوا محتجزين لديهم.