تحقيقات النيابة: شاب تربطه علاقة عاطفية بهاجر سرق معها جهاز "لاب توب" وباعه لأحد المحلات أمرت نيابة شبرا الخيمة ثان، بإشراف المستشار وليد البيلي، المحامى العام لنيابات جنوبالقليوبية بضبط وإحضار "هاجر م إ"، الفتاة التي أثارت جدلا واسعًا خلال الفترة الماضية، عبر وسائل الإعلام، بعد إدعاء تعذيبها داخل قسم ثان شبرا الخيمة عقب إخلاء سبيلها من تهمة سرقة مصوغات ذهبية و"لاب توب" من شقة خالتها، وذلك بحسب بيان النيابة. وجاء قرار النيابة بعد اعتراف محامي المتهمة الذي حضر التحقيقات معها، ودون وجود أية آثار لإصابات أو تعذيب. وأكدت نيابة شبرا الخيمة ثان، أنه تم ضبط شريك هاجر، ويدعى "محمد ن س"، 18 سنة، طالب بالثانوية العامة، والذى تربطه علاقة عاطفية بالمتهمة، واعترافه بالحصول على جهاز "لاب توب" من الفتاة وبيعه لأحد محلات المحمول، وأمرت النيابة بحبسه أربعة أيام احتياطيًا علي ذمة التحقيقات. كان قسم ثان شبرا الخيمة، قد تلقي بلاغًا من المدعوه "نادية أ م"، 53 سنة، ربة منزل، بتعرضها لواقعة سرقة، حيث اكتشفت سرقة مصوغات ذهبيه ومبلغ مالي وجهاز كمبيوتر "لاب توب" واتهمت نجلة شقيقتها هاجر، وبالانتقال ومعاينة الشقة تبين عدم وجود تلفيات أو آثار عنف بباب الشقة، ونوافذها، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 28847 جنح قسم ثان شبرا الخيمة لسنة 2015، وبمواجهة المشكو في حقها أنكرت ما نسب إليها، وتم حجزها للعرض على النيابة العامة، وأمرت بإخلاء سبيلها. وتقول النيابة في أمر الضبط، إن هاجر افتعلت واقعة التعذيب للتحايل على القانون، والهروب من جريمتها، حتى توصلت أجهزة الأمن لحقيقة الواقعة، واتخذت النيابة الإجراءات سالفة الذكر. وكانت هاجر قد أكدت في حوار مع "التحرير" تعرضها للتعذيب والإهانة من جانب ضباط قسم ثان شبرا الخيمة، وقالت "أنا جوه القسم شوفت اللي عمري ماشفته في حياتي كنت كل لحظه تعدي أتمنى لإني أموت"، وأوضحت أنه بعدما تم إخراجها من حجز القسم إلى مكتب رئيس المباحث الرائد مصطفى لطفي، والذي قام بالتعدي عليها بالضرب والألفاظ الخارجة لإجبارها على الاعتراف بواقعة سرقة، أدخلها إلى غرفة ضباط المباحث، حيث كان يجلس ضابط برتبة نقيب يدعى "حسين" وهو معاون مباحث القسم، وبصحبته ضابط آخر. وتابعت هاجر قائلة إنها فور دخولها الحجرة، قال لها أحد الضباط "اركعي قدامي" ثم صفعها على وجهها، وبعد وصلة من التعذيب والضرب بشومة بمنطقة الصدر والظهر وباقي الجسم، قال لها معاون المباحث "بقولك إيه ما تقلعي كدة خلينا نتفرج شوية". واستكملت هاجر حديثها قائلة: "وقتها لم أتمالك نفسي وبكيت وقلت له (يرضيك ياباشا بنتك يحصل فيها كدة) فقال لي (بنتي مش حلوة زيك وعلى فكرة أنا هخرجك من هنا مدام)، ومع صريخي بالمكتب ورفضي خلع ملابسي استدعى أحد الأمناء وقام بتقييد يدي وقدمي بكلابش في نفس الوقت وقال لي :"اقفى بقى على كدة يا شريفه". ومن جانبه قال والد المجني عليها، محمد إبراهيم: "أنا راجل على باب الله وبنتي أخذوها وعذبوها في القسم بدون سبب ولو محدش جاب حق بنتي أنا هقتل المجرمين اللي عملوا فيها كدة.. إلا الشرف". وفي السياق ذاته قالت سيدة قنديل، محامية هاجر، إنها توجهت للقسم لمعرفة سبب عدم الإفراج عن الفتاة رغم صدور قرار من النيابة العامة بالإفراج عنها، إلا إنها فوجئت بأن الدفاتر أثبتت إخلاء سبيلها من القسم على خلاف الحقيقة، وعندما قابلت رئيس المباحث المقدم مصطفى لطفي وسألته عن التضارب، قال لها: "أنا محتجزها بقالي يومين واخبطى دماغك في الحيطة". وتابعت المحامية، "مع محاولة تحرير محضر إثبات الحالة قوبل بالرفض ومع الإصرار، أكد مأمور القسم أن الفتاة ستخرج خلال ساعة لتسويف المشكلة، الأمر الذي دعانا للتوجه لوزارة الداخلية فجرًا وتحرير شكوى بتاريخ 29 / 11 لعرضها صباحًا على الوزير"، وأخلى قسم شبرا سبيل الفتاة يوم الأحد وقدمت بلاغًا في النيابة، حمل رقم 1124 عرائض لسنة 2015 نيابة شبرا الخيمة، وسجلت أقوالها في شكوى تعذيب واحتجاز دون وجه حق وأمرت النيابة بتحويلها للمستشفي. وأضافت المحامية، أن الكشف الطبي أثبت إصابة هاجر بكدمة أعلى الكتف الأيسر وكدمة في كف اليد اليمنى، وسحجات في الصدر والظهر، وطلب عرضها علي قسم العظام. واختتمت المحامية مؤكدة أنها في انتظار استدعاء رئيس المباحث ومأمور القسم للتحقيق معهما في الواقعة، وأنها لن تترك حق الفتاة، وقالت إن كلام وزير الداخلية عن احترام حقوق المواطنين في الأقسام "حبر على ورق"، وإن حديثه عن التحقيق مع الضباط يتم أمام وسائل الإعلام فقط وليس له وجود على أرض الواقع، مؤكدة أنها تقدمت بشكوى إلى قطاع التفتيش في الوزارة ضد الضابط، وحتى الآن لم يتحرك أحد.