استنكرت دار الإفتاء ما أسمتها "التصريحات المتطرفة والعنصرية" التي قالها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي دعا فيها إلى حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من إطلاق النار الدامي في ولاية كاليفورنيا، وهو الحادث الذي وقع قبل نحو أسبوع وأسقط 14 قتيلاً. وقالت دار الإفتاء، في بيانٍ لها، الثلاثاء: "هذه النظرة العدائية للإسلام والمسلمين سوف تزيد من حدة التوتر داخل المجتمع الأمريكي الذي يشكِّل المواطنيين المسلمين فيه ما يقرب من ثمانية ملايين نسمة، وهم أعضاء فاعلون ومندمجون في المجتمع الأمريكي وجزء لا يتجزء منه". وأضافت الدار: "ما زعمه دونالد ترامب من أنَّ المسلمين يكرهون الأمريكيين لذا فهم يشكِّلون خطرًا على أمريكا هو محض هراء، لأنَّ الإسلام يدعو إلى التعايش والاندماج والتعاون بين البشر من أجل عمارة الأرض، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، ويقول تعالي كذلك: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ". وذكرت "الإفتاء": "من المجحف أن يعاقب المسلمون جميعًا بسبب مجموعة من المتطرفين ترفض الشريعة الإسلامية أفعالهم الإجرامية، في حين أنَّ التطرف والإرهاب لا يمكن حصره في ديانة محددة أو بلد محدد، فالأديان السماوية تنبذ العنف والتطرف وتدعو إلى الرحمة والسلام، ولكن تكمن المشكلة في المتطرفين من أتباع الديانات المختلفة".