تزاوج رأس المال مع السلطة التشريعية أخطر ما يهدد البرلمان "الزيت والسكر" فشلوا فى منافسة المال السياسي البرلمان المقبل أشبه ب"السيراميك المزايكو" اقترح اسمه الكثير من النخب السياسية ودوائر المثقفين، كأحد الشخصيات التى يجب أن يتم تعيينها فى البرلمان المقبل ضمن قائمة المعينين التى سيعلن عنها الرئيس، إلا أنه قال ل"البرلمان" إنه سوف يعتذر للرئيس السيسي حال طرح اسمه ضمن قائمة المعينين فى البرلمان القادم، لأنه لن يكون قادرًا على العطاء داخل البرلمان. الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى مصر والشرق الأوسط وعضو لجنة الخمسين الأسبق لتعديل الدستور وعضو المجلس الاستشاري العلمي الحالي للرئيس وصاحب المعارك الشرسة ضد حكم الإخوان قبل ثورة 30 يونيو، قال فى حواره، إن رجلي الأعمال نجيب ساويرس وأحمد أبو هشيمة، يتحكمان فى مجلس النواب القادم وأن سيطرة رجال الأعمال هى الخطر الحقيقى على البرلمان. فى نص الحوار العديد من التفاصيل كيف ترى البرلمان القادم بعد إعلان نتائج الجولة الأولى من المرحلة الثانية؟ -أرى أن تشكيل البرلمان المقبل سيكون أشبه ب"السيراميك الميزايكو"، بمعنى أنه سيكون مجلس نواب مختلط، نظرًا لأنه يضم عدد لا بأس به من رجال الحزب الوطني البائد، فهم مصرون على العودة للحياة السياسية من جديد، كأن ثورة 25 يناير لم تقم، وأيضا يوجد عدد لا بأس به من رجال الأعمال. نلحظ ذلك في وجود مجموعتين من الكبار من الممولين من رجال الأعمال وهم المصريين الأحرار الذى يموله رجل الأعمال نجيب ساويرس، ومستقبل وطن الذى يموله رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وهما أخطر بشكل كبير على البرلمان، وسيكون هناك مجموعة تنتمي للتيار التقدمي مثل هيثم نجل أبو العز الحريري وخالد يوسف، واعتقد أن هناك تراجع بشكل كبير فى الشخصيات المنتمية لثورة 25 يناير، رغم أنه يوجد عدد ضئيل للغاية منهم، ونعقد عليهم الأمل أن يدافعوا بقوة عن أية مكتسبات. من وجهة نظرك، أين تكمُن الخطورة فى وجود رجال أعمال أو تابعين لهم فى البرلمان القادم؟ -هذا الأمر يكمن على قدر كبير من الخطورة، لأنه فى عهد مبارك كنا نرى أن البرلمان فى عهده يشبه زواج رأس المال مع السلطة، ولكن فى الوقت الراهن نرى أن البرلمان هو زواج رأس المال مع السلطة التشريعية وهذا الأمر أخطر بشكل كبير، لأنهم سيدخلون للدفاع عن مصالحهم، إما باقتراح مشروعات قوانين للدفاع عن مصالحهم أو رفض مشروعات قوانين لأنها تتعارض مع مصلحتهم، وهذا هو الوضع فى البرلمان ما رؤيتك للمال السياسي في الانتخابات الجارية؟ -طبعا، المال السياسي لعب دورًا كبيرًا، والفلوس انتشرت فى كل الدوائر وكان لها تأثير، لايمكن لأحد إنكاره، وأريد أن أشير أن حزب المصريين الأحرار وحزب مستقبل وطن الناشئ منذ أسابيع ليس لهم برامج محددة، وليس لهم مقرات، وخطابهم غير سياسي، ولايتحدثون عن أى برنامج سياسي نهائيًا، ورجال الحزب الوطني أنفقوا ببذخ على الانتخابات الحالية، لذلك فالمال السياسي لعب دورا كبيرا فى الانتخابات الحالية. كيف ترى تواجد الإسلاميين فى البرلمان المقبل؟ -دورهم تراجع بشكل واضح، والشعب لفظهم ولم يعد يريدهم، لأنهم لم يعد لديهم قبول سياسي، كما أن شراء الأصوات بالسكر والزيت تراجع بصورة كبيرة للغاية أمام الأموال الهائلة التى أنفقها المرشحين التابعين لرجال الأعمال أو الحزب الوطني، ولا يستطيع ان ينافس ما ينفقه المرشحين، وهو نوع من الرشوة الانتخابية. هل توافق أن تكون ضمن المعينين فى البرلمان؟ -لا.. سوف أعتذر عن قبول هذا الأمر، لعدة أسباب أولها، لأننى رجل بلغت من الكبر عتيًا، ولدى أعمال عديدة فى المنصورة يصعب عليً تركها، وكذلك أنا أحد أعضاء المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، ولا يصح مستشار رئيس أن يتم تعيينه، فلا أعتقد أن هذا وارد أو منطقي، لذلك ساعتذر عن قبول هذه المهمة فى حالة إذا ما طٌلب مني ذلك. هل تتفق على ما يثيره البعض من النخب السياسية بأن هذا البرلمان هو الأسوأ فى تاريخ مصر؟ -ليس المهم أن يكون الأسوأ أو الأفضل، ليست هذه هى المشكلة، ولكن تشكيل البرلمان هو الحلقة الأخيرة من استكمال الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، وسيظهر دور التشريعات والقوانين، ونواب البرلمان أمامهم تحدى كبير قادم وهو القوانين التى تترجم لاستحقاقات اقتصادية سواء فى التعليم أو الصحة والضمان الاجتماعي، وكل هذا قادم فى الدستور، فسنرى كيف سيتعاملون مع هذه التحديات. هل ترى أن العلاقات بين مصر وروسيا تأثرت بعد سقوط الطائرة الروسية المنكوبة؟ -أريد أن أؤكد أن العلاقات المصرية الروسية أكبر من سقوط الطائرة الروسية وتداعيات ما حدث، وأعتقد أنها لم تتأثر سواء من ناحية روسيا أو مصر، وروسيا أصبح لها دور مباشر فى الشرق الأوسط، ويهمنا دعم هذا الدور، ولأننا لدينا طلبات فى المجال العسكري والنووي من روسيا، واعتقد أن موضوع الطائرة رغم أهميته إلا أن المصالح المشتركة بين الدولتين أكبر بكثير. كيف ترى الأزمة الروسية التركية فى الوقت الراهن بعد سقوط طائرة روسية من قبل تركيا؟ -جميعها حروب اقليمية، تسير بالإنابة، وعلى مصر مهما كلفنا الأمر سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أن ندافع عن وحدة الوطن؟ ما هى أبرز القضايا التى تناولها أعضاء المجلس الاستشاري العلمي مع الرئيس فى الاجتماع الأخير؟ -ناقشنا مع الرئيس خلال الاجتماع الأخير مقترحات بشأن التعليم الأساسي، ومقترحات بالنسبة للطاقة وقطاع النقل والسكك الحديدية، ومقترحات لاستبدال شبكات التيار الكهربائي بشبكة من كابلات مصنعة من ألياف الكربون، وكلها قضايا مطروحة، والأولويات يحددها الرئيس والحكومة، فنحن نقدم أوراق عمل ولسنا مستشارين مقيمين من منظومة الرئاسة الموجودة، ممكن تقبل بشكل جزئي، وهناك مقترحات قدمها الدكتور أحمد عكاشة من اجل تنمية الأخلاق والضمير فى المجتمع. هل أنت متفائل بمستقبل الدولة فى ظل تلك المتغيرات والأحداث الراهنة؟ -مفيش أى احتمال غير التفاؤل، ولا توجد أية خيارات أخرى غير ذلك، ولا يجب أن تكون مطروحة، ولابد من الحفاظ على كيان الدولة سواء شرطيًا أو عسكريًا، وضرورة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.