خمسة أشهر كاملة مرت على مقتل شخصين من عائلة الجواخم بقرية الصبحة، التابعة لمركز القوصية، على يد أولاد عائلة فاطمة؛ بسبب مشاجرة بدأت بالأيدي والعصي تسبب فيها أحد أبناء العائلتين بسبب خلاف مالي. لم يكد يتم دفن الجثتين من عائلة الجواخم حتى قاموا بإحراق منازل أولاد عائلة فاطمة ما اضطرهم إلى النزوح من القرية والتغرب بعيدًا عن الصراع حتى قرروا العودة، مساء أمس الخميس، وهو ما تسرب إلى خصومهم من عائلة الجواخم فاستعدوا لملاقاتهم على مداخل القرية وما إن وصلوا حتى بدأت معركة حربية كبرى راح ضحيتها 5 أشخاص من أولاد فاطمة وأصيب 2 آخرين. العائلتان تنتميان إلى قرية الصبحة وهي قرية طالما اشتهر عنها انتشار الأسلحة الآلية والجرينوق، ويعمل عددًا من أفرادها بتجارة السلاح، وتمثل "الصبحة" أحد البؤر العنيفة في قضايا الثأر على مستوى محافظة أسيوط ويقدر عدد العائلات المتخاصمة فيها بحوالي 6 عائلات منذ عام 2002 وذلك بعد فترة هدوء نسبي شهدتها القرية في التسعينيات خاصة في الفترة التي شهدت فيها أسيوط الصراع بين الجماعة الإسلامية ونظام مبارك وبدا فيها الانتشار الأمني كثيف عن المعتاد مما أدى إلى التقليل من الحوادث الثأرية. العائلتان يعمل معظم أبنائهما بالزراعة وتربية رؤوس الماشية بينما يعمل شخصين أو ثلاثة من كل عائلة في التجارة ويعتبر هؤلاء الأشخاص هم المصدر الرئيسي لتمويل مثل هذه الصراعات وتبلغ نسبة التعليم فيهما حوالي 10 % فقط فوق سن ال 35 عام بينما تزيد النسبة تحت سن العشرين لتصبح أكثر من 80 %. في الساعة السادسة من صباح اليوم الجمعة، بدأت الاشتباكات بين العائلتين استخدمت فيها الأسلحة الآلية والجرينوف وهو ما أدى إلى إغلاق جميع مساجد القرية، ولم يؤدي الأهالي الصلاة حتى تدخلت قوات مديرية أمن أسيوط واستطاعت وقف إطلاق النار بين العائلتين والسماح لسيارات الإسعاف بالدخول للقرية لنقل الجثث والمصابين. كان اللواء عبد الباسط دنقل، مدير أمن أسيوط، تلقى إخطارًا من مأمور مركز القوصية يفيد بمصرع 5 أشخاص من عائلة أولاد فاطمة: سعد رياض، ومحمود فتحي، وزين رياض، ومحمود زهران وزهران محمد، وإصابة اثنين آخرين: زين رياض محمد و خالد زين رياض، إثر اشتباكات عنيفة مع عائلة الجواخم بسبب خصومة ثأرية قديمة. وانتقلت مجموعات قتالية ومدرعات شرطية من مديرية أمن أسيوط، وتم محاصرة القرية وفرض كردون أمني لوقف الاشتباكات بين العائلتين وتم إلقاء القبض على بعض المشتبه في تسببهم في المعركة.