تعرض رجل الأعمال والملياردير دونالد ترامب ونجم تلفزيون الواقع لهجوم شرس، إثر سخريته من مراسل لصحيفة "نيويورك تايمز" يعاني من إعاقة جسدية خلال تجمع انتخابي في ولاية كارولينا الجنوبية، ما عرضه لانتقادات المراسل وآخرين وصفوا المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية ب"الحقير"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست". وقالت الصحيفة، إن الحادث وقع أول من أمس الثلاثاء، عندما كان ترامب يدافع عن مزاعمه الأخيرة بأنه شاهد الآلاف من المسلمين يحتفلون في ولاية نيو جيرسي عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، عندما انهار مركز التجارة العالمي في نيويورك، وهو إدعاء حقق فيه وكذبه موظفو إنفاذ القانون ومسؤولو الحكومة الذين كانوا في ولاية نيو جيرسي في الأيام والأسابيع التي تلت الهجمات الإرهابية. على خشبة المسرح الثلاثاء، وبخ ترامب صحفي تحقيقات "تايمز" سيرج كوفالسكي لإشارته إلى مقال كان قد كتبه بعد أيام قليلة من الهجمات. وبدا أن ترامب يسخر من الحالة الجسدية للصحفي الذين يعاني من اعوجاج المفاصل، الذي يحد بشكل واضح من حركة ذراعيه. وقال ترامب وهو يفرد ذراعيه أمام جسده ساخرا: "كتبه مراسل لطيف، إنه مسكين، عليكم رؤية هذا الرجل، -أنا لا أعرف ما قلته، لا أتذكر، أنا لا أتذكر ربما هذا هو ما قلته". وبحسب الصحيفة، يبدو أن هذه الإشارة شخصية إلى أبعد من ذلك، لأن كوفالسكي كان يغطي أخبار ترامب عندما كان يعمل لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز" بين عامي 1987 و 1993، وهي فترة مضطربة عانى فيها ترامب العديد من الانتكاسات المالية. ومن جانبه قال كوفالسكي: "المحزن في ذلك الأمر، أنه لم يفاجئني ولو بقدر قليل أن دونالد ترامب سيفعل شيئا بهذه الوضاعة بالنظر إلى سجله"، وأوضح في مقابلة عبر الهاتف أمس الأربعاء، أنه متأكد من أن ترامب يتذكره وحالته. ورفضت المتحدثة باسم حملة ترامب "هوب هيكس" التعليق على فيديو الواقعة، وقال أحد مسؤولى الحملة إن ترامب لم يكن يعلم بأي حالة إعاقة ولم يكن يسخر من المظهر الجسدى بأى حال من الأحوال. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ترامب لسخريته من شخص يعاني من إعاقة جسدية، ففي مقابلة في يوليو الماضي مع شبكة "إن بي سي نيوز"، انتقد ترامب كتاب الرأي "جونا جولدبرج" و"تشارلز كراوثامر"، وكان الأخير وصف المرشح بأنه "مهرج الرديو (مسابقات رعاة البقر)". وآنذاك، قال ترامب "تعرضت للسباب من قبل الرجل الذي لا يمكنه شراء زوج من السراويل" في إشارة إلى كروثامر الذي يعاني من الشلل من الخصر إلى أسفل. وفي المقابل، شن أصدقاء وزملاء كوفالسكي، حملة على وسائل الإعلام الاجتماعية للدفاع عنه وانتقاد ترامب، ووصفوا فعلته بأنها "حقيرة".