عن عمر ناهز 73 عامًا، رحل الأنبا إبراهام مطران الكرسي الأورشليمي "القدس" والشرق الأدنى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح أمس الأربعاء وهو "أول أيام صوم الميلاد". "مطران القدس" جلس على كرسي الأبروشية وهو ثاني أهم الأبروشيات في الكنيسة المصرية، بعد الإسكندرية التي يجلس على كرسيها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ويرأس جميع الأساقفة والكهنة. قال عنه البابا تواضروس في عظة أمس إنَّه كان محبوبًا من الحكام العرب، وعندما سافر إلى لبنان والإمارات في زيارات رعوية وجد محبة الحكام للأنبا إبراهام، موضِّحًا أنَّه تعلَّم منه في الرهبنة، وبخاصةً أنَّ كل منم ترهبن في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. الأنبا إبراهام ولد بمركز المنشاة بمحافظة سوهاج في 30 يونيو 1943، باسم "إبراهيم"، وبعد إتمام دراسته الثانوية التحق بكلية الزراعة، وحصل على بكالوريوس الزراعة سنة 1964، بتفوق أهَّله للدراسات العليا، بعدها حصل على الماجستير في الأعشاب الطبية سنة1970، ثمَّ على الدكتوراه في النباتات الطبية سنة 1976، وعُين أستاذًا مساعدًا لعلوم الصيدلة سنة 1980. أمَّا عن اهتماماته الدينية، التحق بالكلية الإكليريكية، وحصل منها على البكالوريوس سنة 1971، ثمَّ التحق بمعهد الدراسات القبطية، وحصل على الماجستير في العلوم اللاهوتية سنة 1971. وبعد حصوله على كل هذه الدرجات العلمية، رغب في حياة الرهبنة والزهد، فترك العالم بكل ما فيه وذهب إلى ديرالأنبا بيشوي طالبًا الرهبنة في 5 يونيو 1983، وتمَّت رهبنته باسم الراهب سدراك الأنبا بيشوي في 19 مارس 1984، وبعد فترة من رهبنته، انتدبه البابا الراحل شنودة الثالث لخدمة الأقباط في سويسرا. اختاره البابا الراحل ليجلس على الكرسي الأورشليمى "القدس"، ورسم مطرانًا للكرسي الأورشليمى والشرق الأدنى في 17 نوفمبر 1991، وتمَّ تجليسه على كرسيه بالقدس في 3 يناير 1992. اهتم الأنبا إبراهام منذ جلوسه على الكرسي الأورشليمى بالأقباط في فلسطين، وقدَّم لهم الرعاية الروحية والاجتماعية وكافة الخدمات بكل أنوعها، وفي عهده اهتم بالمشروعات والمباني التي تساهم في نهضة الكنيسة القبطية بالأراضى المقدسة.