قرار منع زيارة القدس صادر عن المجمع المقدس وهو أعلى سلطة في الكنيسة.. والحرمان عقوبة من يخالف قراراته يعد القرار الذي اتخذه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بزيارة القدسالمحتلة للصلاة على الأنبا إبراهام مطران القدس والكرسى الأورشليمى الذى توفى أمس الأربعاء، قرارًا صادمًا. صدمة القرار تظهر في كون الزيارة هي الأولى لبابا الإسكندرية للأراضى المحتلة، بعد قرار المجمع المقدس الذى يقضى بمقاطعة الزيارة والذى أقرته الكنيسة عام 1980 فى أعقاب اتفاقية "كامب ديفيد"، بين مصر وإسرائيل، بل وإن قرار تواضرواس خالف أيضا قرار البابا كيرلس السادس الذى سبق البابا شنودة والذي رفض زيارة القدس عام 1967 ، عقب وقوعها في يد الكيان الصهيوني. وجاء نص القرار"المجمع المقدس بشأن السفر للقدس" فى جلسة الأربعاء الموافق 26/ 3/ 1980 "عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، فى موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسمياً لدير السلطان، ويسرى هذا القرار تلقائياً طالما أن الدير لم يتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك". وطوال فترة ترأس البابا شنودة الثالث للكنيسة كان موقفه واضحًا من زيارة القدسالمحتلة، حتى لو للحج، وكرر في أكثر من مناسبة أن "إن المسيحيين لن يدخلوا القدس إلا مع إخوانهم المسلمين عقب تحرير القدس"، وأنه شخصيًا لن يزور القدس إلا ويده في يد شيخ الجامع الأزهر. وكون المجمع المقدس هو أعلى سلطة في الكنيسة، والتي يجب احترام قرارتها، فإن القرار ظل ساريا حتى بعد وفاة البابا شنودة، في مارس 2012، غير أن العدد الذي تجرأ وتمرد على القرار السابق، وحجوا للقدس، للتقديس وزيارة قبر المسيح خصوصًا في فترة عيد الفصح، غير أنه ظلت عقوبة الحرمان من بعض الطقوس الدينية لمن يخالف القرار. وفي أبريل عام 2014 غادر سافر قرابة 300 قبطي للقدس المحتلة، فكان رد الكنيسة واضحًا على لسان القمص رويس مرقص، وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة فى الإسكندرية، والذي أكد على أن قرار حظر سفر الأقباط الأرثوذكس إلى القدس هو قرار صادر عن المجمع المقدس، وهو السلطة الأعلى فى الكنيسة. وأكد المتحدث باسم الكنيسة وقتها أن تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، يسير على نفس نهج البابا شنودة، وأن الكنيسة ستعاقب المخالفين، بحرمانهم من التناول- أحد أسرار الكنيسة السبعة- كما هو المعتاد فى مثل هذه الأمور. إلا أن القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية، حاليا، حاول الهروب من أزمة سفر تواضروس الثاني إلى القدسالمحتلة، وقال إن الموقف ثابت كما هو من زيارة القدس، وهو عدم دخولها إلا من إخواننا المسلمين المصريين، وأن زيارة البابا لأمر طارئ، وهو للعزاء وترأس جنازة الأنبا إبراهام.