شنَّ خبراء متخصصون في الشأن الإعلامي هجومًا حادًا على الاعلاميين عمرو أديب وخالد صلاح، عقب المشادة التي نشبت بينهما مساء أمس الثلاثاء ووصلت إلى تبادل السباب. نشبت المشادة، التي استخدمت فيها الألفاظ الخارجة على خلفية كتابة صلاح مقالاً ينتقد فيها الإجراءات الأمنية بمحافظة شمال سيناء عقب الانفجار الذي وقع صباح أمس الثلاثاء، وأسقط أربعة شهداء "مستشاران وشرطيان" بمدينة العريش، حيث نشر المقال بصورة شخصية ل"خالد صلاح" وهو يضحك. صفوت العالم: ماحدث لا يمت للمهنية بصلة قال الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ل"التحرير"، معلِّقًا على الأمر: "ليست هذه هي المهنية التي نعرفها ولا سلوك قادة رأي عام أو إعلاميين كبار ولا يصح أن يكون الأمر بين الطرفين بهذه الوسيلة". وأضاف أنَّ السلوك الذي انتهجه الطرفان على الهواء أمر غير مهني ولا يتعلق بالأخلاقيات ومواثيق الشرف المهني، موضِّحًا أنَّ الإعلام مهنة تقبل الرأي والرأي الآخر وليس السباب وتبادل الاتهامات على الهواء مباشرة. وأكَّد العالم: "إذا لم يتحمل الإعلامي رأى زميل له يعمل معه في نفس المهنة فما بالك ما إذا كان الانتقاد من الرأي العام نفسه، فكيف سيتعامل الإعلامي فى هذه الواقعة؟، يجب أن يتسع صدر البعض لتقبل الانتقادات والهجوم". شومان: الوقت على الشاشات ملكا للجمهور وليس لهم الدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية قال ل"التحرير": "دور الإعلام نقدي ورقيب على كل السلطات،وبالتالي كان من حق الإعلام أن ينتقد التقصير الإداري والأمني، لذلك كان ينبغي على عمرو أديب أن يحترم رأي زميله خالد صلاح بدلاً من أن ينتقده، ما المشكلة في أن ينتقد إعلامي قضية استهداف القضاة في العريش والتقصير الأمني في الأمر". شومان أضاف: "هذا الأمر يعتبر بمثابة خروج على مواثيق الشرف المهني والأخلاقي، وهناك ظاهرة سلبية في البرامج الفضائية أنَّ مقدمي البرامج يتحدثون في برامجهم أكثر من الضيوف ويتحولون لقادة رأي عام، ولا يصح مطلقًا أن يتحول السباب المتبادل بين الطرفين إلى الشاشات لأنَّه في هذا الوقت ملك للجمهور وليس لهم". وذكر شومان: "ما يحدث يذكِّرنا بموقف الإذاعات الأهلية قبل 1934، حيث كان كل صاحب محطة يتبادل السباب والاتهامات مع المحطات الإذاعية الأخرى، وبالتالي تحولت المحطات لحوارات بين مقدمي البرامج والمذيعين وليس مجرد ناقلي للرأى للجمهور". ياسر عبد العزيز: التدافع الإعلامي يجرى بأكثر الوسائل سوقية وانحطاطًا الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز أوضح ل"التحرير": "الباب الكبير الذي يصدر لنا الأخطاء في المجال الإعلامي المصري هو الباب الذي يجب تعريف الإعلامي منه، وما إذا كان الإعلامي يقدِّم برنامجًا للأحداث الجارية والحصة التلفزيونية التي تقدم واقعةً إلى جمهور تحترمه، أم ملكية خاصة لمذيع مشهور". وأضاف: "أي مجتمع لا يمكن أن يعيش بلا تدافع أو تعدد وأحيانًا كثيرة قدر من الحدة قد يكون مطلوبًا والتدافع يجرى بين الأنصار والأعوان والمتشابهين في المسائل الهامشية، وفي مجتمع مثل مصر لا يجرى هذا التدافع إعلاميًا إلا بأكثر الوسائل سوقية وانحطاط". مكاوي: على الشاشة شخصيات لا تتعلق بالعمل الإعلامي الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، رئيس لجنة رصد الأداء الإعلامي للانتخابات أشار ل"التحرير" إلى أنَّ الواقعة تمثل نتاجًا طبيعيًّا لأوضاع الإعلام الراهنة في ظل غياب التشريعات عن الساحة الإعلامية. وألمح مكاوي: "لست مندهشًا من حدوث تلك الفوضى والعشوائية على الشاشات، لأنَّ ما يحدث إفرازات طبيعية لحالة الفوضى التي نعيشها، والقادم أسوأ بلا شك، وعدم وجود نقابة للإعلاميين جعل الساحة سداح مداح واعتلت الشاشة شخصيات لا تتعلق بالعمل الإعلامي، وأغلب الإعلاميين يحاولون الحصول على أكبر قدر من المشاهدة بغض النظر عن المهنية". وحول وجود صفات مشتركة تجمع الطرفين أبرزها تأييد النظام القائم، رأى مكاوي: "لا أعلم ما اذا كان هذا الوضع نتيجة نزاع بينهما وتصفية حسابات، أم سيناريو مرتب ومخطط من قبل البعض لإلهاء الناس عن قضية ما". تعرف على التفاصيل الكاملة ل«خناقة» عمرو أديب وخالد صلاح رئيس تحرير «القاهرة اليوم» عن «خناقة أديب وصلاح»: الإخوات بيتخانقوا