بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وتفجير برجي التجارة في نيويورك، بدأت موجة من معاداة للمهاجرين، في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، لتؤسس لما يعرف حالياً بال"إسلاموفوبيا". كان لأحداث 11 سبتمبر أثر كبير على تشكيل صورة العرب لدى الغرب، فقد تجاوزت هذه الصورة من مرحلة التشويه التي كانت سائدة قبل سبتمبر إلى احتمالات الإقصاء، حيث انطلق فكر الصراع وظهرت أفكار قديمة جاءت من عصور سحيقة بهدف خلق صدام وهمي مع الإسلام على اعتبار أن الإسلام مصدرا للإرهاب.. الأن يتردد سؤال حول إمكانية أن يتحول يوم 14 نوفمبر 2015 ليوم فاصل فى تاريخ فرنسا بعد الهجمات الإرهابية الأعنف منذ القرن الماضي التي تضرب عاصمة النور باريس.. أصابع الاتهام تتوجه إلى إسلاميين متشددين إما من أعضاء تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش.. لكن الثابت الأن أن إجراءات الهجرة والدخول إلى فرنا للعرب تحديدا ستكون أكثر صعوبة وقسوة وربما نرى تمييزا يضاهي التمييز الذي عانى منه المسلمون والعرب في أمريكا بعد 11 سبتمبر، والذي نسرده لكم في هذا التقرير.. المسلمون في أمريكا في أعقاب الأحداث عانى المسلمون في أمريكا من التمييز والاتهام المزعوم بأنهم إرهابيون وأن دينهم الإسلام يحرض على العنف والإرهاب، وعمد بعض المسئولين الأمريكيين إلى الإساءة للإسلام، مثل توم كونتريدو، عضو الكونجرس من ولاية كولورادو، الذي دعا إلى قصف الكعبة المشرّفة وتدمير مدينة مكّة، لوقف ما زعم أنه "عُنف الإسلام"، ووصف أعضاء آخرون منظمات إسلامية أمريكية عريقة، مثل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية بأنها منظمات تضُم جِهاديين يسعَون لاستخدام العنف ضد الولاياتالمتحدة، وطرح كونتريدو أفكار عنصرية تُطالب بترحيل المسلمين من أمريكا. تبع كل هذا وقوع الرئيس بوش نفسه في جُرم الإساءة إلى الإسلام بالحديث عمّا وصفه بخطر الفاشية الإسلامية! وكانت النتيجة المنطقية لكل هذه الدعاية، زيادة المشاعر السلبية عن الإسلام والمسلمين، والتي أدّت إلى زيادة في حالات انتهاكات الحقوق المدنية للمسلمين الأمريكيين، إلى جانب ازدياد الجرائم الموجهة للجاليات العربية الإسلامية، والتمييز ضدهم، لا سيما في أمريكا عامًا بعد عام. كما تعرض المسلمون في المطارات ونِقاط الحدود الأمريكية إلى عمليات تفتيش واستجواب على أساس تصنيفهم العرقي، وبالطبع، تعرضت مؤسساتهم الخيرية لغارات من مكتب المباحث الفدرالية، بحجّة تمويلهم لمساعدات إنسانية في غزة وفي لبنان، مما جعل المسلمين الأمريكيين يتردّدون في التبرع للأعمال الخيرية، خشية اتهامهم بتمويل الإرهاب! الكتابات امتلأت الأسواق الأمريكية بكتابات عدد من أكثر الكتاب الأمريكيين تطرفًا في موقفهم من المسلمين والعرب مثل دانيال بايبس مؤلف كتاب "الإسلام المسلح يصل أمريكا"، الصادر عام 2003، وستيفن إمرسون مؤلف كتاب "جهاد أميركي.. الإرهابيون الذين يعيشون وسطنا"، الصادر في العام نفسه، فقد روج هؤلاء لمعتقد أن المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا والغرب هم أعداء مقيمون في الولاياتالمتحدة ، يتحينون الفرص للانقضاض عليها، ومن ثم يجب مراقبتهم والتضييق عليهم وتهميش منظماتهم. الإعلام الأمريكي شهدت الفترة التى أعقبت أحداث 11 سبتمبر، شن حملة إعلامية مناهضة للمسلمين بوسائل الإعلام الأمريكية التي تسيطر عليها الدوائر الصهيونية، وعلى مدى شهور كان للإعلام الصهيوني عدة اتجاهات، حيث تمثل الاتجاه الأول تصوير العرب كإرهابيين وقتلة، وأن ما حدث في أمريكا ليس إلا من فعل العرب المسلمين الحاقدين على الحرية والديموقراطية. وفي الاتجاه الثاني كرس الإعلام نفسه لدفع الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي لشن حرب مدمرة على كافة الدول التي تؤوي الإرهابيين على حد زعمه، مستغلاً بذلك الوضع النفسي الأمريكي. استطلاع رأي خلصت نتائج استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في أوساط المسلمين المقيمين في الولاياتالمتحدة عام 2002، إلى أن 57% منهم تعرضوا للتمييز منذ أحداث 11 سبتمبر، وأشار التقرير نفسه إلى أن 87% من مسلمي أمريكا يعرفون مسلما واحدا على الأقل تعرض للتمييز خلال نفس الفترة، بينما أوضح 79% من المشاركين في الاستطلاع أنهم لاقوا مساندة إيجابية من قبل أصدقائهم ومعارفهم غير المسلمين، وجاءت غالبية المساندات في صورة عبارات شفوية إيجابية بعد الأحداث وتضمنت على بعض عروض لحماية المساجد. رد فعل القضية التي شغلت اهتمام المسلمين في أمريكا تمثلت في مواجهة حملات تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الأمريكي، والتي أخذت منعطفا جديدا على المستوى الأمريكي والدولي بعد تكرار تعرض بعض قادة اليمين الأمريكي المتشددين من أمثال بات روبرتسون وفرانكلين جرام بالإساءة لشخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.