في أكتوبر 2014 أقدمت صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة، على نشر رسم جديد مسيئ للرسول في ملفها الخاص حول تنظيم داعش الإرهابي بسوريا والعراق، وهي الرسوم التي أعادت إلى الأذهان الرسوم المسيئة أيضا التى نشرتها الصحيفة ذاتها في 2011 والتى سخرت فيها من عيد الأضحى المبارك عند المسلمين في أنحاء العالم.. تلك الرسوم التى قابلها جموع المسلمين في كل أنحاء العالم بالتظاهرات الرافضة والمنددة، حملت لطمة كبرى على وجه الصحيفة عندما تعرضت لهجوم قتل على إثره عدد من محرريها. الآن وبعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء والذي راح ضحيته، أكثر من 224 مواطنا روسيًا، عادت الصحيفة لممارسة هوايتها فى السخرية هذه المرة ليس من الدين الإسلامي أو المسيحي ولكن من الدولة الروسية دون مراعاة حتى لمشاعر أهالي الضحايا. فخلال ها الأسبوع تحولت أعداد كبيرة من المواطنين الروس إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بصحيفة شارلي إبدو بعد أن أدان الكرملين نشرها رسوما تتهكم على حادث تحطم الطائرة الروسية في مصر. ونشرت الصحيفة رسمين كاريكاتير بعد أن تحطمت الطائرة في سيناء في 31 أكتوبر، حيث أظهر الرسم الأول جمجمة أحد الركاب وقد كتب عليها "مخاطر الرحلات الجوية الروسية منخفضة التكلفة"، أما الرسم الثاني فأظهر حطام الطائرة يتساقط على إسلامي متشدد تصاحبه عبارة "القوات الجوية الروسية تكثف ضرباتها الجوية". وقالت شبكة "في كيه" وهي أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في روسيا أمس الأحد، إن رسوم الصحيفة كانت أكثر موضوع ناقشه مستخدموها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون مستخدم خلال اليومين الماضيين. كما استخدم الروس مواقع أخرى مثل تويتر للتعبير عن غضبهم، حيث كتبت آنا إيساييفا "هذه سخرية وتهكم مجنون على ذكرى ضحايا تلك المأساة المروعة." وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين يوم الجمعة إن الرسوم الساخرة تنطوي على إساءة بالغة ولا علاقة لها بالديمقراطية او حرية التعبير. واستخدمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا موقع فيسبوك لتتساءل "هل لايزال هناك من يقول أنا شارلي؟" في إِشارة الى عبارة "أنا شارلي" التي استخدمت للتعبير عن التعاطف مع الصحيفة الفرنسية بعد إن قتل إسلاميون متشددون 11 شخصا في مقرها في باريس في يناير.