فوجيء البريطانيون صباح أمس، بصدمة من العيار الثقيل عندما كشفت جريدة "ديلي ميل"، أن طائرة بريطانية كانت تقل فوجا سياحيا تعرضت قبل شهرين للاستهداف بصاروخ كاد يصيبها، لولا أن الطيار تمكن من الإفلات بفارق لحظات قليلة، ليتبين أن السلطات أخفت الحادثة ولم تكشفها للاعلام، حتى تسربت أخيرا بعد سقوط طائرة الركاب الروسية . وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الحادثة وقعت قبل شهرين، وكادت تودي بالطائرة ومن كانوا على متنها. وكانت شركة "تومسون" قد ذكرت في بيان لها، أن طاقم رحلتها رقم 476 أبلغ بحدوث "أمر ما"، أثناء تحليق رحلتها إلى شرم الشيخ في 23 أغسطس الماضي، دون أن تعلن عن ماهية ذلك الأمر، ولكنها أضافت أن تحقيقا "توصل إلى أنه ليس هناك ما يثير القلق، أو يهدد سلامة الطيران إلى شرم الشيخ." وبحسب تقارير إعلامية بريطانية، فإن الطائرة تفادت صاروخا مر بالقرب منها على مسافة 1000 قدم، أي حوالي 304 أمتار، وذكرت أن الطائرة التي كانت تقل 189 راكبا على متنها، تمكنت من الهبوط بسلام في مطار شرم الشيخ، ولم يتم إبلاغ الركاب بالواقعة. المتحدث باسم الحكومة البريطانية أكد هذه التقارير الإعلامية قائلا: "قمنا بالتحقيق من هذه الحادثة في وقتها واستنتجنا بأن هذا الهجوم ليس مقصودا وعلى الأغلب كان له صلة بتدريبات عسكرية للجيش المصري في ذلك الموقع حينها." وصفت وزارة الخارجية المصرية التقارير الإعلامية حول تفادي طائرة تابعة لشركة "تومسون" لصاروخ أثناء مرورها بأجواء سيناء، بأنها "غير دقيقة" على الإطلاق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، مساء السبت، إن الواقعة تتعلق بإجراء تدريبات عسكرية في منطقة تبعد عدة كيلومترات عن مطار شرم الشيخ، تضمنت إطلاق قذائف أرض – أرض، ولم يجر إطلاق أي قذائف جوية. ولكن لماذا تاخرت بريطانيا شهرين في الإعلان عن الحادثة؟ زيارة السيسي أتى الحدث بعد ساعات قليلة من مغادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأراضي البريطانية، وانتهاء زيارته إلى لندن، حيث ربما يكون الصمت البريطاني لمدة شهرين عن محاولة استهداف طائرة الركاب السياحية، كان بسبب رغبة بريطانيا عدم إفساد زيارة السيسي التي يتم الإعداد لها منذ الصيف. وفي هذا السياق صرح محلل سياسي عربي يقيم في لندن، رفض الكشف عن هويته، قائلا: "إن كاميرون كان حريصا طوال الشهرين الماضيين على عدم إفساد زيارة السيسي إلى لندن، وهي أول زيارة له منذ توليه الحكم". الضغط الإماراتي منع السفر إلى شرم الشيخ كان من الممكن أن يغضب دولة الإمارات التي تمارس ضغوطا على بريطانيا في هذا الإطار، وهي الضغوط التي كشفتها أخيرا جريدة "الجارديان" البريطانية، والتي هددت فيها الإمارت، بريطانيا بوقف شراء صفقات السلاح، ومنع الاستثمار في الأراضي البريطانية وهي تقدر بمليارات الدولارات، ما لم تزيد الحكومة ضغوطها على أعضاء جماعة الإخوان المتواجدين في لندن، ومن المعروف أن النظام المصري يحظى بدعم من كبير من الحكومة الإماراتية. عدم توافر المعلومات يتبين من تقرير ال"ديلي ميل"، أن الصحيفة علمت بالأمر منذ أيام وبدأت على الفور بإجراء اتصالاتها مع المسؤولين لتتأكد من الخبر، وتأخذ التعليقات اللازمة منهم، ما يعني أن كاميرون علم قبل أيام بأن "ديلي ميل"؛ وهي الصحيفة الأوسع انتشارا في البلاد عازمة على نشر الخبر، فاستبق ذلك بقرار وقف الطيران وسحب السياح فورا للتخفيف من الانتقادات التي سيتعرض لها. حادثة الطائرة الروسية ربما اعتبر طاقم الطائرة، أن الحادث في سيناء هو حادث عرضى، لا يحتاج لإبراز إعلامي، وهو ما تسبب في خفوت الخبر، ولكن مع حادثة سقوط الطائرة الروسية، تذكر الطاقم حادثة الصاروخ، فأخبروا "الديلي ميل"، وهي بدورها قامت بالتأكد من صحة الخبر.