أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، تعليق الرحلات الجوية إلى مصر، حالة من الجدل، في ظل ما تردد حول أن القرار ناتج عن توفر معلومات لدى القيادة الروسية حول حادث سقوط الطائرة الروسية المنكوبة، في منطقة الحسنة بوسط سيناء والتي أودت بحياة أكثر من 224 راكبًا إضافة إلى طاقم الطائرة. "التحرير" أجرت حوارًا مع الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله السناوي؛ لمعرفة رؤيته بشأن أسباب القرار، وتوابعه على مصر، وتأثيره على السياحة بها، وكيفية الخروج من المعضلات والأزمات السياسية التي تشهدها الدولة. في البداية.. كيف ترى قرار الرئيس الروسي؟ هناك حاجة لفهم ما جرى في الكرملين، في البداية أعلن متحدث رسمي باسم الكرملين أنه يجب انتظار نتيجة التحقيقات، ثم أعلن رئيس الوزراء ديمتيرى ديمتديف، الأمر نفسه، ثم بوتين نفسه، وأجرى اتصالًا مع ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أكد فيه نفس الأمر، وعقبها وصل مصر 23 طائرة سياحية من روسيا، آخرهم أمس، وكان هذا موقفًا عظيمًا لروسيا يستحق التحية، فما الذي جرى منذ الأمس حتى الآن؟، لابد من إيجاد تفسير، لأن هناك مفاجأة كبيرة وصدمة كبيرة. وفى اعتقادك ما تفسير ذلك التحول المفاجئ؟ أعتقد أن هناك أحد تفسيرين، الأول أن المحققين الروس وجدوا شيئًا يثير الريبة والشكوك في أن ما جرى عمل إرهابي، والثاني أن هناك ضغوطًا في الرأى العام الروسي، وبعض الأجهزة الروسية، لاتخاذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة، ولعل قد توارد للقيادة الروسية معلومات أساسية دفعتها لتغيير مواقفها، ليس من منطلق اتخاذ موقف عدائي من مصر، ولكن إجراء احترازي لحماية المواطنين الروس. وما الخطوات التي ينبغي على الدولة اتخاذها في الوقت الراهن؟ هذا الأمر سيؤدي إلى ضرب السياحة في مقتل، لأننا سندخل إلى محنة وأزمات اقتصادية، وأؤكد أن البلد أمام خطر حقيقي، بعد ما جرى اليوم، فهناك انسداد فى القنوات السياسية، وهناك مجلس شعب متردي ومزري سيكون عبئًا على الرئيس، وهناك أزمة اجتماعية وأنين اجتماعي لم يعد يحتمل. وما الحل من وجهة نظرك للخروج من تلك المعضلات والأزمات؟ أعتقد أننا في حاجة إلى إعادة النظر بصورة جذرية في مجمل السياسات الحالية؛ لأنها لم تعد قادرة وغير صالحة لمواجهة الموقف الاقتصادي الصعب الذي يداهمنا، والخليج لن يدفع مرة أخرى؛ لأن لديه أزمات اقتصادية كبرى من تورط السعودية في اليمن، وانخفاض أسعار النفط، ولا يجب أن نعول عليهم مرة اخرى، وكتر خيرهم لأن دورهم انتهى، وقد يحدث ولكن لن يكون الدور كبيرًا، فالسياحة تم ضربها والمشروعات الاقتصادية بحاجة لمراجعة، مثل التخلي نهائيًا عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وستكون بادرة إيجابية لأن الاقتصاد منهك والمشروع بلا جدوى اقتصادية، ومشروع المليون ونصف مليون فدان يجب إعادة دراسته مرة أخرى، ولابد أن يرتكز الاقتصاد على الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وحل مشكلات الصحة والتعليم، وضرب الفساد بقوة وقسوة وبلا رحمة أو هوادة، والمصري مستعد أن يتحمل الأزمة إذا شعر أن التكاليف سيدفعها الجميع. البلد في خطر وبحاجة إلى مراجعة، لأنه من غير الطبيعي أن تعتمد على الجيش في كافة الأمور والأزمات، والأزمة تستدعي سياسيين وحكومة سياسية، وليس حكومة موظفين، وإنهاء أزمة الدولة مع شبابها ومصالحات، وإصلاح الجهاز الأمني، والدولة تحتاج إلى عمل كبير للغاية، ولكن لاتوجد رؤية أو بوصلة لادارة الدولة، فالخطر أننا لايمكن أن نصمد ونحمى الدولة ويجب أن يتغير الكلام. وماذا يجب على الرئيس السيسي أن يفعل لمجابهة تلك الأزمات؟ الرئيس يجب أن يثور على نظامه، إذا أراد أن يستمر هذا النظام، لأنه الحالي هش وضعيف.